الرئيس.. والانتخابات والشعب

> عامر علي سلام:

> لا شك عزيزي القارئ.. كمواطن يمني بسيط.. لا تملك عقارات ولا أراضي ولا تدير شركات وأملاكا ومقاولات.. ولست مديراً أو وكيلاً أو وزيراً، ولا قائدا عسكريا ولا قاضيا أو شيخ قبيلة أو مدير منطقة أو مديرية .. مواطن لا يملك إلا لقمة عيشه.. وسترة حياته طوال الشهر الذي يقضيه حتى تنقضي حياته.

لا شك أنك ستعذرني عندما أكتب بحبر هذا الوطن، وأرجو أن تسمح لي بذلك!! وبقلم لم يستجد قط أحداً، لأننا ننشر للبسطاء.. لأخواننا وأخواتنا القراء أبناء وأحفاد الحضارة اليمنية العريقة.. الحضارة التي ظهرت إلى الوجود منذ مئات وآلاف السنين، ليس على ضفاف نهر كغيرها من حضارات العالم القديم، لأن الإنسان اليمني بنى وأسس حضارته بعد أن قهر ظروفه الطبيعية، فزرع المدرجات وأنشأ السدود والحواجز ليحتجز الماء (سبب الحياة.. ومصدر الحضارات)، وزرع مدرجاته وأرضه، وكان سد مأرب عنوان حضارة سبأ!!

واليوم بعد مرور ست سنوات لبداية الألفية الميلادية الثالثة، ها هو الإنسان اليمني بإرادته التي لم يستطع حتى الآن أن يفهمها، يقهر حياته بأنه ينتهج نهجاً ديمقراطياً مغلوطاً بكل معنى الكلمة!!

فعفواً سيدي الرئيس.. لم أتمنَّ يوماً وأنت رمز لهذا الوطن.. تحمل من رصيدك ما هو في غنى حتى عن هذا القلم الهزيل أن يكتب عنه، فالرئيس علي عبدالله صالح.. يكفيه فخراً وانتماءً بأنه من حمل علم الوحدة اليمنية ورفعه مع المخلصين من أبناء الوطن في قلب الدفيئة عدن.. كعهد جديد لليمن.. سيدي لست بحاجة للمهرجانات الفوضوية في كل محافظات اليمن.. فوجودك فقط في أي زيارة تفقدية - ميدانية - يعتبر مهرجاناً حقيقياً، لأنك بها تدشن مشروعاً أو تتابع إنجازاً تحرص عليه لأبناء هذه المديرية أو تلك.. وفي هذه المحافظة أو تلك.

ولكنها حمى الانتخابات اليمنية.. التي للأسف يحاول إعلامنا اليمني الرسمي والحزبي بكل مفاصله أن يجعلها حرب فراولة.. وعنب.. على الكراسي!! فحريّ بنا أن ننتخبك- يا سيدي الرئيس- إذا أردنا.. وأنت المتنازل الأول عن ترشيحك لأول مرة دون أي مهرجانات.. يذهب فيها القتلى من أبناء الوطن.. الذين للأسف يجهلون معنى الديمقراطية.. ويعتقدون أن الانتخابات ما هي إلا رقصة (برع) وهتافات!! أمثالك يا سيدي من المناضلين الذين يجب أن يتحملوا مسؤولية الوطن والخروج به من عنق زجاجته الاقتصادية التي تحاول الحكومة والأحزاب اليمنية بكل مسمياتها أن تدخله فيها!! ما نعلمه يا سيدي الرئيس أن الشعب اليمني يدرك ما معنى انتخابات رئاسية!! شعب لا يحتاج إلى مزامير إعلامية وهتافات وقرع طبول حرب سخيفة.. للعبة أسخف من أن تسمى (لعبة الديمقراطية)!! لأن الشعب اليمني تعلم إذا أراد أن ينتخب ألا يثق بأحد سوى ضميره.. وضمير الشعب دوماً يا سيدي هي (لقمة عيشه)!!

لذا فإننا عندما نتحدث عن الرئيس والانتخابات والشعب فإننا نقولها لآخر مرة.. اتركوا الماضي، حاولوا أن تدفنوه لأجل اليمن، واتركوا شعبنا البسيط يعيش بلقمة عيشه.. وأوقفوا نزيف جرعاتكم الاقتصادية.. إذا كنتم قادرين على ذلك.. أو اتركوا مناصبكم الحكومية، حتى يتعافى هذا الوطن!

ونقولها دون وجل أو خوف لكل الفاسدين.. والمتنفذين.. وأصحاب المصالح العليا والسفلى لقد أكمل الرئيس مشواره (إلى الفرزة- كما قال).. وانتهت المحطة الأولى وعليكم أن تنزلوا هنا!! فالقادم على رئيس الجمهورية (حفظه الله) هو مستقبل اليمن، وحريّ برمز الوطن ومن تحمل لأكثر من ثمانية وعشرين عاماً قلق هذه الأمة.. أن يصبر على ما تبقى له.. ويعلن الثورة البيضاء.. ويترك لنا وله الفخر بالقادم الجديد من مستقبل اليمن، حتى نفتخر بوطن خال من رسوبيات وطفيليات الماضي، حتى ماضي الحزبية الهشة التي تمخر بهذا الوطن إلى مستنقع من الأحقاد والمكائد والشتائم والمماحكات!!

فاليمن.. أيها السادة.. قادة الوطن.. وأمناء الأحزاب.. وشيوخ القبائل.. وذوي الرتب العسكرية والنضالية الرفيعة، يملكه شعب واحد.. هو الشعب اليمني العريق، الذي يستطيع أن يصبر أكثر من أيوب في زمانه!! ولكن إرادته سوف تأتينا جميعاً (كسلطة.. وأحزاب.. وقوات أمن.. وسلاح.. وإعلام) من ضميره.. وضمير الشعب هو يا سادتي «لقمة عيشه»!!

فاتركوا لهذا الشعب ضميره.. يأكله بسلام، ولا تنغصوا عليه ما يأكله.. فقد شبع شعبنا أحلاماً وتضليلاً.. ولا تقتلوه بفواتيركم المبالغ فيها دون حق، أما عن عنق الزجاج فسيخرج منها دوماً، لأن شعبنا بجلده وجَلَده يستطيع أن يخرج من عنق أي زجاجة، وخذوا انتخاباتكم وسيسوها بعيداً عن ضمير الشعب.. ولا ترقصوا لنا البرع بمهرجانات.. فقد شبع شعبنا احتفالات حتى كره لون الرايات، وحريّ بإعلامنا اليمني بدلاً من أن يستعرض كل هذا الحراك المهرجاني لديمقراطية الفتنة بين أبناء الوطن.. حري به أن يعلم الإنسان حقوقه وواجباته تجاه وطنه ويثقف ويرشد الأمة إلى طريق مستقبلها والعمل وصناعة الحياة الكريمة.. دون فتن أو تحيز أو تضليل.

فهذا هو الرئيس.. رئيسنا.. وهذه الانتخابات هي انتخابات شعب له إرادته الحرة.. ولا يخفى عليه شيء.. وهو شعب يمني حر.. منذ حضارته الأولى.. فهو صانع حضارته من سد وتراب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى