القاضي الجديد يطرد صدام من المحكمة والدفاع ينسحب

> بغداد «الأيام» أحمد رشيد وايبون فيلابيتيا :

>
القاضي الجديد محمد العريبي
القاضي الجديد محمد العريبي
أمر القاضي الجديد الذي يرأس المحكمة التي يمثل أمامها صدام حسين متهما بالإبادة الجماعية بطرد الرئيس العراقي السابق من قاعة المحكمة أمس الأربعاء كما انسحب المحامون أعضاء فريق الدفاع احتجاجا على قرار الحكومة إقالة القاضي السابق الأمر الذي أدى إلى اشاعة الاضطراب في سير المحاكمة المستمرة منذ شهر.

وكانت الحكومة العراقية قد عزلت مساء أمس القاضي عبدالله العامري وقالت إنه فقد حياده بعدما قال في إحدى الجلسات الأسبوع الماضي إن الرئيس المخلوع ليس دكتاتورا. وقالت جماعات قانونية دولية والأمم المتحدة ان ذلك يقوض شرعية المحكمة.

وقال القاضي الجديد محمد العريبي للحراس في أعقاب ملاسنة مع صدام عندما رفض أن يسمح له بالكلام ورفض الرئيس السابق الجلوس "اخرجوه من القاعة"وقال صدام أثناء اقتياده إلى خارج القاعة إن والد القاضي كان جاسوسا للحكومة قبل الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 وانه اجريت له جراحة في البطن وتحداه العريبي أن يثبت ذلك.

ويحاكم صدام وابن عمه علي حسن المجيد المعروف باسم "علي الكيماوي" وخمسة أشخاص آخرين بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية لدورهم في حملة الأنفال على الأكراد عام 1988. كما يحاكم صدام والمجيد بتهمة أخرى هي الإبادة الجماعية.

ويواجه المتهمون جميعا احتمال الحكم عليهم بالإعدام شنقا إذا أدينوا بهذه التهم.

وقال ودود فوزي المحامي الموكل عن صدام والمجيد إن الضغط الذي تمارسه الحكومة يحول دون أداء المحامين لدورهم.

وقال في الجلسة ان قرار تنحية القاضي العامري "يؤكد مرة اخرى المخاوف والشكوك التي اعلن عنها في اكثر من مناسبة وهي افتقار المحاكمة.. لشروط المحاكمة العادلة."

ورد القاضي على المحامي قائلا إن فريق الدفاع يستطيع الخروج إذا أراد فانسحب المحامون من قاعة المحكمة.

وأمر القاضي باستبدال فريق الدفاع عن المتهمين بمحامين تعينهم المحكمة وواصل إجراءات الجلسة. وبعد الاستماع لأقوال خمسة شهود عن ضرب قراهم بأسلحة كيماوية أمر بتأجيل المحاكمة حتى 25 سبتمبر أيلول,وبقي المتهمون الستة الآخرون في القضية داخل القاعة.

وقال علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة لرويترز إن مجلس الوزراء اتخذ قرار عزل العامري بموجب قانون المحكمة الجنائية العليا العراقية الذي يسمح للحكومة بنقل القضاة من المحكمة "لأي سبب".

لكن جماعات معنية بالحقوق القانونية قالت إن قرار رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي ابدال القاضي بعد شهر من بدء نظر القضية يضر بمشروعيتها,وكانت تلك الجماعات قد ذكرت إن أعمال العنف الطائفية في العراق تجعل من المستحيل توفير محاكمة عادلة لصدام.

وأبلغ ليوناردو ديسبوي المقرر الخاص لدى الأمم المتحدة بشأن استقلال القضاة والمحامين مجلس حقوق الانسان التابع للمنظمة الدولية في جنيف بان ذلك "يؤكد افتقاد الضمانات (القانونية) وضعف استقلال هذه المحكمة."

وقال ريتشارد ديكر الذي يراقب المحكمة نيابة عن منظمة (هيومان رايتس ووتش) لحقوق الانسان إن الحكومة "لم تتدخل فحسب في استقلال المحكمة بل قوضت بدرجة كبيرة مظهر الحياد والموضوعية للمحكمة."

وأضاف "التغيير يوجه بالفعل رسالة تثير الخوف الى جميع القضاة تقول.. سيروا على الخط أو غامروا بالعزل."

جانب من المحاكمة بغياب الرئيس العراقي السابق صام حسين
جانب من المحاكمة بغياب الرئيس العراقي السابق صام حسين
وكان كبير القضاة قد استقال في محاكمة أخرى للرئيس العراقي المخلوع في وقت سابق من العام الجاري احتجاجا على تدخل الحكومة. وتوقفت تلك المحاكمة المتعلقة بقتل عشرات الشيعة في بلدة الدجيل في الثمانينيات عدة مرات لاضراب صدام عن الطعام ومقاطعة المحامين. وينتظر صدور القرار في تلك القضية الشهر المقبل.

وأنشأت القوات الأمريكية المحكمة الجنائية العليا العراقية لكن عراقيين يديرونها حاليا بمساعدة مستشارين أمريكيين. وتركزت أول قضيتين نظرتهما المحكمة على جرائم بحق الشيعة والأكراد.

وتتعلق قضية الانفال بواحد من أحلك الفصول في عهد صدام. ويقول الادعاء إن 180 ألف قروي قتلوا خلال حملة الأنفال على الانفصاليين الأكراد عام 1988 منهم آلاف قتلوا بالغاز السام.

وعمل فريق أمريكي من خبراء المعمل الجنائي عدة سنوات في الكشف عن مقابر جماعية لمساعدة الادعاء في جمع الأدلة.

وكان رئيس هيئة الادعاء منقذ الفرعون قد طالب القاضي العامري الأسبوع الماضي بالتنحي لاتخاذه جانب اللين أكثر مما يلزم وقال إنه سمح لصدام بإلقاء خطب سياسية وتهديد الشهود. وكان صدام قد هدد في المحكمة بسحق رؤوس من يتهمونه.

(شارك في التغطية ايبون فيلالبيتيا وبيتر جراف ومصعب الخير الله) رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى