الشباب بين كفتي الواقع والتطلع

> «الأيام» فهد علي البرشاء/ أبين

> معادلة صعبة تنتهي عند طرفيها.. حياة ملؤها التعب والسهر والإرهاق والجد والاجتهاد وتبدأ معها مأساة تشوبها آفات الزمن الغابر.. بكل ما يحمله بين ثناياه.. من مفارقات وحقائق.. يندي لها الجبين.. لتظل حياة الشباب تتأرجح بين ما يرجونه وما يفرضه الواقع المؤلم..

تتقاذفهم أكف الآهات.. والنوح على أيام العمر الخوالي.. في واقع تنكر لهم.. وأوصد أبوابه في وجوههم ليعلنها صراحة بأن الطريق مسدود.. مسدود.. وبأن رحلة الجهد ما هي إلا نزهة في عالم أصابه سرطان توغل عميقاً في جسده.. وأصبح أسيراً لرغباته اللا أخلاقية.. التي ما فتئت تكبر مع ربيعات عمره القاتلة.. مرضاً استشرى واستفحل وجرد البعض من الضمير الإنساني.. ووأد بين ثنايا البعض القيم والمبادئ الإنسانية.. حقيقة جهلها البعض.. أو ربما تجاهلها.. تدور رحاها حول واقع الشباب الذي أصبح كفريق تتقاذفه الأمواج.. بعد أن سلبت روحه.

ليبقى مجرد أطلال جسدٍ يرتجي قبرٍاً غير بعيد.. وحلماً أظنه يرغد في جنبات الواقع المرير.. الشبابي.. ويدثره لحاف التفرقة.. التي باتت الميزان الذي يكال به بين الشباب.. بيد أن هذا الميزان دائماً ما ترجح فيه كفة الوجاهات، وأصحاب النفوذ، ومن تعمر جيوبهم الدرر والدراهم.. التي أصبحت الحل الأمثل لمثل هذه العقبات التي تعترض شباب اليوم.. والتي غاب عنها بأن أنصاف الحلول لن تجدي نفعاً طالما وواقعنا لن يستقيم عوده.. في ظل تقاعس من يملكون زمام الأمور.. ويعيدون سرد الواقع كلما دعت حاجاتهم الشخصية إلى ذلك.. متناسبين الوضع المزري الذي آل إليه حالنا من تلك الشطحات التي تدمع والنطحات التي تدمي. فبتنا قاب قوسين أو أدنى من مصير مجهول في وطن اغترب في كل من فعل الزمان والسنون به فعلته.

فهل سيظل سيناريو التهميش والعنصرية يستنزف ثروات «جيوبنا».. وهل ستذهب طموحاتنا أدراج الرياح.. فإن كانت الإجابة كما أتوقعها فلا نملك إلا أن نقول على الدنيا السلام.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى