إشكالية طبيعة المناخ الانتخابي وآفاق المستقبل

> د. صالح يحيى سعيد:

>
د. صالح يحيى سعيد
د. صالح يحيى سعيد
ليست اليمن لوحدها التي تعاني من تعقيد طبيعة المناخ الانتخابي، بل يمكن القول إن هذه الاشكالية تنطبق على معظم البلدان النامية والمتخلفة وذلك لكونها في بداية الطريق الديموقراطي من ناحية، وما زالت تعيش في تناقضات ما بين رواسب الماضي وخصائص الحاضر وتطلعات المستقبل من ناحية أخرى.

وفي هذا الصدد يجب التأكيد هنا أن مسألة تحقيق الديمقراطية ونزاهة الانتخابات وتوافر الفرص المناسبة والمتساوية لكافة المشاركين وعلى النحو المطلوب وغيرها من المسائل الأخرى ذات العلاقة المباشرة بالعملية الانتخابية، لا تتوقف على الأمنيات والرغبات الذاتية وعلى الشعارات والبرامج فحسب، ولكن يجب النظر إليها كجزء لا يتجزأ من البناء الاجتماعي للمجتمع الذي يعتبر وحدة متكاملة، وعليه ومع الأخذ بعين الاعتبار الملامح الديمقراطية الإيجابية التي تشهدها التحضيرات الجارية للانتخابات الرئاسية والمحلية، فإن طبيعة المناخ الانتخابي تتأثر سلباً وإيجابياً بعدة إشكاليات معقدة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً، ومن أهمها إمكانيات ووسائل الدعاية، آثار ونتائج الحروب والصراعات السابقة، تأثير عقلية النظام الشمولي الذي كان سائداً في الشمال والجنوب، الرواسب الاجتماعية كالمناطقية والقبلية، موازين القوى، أساليب وأهداف الخطاب الإعلامي والسياسي، خصائص ومصالح الرأي العام، النمو المتزايد لوعي الجماهير، الأوضاع الاقليمية والعربية والدولية...إلخ.

وأخيراً نستطيع التوقع والقول إنه بغض النظر عن إشكالية طبيعة المناخ الانتخابي وتلك النتيجة التي سوف تسفر عنها العملية الانتخابية إلا أنها تعتبر أولى المحطات الهامة التي تساعد الجماهير على ممارسة كامل حقوقها الديمقراطية الانتخابية في المراحل القادمة لتصنع بها وعلى أساسها مستقبلها المشرق المنشود.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى