الانتخابات.. والغد!!

> عبدالرحمن خبارة:

>
عبدالرحمن خبارة
عبدالرحمن خبارة
تمت يوم أمس الأربعاء العشرين من سبتمبر 2006م الانتخابات، ومبكر الحديث من الفائز إذ جرت العادة كتابة العمود وتقديمه قبل عدة أيام من نشره، إلا أننا نتفق مع المراقبين في أن الكثير من المعطيات قد حددت سلفاً من الفائز، ولا شك أن الحراك السياسي رغم سخونته قد خلق أجواء تنافسية ولأول مرة في تاريخ اليمن وبالذات بين الحزب الحاكم وأحزاب المشترك.

< ولعل أبرز ما كشفته الحملة الانتخابية كم هو عمق التخلف وعمق التركة وفي مختلف المجالات وكشف الفساد والإفساد الذي تعانيه اليمن المزيد من إهدار الطاقات المادية وضياع فرص التقدم، فبلد تصل إيراداته إلى ترليون ومئتي مليار ريال أي أكثر من عشرة مليار دولار جزء كبير منها لا يذهب للصالح العام.

< واليمن لا تعرف الصناعة الخفيفة ناهيك عن الصناعة الثقيلة، فالجانب الصناعي فيها هي صناعات صغيرة محدودة العمالة باستثناء إنتاج النفط وتكريره، وهي صناعات تحويلية استهلاكية.. وتعاني البنية التحتية الخدمية مستويات متخلفة وتتمثل في نقص الطاقة الكهربائية وشحة المياه بشكل خاص.

< وتمتد عملية التخلف في الخدمات الغائبة كالصرف الصحي لما يزيد عن 85% وتبدو الصورة أكثر قتامة في الواقع الاجتماعي فالأمية تصل إلى ما يزيد على 54% بين الذكور و79% بين الأناث وتعزز هذه الأرقام تقارير المنظمات الدولية.. ولا يقدم في اليمن سوى «سراب العلم والذكريات» في المدارس والمعاهد والجامعات.

< ومن المعطيات الأخرى أن الحزب الحاكم لا يملك مشروعاً استراتيجياً لعملية التغيير ولا يمكن اعتبار الخطط الخمسية إلا خططاً تتسم بالعشوائية وغياب دقة الإحصاء ومعظمها مشاريع مرحلة كل خمس سنوات وأبرز ما فيها لوحاتها التأسيسية التي بقيت للزينة.. والزينة وحدها.

< ولا يمكن أن تسير اليمن - وخاصة بعد مرحلة الانتخابات - في الطريق السابق إلا إذا بقيت قوة العادة تلعب لعبتها يصاحبها العناد في أن الأمور كانت تسير بالبلاد والعباد في نهج صائب.

< ما أكثر ما يمكن تعلمه من حراكنا السياسي الذي تم في إطار التحضير لانتخابات سبتمبر..

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى