مشفى مهجور وآخر بحاجة إلى مولد كهربائي

> «الأيام» فردوس العلمي

>
جانب من المختبر
جانب من المختبر
إلى وقت قريب كان في قلب مدينة عدن مشفى ينبض بالحياة يستفيد منه كل أبناء محافظة عدن بمديرياتها الثماني، اشتمل على العديد من الأقسام غرف العمليات والطوارئ والعيادات الخارجية والتي لم يبق منها غير غرف خاوية وأقسام نهبت منها كل ما فيها حتى الأبواب والنوافذ ولم يترك العابثون حتى أعواد (مرابع) أسقف الغرف، لم يبق من ذاك المشفى غير جدران متصدعة وأرضية مشرخة وممرات غطتها الأشجار الكثيفة التي جعلتها مأوى للكلاب الضالة وأطلال ينعق فيها الغراب ، ذاك لم يكن سوى وصف لمستشفى الشعب الكائن في محافظة عدن مديرية صيرة والذي عرف بين أوساط المواطنين باسم مستشفى الصين نسبة إلى البعثات الصينية التي عملت فيه .

ما دعاني إلى الكتابة عن هذا المستشفى و تسليط الضوء عليه هي الحال التي أل إليها بعد أن تم إغلاقه بعد حرب صيف 1994م. بالقرب من هذه (الخرابة) تم افتتاح الجزء الآخر من المبنى كمركز خاص بالنساء والولادة والأطفال والذي تم افتتاحه من قبل الأخ أحمد محمد الكحلاني محافظ عدن خلال الأيام الماضية وفي هذا المركز شاهدت النظافة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أرضيات وحمامات نظيفة، سرر وأجهزة تشعرك بوجودك في مستشفى حقيقي وتعيدك إلى ذكرى تلك المستشفيات التي افتقدناها من زمن .

من هذا المبنى القديم الجديد الذي يحمل نفس الاسم القديم يتحدث إلينا د. أحمد علي خينة مدير مستشفى عدن العام قائلاً:«بعد توقف التكييف بشكل نهائي أخذ المستشفى منحى آخر وأسرعنا بطلب إعادة تأهيل المستشفى والحمد لله نجح بالمنحة المقدمة من الأشقاء السعوديين وبدأنا باتخاذ الإجراءات بإعادة تأهيل المستشفى إضافة إلى بناء مركز قلب وذلك بموافقة الأشقاء السعوديين في داخل الأرضية الموجودة في حرم مستشفى عدن العام .

أحد أقسام مركز التوليد
أحد أقسام مركز التوليد
وبعد توقف التكييف بشكل نهائي تواصلنا مع الجهات المعنية بعدم قدرتنا على تقديم الخدمات الصحية لمواطني المنطقة وتم تشكيل لجان خاصة من قبل مكتب الصحة لتوزيع الكادر العامل في مستشفى عدن في الفترة ما قبل الاغلاق كما أبلغناهم بإمكانية تشغيل خدمات النساء والولادة والأطفال كمراكز طوارئ في مدينة كريتر حيت ان مناطق كريتر ، والمعلا ، والتواهي وخور مكسر تفتقر لهذه الخدمات الصحية خاصة التوليد والأطفال حيث كانت تعتمد اعتماداً كلياً على مستشفى عدن العام وذلك لبعد مستشفى الصداقة». واضاف د. الخينة بهذا الخصوص: «تحدثنا الى الأخ المحافظ الذي أعطى توجيهاته بالاستفادة من الموقع الموجود في حرم مستشفى الشعب السابق والذي تم إعداده من قبل الجمعية الشعبية الخيرية وتم توقيع اتفاقية بهذا الشأن ليأخذ مستشفى عدن جزءا من هذا المبنى وإعادة تأهيله كمركز طوارئ للتوليد وحاضنات الاطفال ، وخلال شهر ونصف تم إعداد المركز وذلك من خلال توجيهات الأخ المحافظ لمكتب المالية للاستفادة من الموازنة التشغيلية لمستشفى عدن العام لتجهيز المركز بما يحتاجه من تعديلات ولكن لم يبدأ العمل فيه».

وعن السبب يقول:«رغم الانتهاء من أغلب التجهيزات الا ان هناك صعوبات تعيق عملنا منها الانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي في هذه المنطقة التي يقع فيها المركز بشكل كبير ، مما يؤثر كثيراً علينا خاصة مع وجود غرفة عمليات وتشكل لنا تهديدا بأن ينقطع التيار الكهربائي أثناء إجراء عملية قيصرية او أثناء التعقيم او انقطاع التيار عن الحاضنات وتحدث أمور لا تحمد عقباها وتتسبب في مضاعفات للمرضى بدل تقديم الخدمة لهم، اضافة الى مشكلة أخرى وهي نقص الكادر الطبي مما يسبب إرباكاً لنا أثناء توزيع النوبات».

أما أهم الاحتياجات فيحددها د. الخينة: «توفير مولد كهربائي الى جانب مدنا بكادر طبي إضافي» .

ويهيب د. الخينة بقيادة المحافظة وقيادة اللجنة الوطنية بأن تتبنيا قضية توفير المولد الكهربائي لبدء العمل بالمركز وتقديم الخدمات للمرأة بالشكل المطلوب «حتى لا تحصل مضاعفات أثناء العمل ونحن ننتظر أن يوجه الأخ المحافظ بسرعة توفيرالمولد الكهربائي».

غرفة العمليات
غرفة العمليات
ويتحدث د. الخينة بأسى عن الجزء الآخر من المبنى الذي كان يعرف باسم مستشفى الشعب قائلاً:«نتمنى أن يحظي باهتمام قيادة المحافظة فهذا المبنى الذي تشاهدونه حاليا مجرد هياكل متآكلة شهد ولادة عدد من القيادات في البلد الذين ولدوا في خمسينيات القرن الماضي في هذا المبنى الذي كان يسمى (الكنين) وله موقع وتاريخ أصبح الآن خرابة ، نتمنى ان تهتم قيادة المحافظة بهذا المبنى ليكون مركزا للنساء والتوليد فعدن بحاجة الى مستشفى مركزي خاصة بعد نزول الأخ المحافظ الى الموقع ليكون مستشفى مركزياً مستقبلاً»، وناشد د. الخينة قيادة المجلس المحلي بالمحافظة والمديرية «بالوقوف مع الأخ المحافظ ويكونوا عوناً له لكي تخرج المحافظة بمستشفى مديرية مما سيساعد على تقليل الزحمة على مستشفى الوحدة ».

وأضاف: «هذة أول زيارة لكم ونتمنى أن تكون لكم زيارة أخرى ، حتى نكون قادرين على تحفيز الناس ومحاسبتهم اذا هناك أي تقصير من حيث النظافة ونرى كيف هو الآن وكيف سيكون وكذا يعرف الطاقم أن للمجتمع عيوناً ترقبهم في كيفية تقديم الخدمة للمرضى».

وتتحدث د. براءة محمد حريري أخصائية النساء وولادة رئيسة قسم التوليد في مستشفى عدن عن مهام المركز قائلة: «مهامنا حاليا في مركز التوليد والمواليد فقط استقبال الحالات الطارئة سواء الولادة الطبيعية او القيصرية او النزيف المفاجئ للحامل وكذا معاينة المواليد الذين تتم ولادتهم في المركز وذلك بحكم صغر السعة السريرية للمركز» ، وعن النواقص في المركز تقول إنها كثيرة «وهي نفس النواقص التي كنا نعاني منها في قسم التوليد بمستشفى عدن فنحن بحاجة الى جهاز الموجات فوق الصوتية لكي نبدأ العمل بشكل سليم وصحيح اضافة الى ضرورة ايجاد مولد كهربائي فهذه المنطقة تتعرض للانقطاعات الكهربائية بشكل كبير وهذا ما يؤخر بدء العمل في المركز» .

قسم الترقيد
قسم الترقيد
وتقول:«نتمنى ان تهتم قيادة المحافظة بالجزء الآخر من مبنى مستشفى الشعب السابق وتعيد بناءه وتأهيله خاصة وان مدينة عدن تفتقر لمستشفى خاص بالنساء والتوليد في الوقت الحالي والنساء كن يعتمدن كثيرا على قسم الولادة بمستشفى عدن» . وعن السعة السريرية تقول د. براءة : «يضم المركز 21 سريرا منها 11 سريرا لما بعد وقبل العملية او حالة نقل الدم وكذا استقبال الحالات الطارئة اضافة الى 7 أسرة لما بعد العملية القيصرية و3 أسرة لما بعد الإفاقة».

د. سوسن عمر فدعق، رئيسة قسم المواليد تقول:«نستقبل المواليد المولودين لدينا في المركز والمحتاجين الى رعاية فائقة وإسعافات أولية ، وبعدها سيتم تحويلهم الى المستشفيات لمواصلة العلاج»، وتقول: «عدد الحاضنات أربع فقط وهو عدد لا يفي بالغرض ولا نستطيع تمديد واستقبال المواليد لأكثر من 24 ساعة». وتضيف:«حاليا الطاقم لقسم المواليد يكفي لمتطلبات القسم ولكن بافتتاح قسم الاطفال للطوارئ بمجمع القطيع قريباً لا يمكننا ان نسير العمل في النوبات المسائية في مكانين الاطفال والمواليد، لهذا نطالب الأخ المحافظ بدعمنا بعدد من الأطباء العموم لتسيير العمل».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى