اسرائيل تواجه مأزقا بعد الحرب بسبب "بطل" حزب الله

> القدس «الأيام» آدم انتوس :

>
سمير القنطار
سمير القنطار
السجين اللبناني سمير القنطار هو قاتل بالنسبة لسمادار هاران كيزر أطلق النار على زوجها وهشم رأس طفلتهما البالغة من العمر أربع سنوات في ليلة ربيعية قبل 27 عاما,وبالنسبة لحزب الله فان القنطار بطل في الحرب ضد إسرائيل.

ويقول الحزب إنه يتعين على إسرائيل الإفراج عنه في مقابل جنديين إسرائيليين أسرهما في غارة عبر الحدود في 12 يوليو تموز فيما أثار حربا استمرت 34 يوما.

وبعد حرب اسرائيل على حزب الله التي قتل فيها نحو 1200 شخص في لبنان و157 إسرائيليا تفكر إسرائيل في الإفراج عن القنطار وهو أقدم سجين لبناني في إسرائيل في مقابل الجنديين.

وقالت سمادار التي تبلغ من العمر الآن 54 عاما لرويترز "لم أطلب منهم ألا يفعلوا هذا.. إنه ليس سجيني الخاص والشخصي."

وأدين القنطار بقتل زوجها الأعزل وابنتها في غارة في 22 أبريل نيسان في عام 1979 وهو ما تنفيه أسرة القنطار.

وخنقت سمادار طفلتها الاخرى البالغة من العمر عامين دون قصد بينما كانت تحاول منعها من البكاء اثناء اختبائها في مخزن فوق غرفة النوم عندما دخل مسلحو جبهة التحرير الفلسطينية شقتها.

وقالت سمادار إنها تحاول أن تنأى بنفسها عن الجدل بشأن مصير القنطار وحثت صناع السياسة على أن يفعلوا أفضل شيء يخدم مصالح البلاد والجنديين المخطوفين.

وقالت "أنا إنسانة. أشعر بمأساة أسرتي الجنديين المخطوفين.. لدي رأي خاص لكنني أعتقد أنه لا يتعين وضع رأيي الشخصي في الاعتبار,يحدوني الامل في عودة الجنديين المخطوفين."

ووضعت القضية رئيس الوزراء إيهود أولمرت في مأزق,ووعد أولمرت الذي يتعرض بالفعل لانتقادات شديدة بسبب أداء إسرائيل خلال الحرب بأن يفعل كل ما هو ممكن لاعادة الجنديين.

وقال دان شويفتان نائب مدير دراسات الأمن الوطني في جامعة حيفا إن مبادلة سجناء "قد تشتري شعيبة رخيصة )لاولمرت( على المدى القصير لكن الثمن غير مقبول على المدى الطويل,هذا سيشجع على مزيد من الارهاب."

وقال إيلي كارمون وهو محلل بارز في معهد مكافحة الارهاب في اسرائيل إن حزب الله سينظر إلى الافراج عن القنطار على أنه "انتصار كبير".

وقال بسام شقيق القنطار إن قيام حزب الله بأسر الجنديين الاسرائيليين عزز بشكل كبير فرص الافراج عن شقيقه.

ورفض بسام وصف اسرائيل لشقيقه الذي كان مراهقا في وقت الغارة التي تمت بطريق البحر بأنه مجرم.

وقال لرويترز في بيروت انه وفقا لما يقوله سمير فقد اعتقل بعد خمس ساعات من المواجهات وتبادل إطلاق النار. وأضاف ان ما حدث على الأرجح هو أن الصبية ووالدها قتلا وسط تبادل اطلاق النار في العملية.

ولا تزال سمادار تعيش في نهاريا وهي نفس البلدة في شمال اسرائيل قرب الحدود مع لبنان التي وقع فيها الهجوم في عام 1979,وتزوجت مرة أخرى ولديها طفلتان,وفي نفس الشارع تعيش اسرة احد الجنديين اللذين اسرا في 12 يوليو تموز.

وقال مدعون ان القنطار وثلاثة مسلحين اخرين في هجوم 1979 رسوا في زورق مطاطي على الشاطيء واقتحموا شقة سمادار.

ويضيفون ان القنطار اقتاد زوج سمادار ويدعى داني هاران (32 عاما) وابنتهما اينات (4 سنوات) الى شاطيء قريب. وقال شهود انه قتل داني امام اينات ثم هشم رأس اينات على صخرة بكعب بندقيته.

وعندما خرجت سمادار من المكان الذي كانت تختبيء فيه كانت طفلتها الصغيرة يائيل قد لقيت حتفها. وقتل شرطي اسرائيلي ايضا,وحكمت محكمة اسرائيلية على القنطار بالسجن 542 سنة.

وفكرت اسرائيل في الافراج عن القنطار في عام 2004 مقابل معلومات عن الطيار الاسرائيلي المفقود رون اراد الا ان ذلك لم يحدث.

وفي حين تطالب إسرائيل بالافراج غير المشروط عن الجنديين اللذين أسرا في 12 يوليو تموز قال وزير الدفاع عمير بيرتس يوم الأربعاء الماضي إن مصير القنطار على "جدول الاعمال".

وفي مقابلة تلفزيونية هذا الاسبوع قال الامين العام لحزب الله حسن نصر الله إنه سيتعذر وجود اتفاق دون القنطار.

وقالت سمادار إنها تعرف أن الزعماء الاسرائيليين يواجهون خيارات صعبة. وقالت "انها صعبة جدا. هناك اعتبارات عديدة."

(تغطية اضافية من علاء شاهين في بيروت) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى