رحلة إلى حوف لو تمثّلها الجميع

> «الأيام» محمد هادي هارب/ المهرة

> ما أجملها رحلة، رحلة امتزجت فيها الخضرة بالماء والوجه الحسن، رحلة تشكلت فيها أروع وأجمل صورة من صور الوعي الوطني والوحدة المباركة، رحلة أوجزت لنا الصورة التي يتمنى كل مثقف وكل واع أن يكون الوطن بهذه الصورة، وخاصة في هذه الأيام وفي المرحلة الحساسة مرحلة الانتخابات والتنافس والدعايات والاتهامات، ولكي لا نخرج عن الموضوع نوجز للقارئ الكريم كيف كانت هذه الرحلة التي كان هدفها واحداً، هو الترويح عن النفس والاستمتاع بمناظر حوف الخلابة، هذه الرحلة دعا إليها وقادها شخص واحد، ومن صفاء سريرته ونقاء معدنه وطهارة قلبه دعا إليها من لاقاه من أصدقائه ولم يشترط فيها بلاده أو وظيفته أو لونه أو انتماءه، الكل سواسية في لحظة ابتعدت فيها النفس عن جميع الصفات البشرية السيئة القديمة أو العصرية الحديثة مثل العنصرية وغيرها، في لحظة تخلت فيها النفس عن هموها ومشاكلها وأعمالها اليومية بل كانت خارج نطاق التغطية عن وسواس النفس والهوى والشيطان وغيرها، رحلة توحدت فيها المتناقضات، تعانق فيها القط والفأر، واجتمع فيها الضرائب والمكلف، اجتمعت فيها الاحزاب الحاكم والمعارضة بعيداً عن التنافس قريباً من الأسرة الواحدة، اجتمع فيها الضحك بالعبث، كان كلامنا بريئاً مطروحاً بدون أهداف، دارت فيها النكتة بجميع أشكالها السياسية والساذجة والبريئة، كان البعض يغني ويخطب في اللحظة نفسها، الكل يضحك والكل يتكلم، في لحظة تغير فيها الموضوع المطروح يومياً أثناء جلسات القات، فلم نذكر أحدا بسوء ولم يتكلم أحد منا في السياسة ولا في الانتخابات ولا في المصالح الشخصية، هكذا كانت الرحلة إلى حوف التي دعا إليها الأخ خالد الشهاري، مدير عام الضرائب فرع المهرة وتكونت من 23 فرداً فيهم المدير والمسؤول الأمني والمحامي والمواطن والعامل والطالب والفراش والعاطل والحزبي والأسود والابيض وغيرهم، فماذا لو كان الجميع بهذه النفسية، وماذ لو ابتعد الجميع عن الحساسيات، والأخذ والهات، والمسامير والدقدقات، وتعاون الجميع لمصلحة الجميع وحب الجميع، فالشعب واحد والوطن واحد، والدين واحد والرب واحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى