يوم من الأيــام..رؤساء تحرير الصحف المصرية وموقف مسؤول

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
لا يختلف اثنان أن أقدم دولتين في التاريخ هما الصين ومصر، اللتين تمتدان لسبعة آلاف عام، وتاريخ الحكم في مصر مرتبط بسلسلة زمنية طولها 70 قرناً، أولها «مينا» وآخرها «مبارك»، وتمتلك مصر إرثاً حضارياً مهد الأرض لاستقبال الوافدين إليها الذين تسعفهم سرعة الاندماج، فهذا بيرم التونسي وذاك جرجي زيدان اللبناني وهذا علي أحمد باكثير اليمني الحضرمي وذاك نجيب الريحاني العراقي وهذا ستيفان روستي المجري وذاك جورج أبيض اللبناني وهذا فريد الأطرش السوري الدرزي وذاك أميل تقلا اللبناني والقائمة طويلة.

تجمعت بيدي ثلاثة خيوط جمعها تسلسل زمني ومنطقي، كان أولها تحقيق نشرته مجلة «نصف الدنيا» في عددها الصادر يوم الأحد، 30 أبريل 2000م وعنوانه «الحقنا يا وزير الثقافة» وملخص المأساة أن أيدي مجهولة ألقت بتاريخ جمال عبدالناصر والسادات في الزبالة، وأم كلثوم ومحمد عبدالوهاب وفريد الأطرش قد أكلت وجوههم الشمس وضاع طلعت حرب وسعد زغلول والنحاس باشا، أما الملك فاروق فقد اختفى تماماً على وجه الأرض، فأشفقت على قوم لا يقيمون وزناً لتاريخهم ولا يحترمون عظماءهم، سيما وأن التحقيق المنشور ازدان بصور تلك الرموز التاريخية وما علق بها من ممارسات الاستهتار.

أما الخيط الثاني أو واسطة العقد فقد كان مذكرة مهذبة ورقيقة رفعها سعادة عماد الدين فايز، قنصل الشقيقة جمهورية مصر العربية بعدن إلى الزميل هشام باشراحيل، رئيس التحرير ضمن فيها تهنئة عذبة بمناسبة تكريم جامعة عدن للزميل هشام وأطرى سعادته على «الأيام» ورئيس تحريرها ثم عرج بكلمات مهذبة على شخصي الذي شمله تكريم الجامعة العريقة، جامعة عدن، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على رفعة ذوقه وسلامة تربيته المستمدة من البيئة المصرية المباركة.

أما ثالث الخيوط، أو مسك الختام فقد كان البيان الذي أصدرته نقابة الصحفيين المصريين يوم الأحد الماضي والذي تطرق إلى اجتماع عقده رؤساء تحرير الصحف المصرية واتفقوا فيه على احترام العلاقات المهنية وتجنب القذف والتشهير والتجريح، سواء الحملات النابية المتبادلة أو الموجهة إلى شخص رئيس الجمهورية.

الخلاف ظاهرة صحية والنقد حاجة ملحة طالما وأنه يهدف إلى إصلاح الاعوجاج واقتراح البدائل عند نقد الظواهر السالبة في مؤسسات الدولة والأوضاع في مصر أو غير مصر أمر يخص الشعب، باعتباره مصدر السلطات ويخص مؤسسات المجتمع المدني باعتبارها شريكة الدولة إلى جانب القطاع الخاص.

يحضرني مبدأ «WU LUN» الذي أرسته حكمة صينية قديمة في مسألة العلاقات الأساسية الخمس: 1- بين الملك ورعيته، 2- بين الأب والابن، 3- بين الزوج وزوجته، 4- بين الإخوة، 5- بين الأصدقاء ، فالعلاقات المذكورة هي جوهر الحياة فإن سادها الاحترام أثمرت الوئام وإن سادها غير ذلك أصبح حال أصحابها كالذين خفت موازينهم، فبئس المال، ونسأل الله أن يصلح الأحوال، آمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى