مع الأيــام..ألف باء ديمقراطية

> أحمد يسلم صالح:

>
أحمد يسلم صالح
أحمد يسلم صالح
ما تشهده البلاد اليوم، ربما يعطي دلالة على أن مدرسة الديمقراطية فتحت باب فصلها الدراسي الابتدائي الأول وفيه يتم تلقين (أ، ب) الديمقراطية، وهو ما يعني أن ثمة شيئا جديدا لا بد من التسليم به والإقرار بوجوده، وهو مبدأ القبول بالآخر وانحسار احتكار مساحة اللعبة الديمقراطية لجهة معينة تظن أنها وحدها تمتلك الحقيقة والثروة والوطن.

مضمار السباق وفق قواعد اللعبة يضمن للسائرين في رحاب (ماراثون) التوجه الديمقراطي، ما يعني أن الكل يسلم ويقتنع بأن مضمار اللعبة الديمقراطية فيها خاسر وفائز، ومع كل هذا لا بد أن يدرك الجميع أولاً فائدة ذلك الماراثون التنافسي على صحة الجسد وبناء عافيته. أهم شيء أن قناعات جديدة بدأت تترسخ وتتبلور عند شعوب كثيرة ومنها بلادنا التي أثبتت على مدى التاريخ تلقفها لكل قادم وجديد، والتعاطي العفوي وغير العفوي مع كل ما هو آت وهذا ليس عيباً بل إن الأمر يكشف عن مدى شعورنا نحن اليمنيين بالذات وإدراكنا لحجم المظالم والقهر المتراكم الذي يوازيه تلك الرغبة الجامحة في التغيير والتطلع لكل ما هو جديد، فحين عبد الآخرون الأصنام والآلهة المحسوسة قبل نزول ديانات التوحيد تطلع اليمنيون إلى النجوم والشمس والقمر، وهكذا مع كل جديد آت من الديانات السماوية التي كان آخرها الإسلام، وفي العصر الحديث راهن اليمنيون على الثورة، والجمهورية، والاشتراكية، والديمقراطية وأخيراً الوحدة كخيارات جديدة ارتاوا فيها ما يخرجهم من حال إلى حال وتعاملوا مع كل تلك التوجهات بإعجاب المراهق وبساطة الأعرابي ونقاوة الريفي وولع الطفولة بممارسة اللعبة واقتنائها، لكن هذا الإعجاب وهذه الرغبة الجامحة إزاء اللعبة الديمقراطية الأنيقة عسى ألا يصيبها ما يقوله علماء النفس من كون الطفل تستهويه اللعبة كثيراً ويلح على أهله في شرائها واقتنائها واللعب بها، ولكن ما يلبث أن يحطمها ويركلها إلى حيث قد حطم وركل من قبل، طبعاً هذه مشكلة وعفوية الأطفال وليس الكبار ومع كل هذا نترك أنفسنا نعيش مع الحدث الانتخابي بكل تجلياته وبعد ذلك سمع من سمع ورأى من رأى، فهل بلغنا من الحلم والرشد والنضج ما يكفي لحب اللعبة والحفاظ عليها؟!!

أم ما يزال «الكبير كبير والنص نص نص نص والصغير ما نكلموش»؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى