نصرالله:لسنا مقاومة عشوائية بل المقاومة العازمة المخططة المدربة .. حشود «على مدّ عينك والنظر» .. السيد لم يخذلها في مهرجان لبننة النصر

> «الأيام» عن «المنار» و صحيفة «النهار» :

>
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله
القى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وفي اول ظهور علني له منذ بدء الحرب الاسرائيلية على لبنان في 12 من يوليو القى كلمة في الحشود الغفيرة التي غصت بها ساحة الانتصار في منطقة الجاموس بضاحية بيروت الجنوبية.

واكد سماحته في كلمته ان المقاومة الاسلامية هي اقوى من أي وقت مضى وهي تمتلك اكثر من عشرين الف صاروخاً وان أي حديث عن تسليم سلاحها في ظل هذه الدولة والسلطة يعني ابقاء لبنان مكشوفاً امام اسرائيل.واشار الى ان الرهان على انهاء المقاومة بالضغط والتهويل والحصار هو رهان خاسر وان الرهان على انهاء المقاومة من خلال جرها الى فتنة مع الجيش اللبناني خاسر.

واوضح سماحته الى ان المقاومة الاسلامية استعادت وخلال ايام قليلة بعد انتهاء الحرب كل بنيتها القيادية وانها الهمت كل الشعوب الحرة في العالم.

الامين العام لحزب الله قال ان "اي حديث عن تسليم سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة وهذه السلطة وهذا النظام وهذا الوضع القائم يعني ابقاء لبنان مكشوفا امام اسرائيل لتقتل من تشاء وتقصف كيفما تشاء".

السيد نصر الله الذي حيا الجموع الغفيرة وهنأها على الانتصار اكد اننا نحتفل "بنصر الهي استراتيجي تاريخي كبير".

الامين العام لحزب الله اكد ان "المقاومة تملك اكثر من عشرين الف صاروخ" وهي "اليوم اقوى من اي زمن مضى".

واوضح سماحته "اقول لهم: حاصروا واقفلوا الحدود والسماء لن يضعف شيئا لا من ارادة المقاومة ولا من قوة المقاومة" واضاف ان المقاومة "اقوى مما كانت عليه عشية 12 تموز/يوليو" تاريخ بدء الحرب، مشددا على ان "من يراهن على ضعف المقاومة يخطئ في الحساب: المقاومة في 22 ايلول/سبتمبر اقوى من اي زمن مضى، منذ 1982" تاريخ الاجتياح الاسرائيلي للبنان. واشار الى ان "اي حديث عن نزع سلاح المقاومة في ظل هذه الدولة وهذه السلطة وهذا النظام وهذا الوضع القائم يعني ابقاء لبنان مكشوفا امام اسرائيل لتقتل من تشاء وتقصف كيفما تشاء".

وتابع "اقول ان الرهان على انهاء المقاومة بالضغط والتهويل والحصار هو رهان خاسر وان الرهان على انهاء المقاومة من خلال جرها الى فتنة مع الجيش اللبناني خاسر".الامين العام لحزب الله اكد ان الفريق الحاكم حاليا لا يستطيع ان يبقى في السلطة واعتبر ان المدخل الحقيقي للحل "هو تشكيل حكومة وحدة وطنية". واشار "طالما هناك تحديات خطيرة لا يستطيع الفريق الحاكم حاليا ان يواصل السلطة والعمل والمدخل الحقيقي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية. لا اتحدث عن اسقاط احد ولا شطب احد ولا حذف احد".

وتابع "كما قلت قبلا لنضع اكتافنا جميعا لندافع عن لبنان ولنعمر لبنان ولنصن لبنان".

واعتبر السيد نصر الله ان "الحكومة الحالية ليست قادرة لا على اعمار لبنان ولا على توحيد لبنان".من جهة ثانية اكد الامين العام لحزب الله ان الجنديين الاسرائيليين اللذين اسرهما مجاهدو المقاومة الاسلامية لن يفرج عنهما الا من خلال مفاوضات غير مباشرة وعملية تبادل. واكد السيد نصرالله "لو جاء الكون كله لن يستطيع انقاذ هذين الاسيرين الا بمفاوضات غير مباشرة وتبادل".

وقال سماحته "انتم اليوم في 22 ايلول / سبتمبر تدهشون العالم من جديد وتثبتون انكم شعب عظيم وانكم شعب وفي وشجاع.

واوضح انه ومنذ ايام وكثيرون يشنون حربا خفية على هذا المهرجان كما كانوا يشنون حربهم خلال الحرب، وقالوا ان هذه الساحة ستدمر وستقصف، انتم في الـ22 ايلول تثبتون انكم اشجع من 12 تموز ومن 14 آب.

وقال "ان اقف امامكم وبينكم فيه مخاطرة عليكم وعلي وكان هناك خيارات اخرى، لكن الى قبل نصف ساعة ونحن نتناقش حول القاء الكلمة عبر الشاشات الا ان قلبي وعقلي وروحي ابى ان اخاطبكم من بعيد".

واوضح سماحته"ان اقصى ما يتوقعه انسان ان يُقدم العدو عن خطأ او جريمة فنحن ابناء ذاك الامام الذي قال ان القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة". ووجه التحية لكل المشاركين من كافة المناطق اللبنانية والمخيمات الفلسطينية في لبنان وسوريا، والى الذين قدموا من ايران والبحرين والكويت" وقال: "من كل بيت وبلد جئتم اهلاً بكم".

وقال السيد نصر الله: "السلام على شهدائكم وجرحاكم والسلام على ايتامكم واراملكم وبيوتكم المهدمة وارادتكم التي حققت النصر الالهي والاستراتيجي الكبير".

واعتبر ان تمكن "بضعة الاف من المقاومين من التصدي لاقوى سلاح جو واقوى جيش واقوى دبابة في المنقطة، وسط تخل عربي وعالمي وانقسام سياسي داخلي، دليل نصر وتاييد من الله". وقال السيد نصر الله "كيف يمكن لعقل بشري كبير ان يصف ان بضعة الاف من ابناؤكم وقفوا 33 يوما في ارض مكشوفة للهواء امام الجيش الاسرائيلي الذي فتح له جسر ينقل له القنابل الجوية، وامام ثلاثة فرق في جيش الاحتلال وامام اكبر واقوى جيش في العالم، وتساءل "كيف يمكن لهم ان يقفوا ويقاتلوا في هكذا ظروف صعبة".

وقال سماحته لقد شاهدتم جميعاً عبر الاعلام تحويل الوية النخبة الى فئران مذعورة بعد ان تخلى العالمين العربي والدولي عنكم وفي ظل انقسام سياسي من حولكم،وقال : "كيف يمكن لهذه الثلة ان تهزم هذا الجيش الا بنصر من الله وعونه وتأييده، ان هذه التجربة، تجربة المقاومة التي يجب ان تنقل الى العالم تعتمد على العقل والتنظيم والتسليح والاخذ بالاسباب، فلسنا مقاومة عشوائية بل المقاومة العازمة المخططة المدربة هذا هو الانتصار الذي نحتفل به، وهذا الانتصار بحاجة الى وقف شجاعة الى مقاومة سياسية ومعنوية شديدة وبالغة الخطورة".

السيد نصر الله قال انتم الهبتم العالم عندما صمدتم لقد كانوا يراهنون على انقسامنا وتفتتنا واضاف امام مئات الالاف من المحتشدين في ضاحية بيروت الجنوبية، ان "المقاومة والجيش اللبناني قادران على حماية المياه الاقليمية اللبنانية من تدنيس الاسرائيليين". وتوجه الى الحشد قائلا "مقاومتكم وجهت ضربة قاسية الى مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت (وزيرة الخارجية الاسرائيلية كوندوليزا) رايس ان مخاضه كان في حرب تموز" (يوليو).

اضاف السيد نصرالله الذي ظل الغموض يحيط بمشاركته شخصيا في الاحتفال حتى آخر لحظة "صمودكم افشل مشروع الشرق الاوسط الجديد الذي تحدثت كوندوليزا رايس عن مخاضه". واكد سماحته ان "مقاومتكم فضحت اميركا ورفعت منسوب الوعي والعداء وليس في العالم العربي فقط في كل العالم".

وتابع انه بفضل المقاومة "يستطيع رجل استطيع ان اقول عنه كبير كبير كبير كشافيز (رئيس فنزويلا) لان يقول ما قاله بالامس في الامم المتحدة". واعتبر ان المقاومة اللبنانية "تلهم كل مقاومي العالم واشراف العالم ورافضي الخضوع للاذلال الاميركي في العالم".

حشود "على مدّ عينك والنظر" .. السيد لم يخذلها في مهرجان لبننة النصر

انه الموعد الصادق. ففي تمام الساعة الرابعة والنصف بعد الظهر (أمس)، أطل الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله بين حشود الرسميين والسياسيين. لا احد يعرف من اين دخل وكيف وصل. لكنه كان هناك. لم يتأخر عن الموعد، علما ان الجمهور سبقه الى ساحة اللقاء منذ ساعات الصباح الاولى. اعتلى منصة صغيرة، حيا الجماهير بيد مرفوعة وبابتسامة عريضة، واتخذ مكانا بين السياسيين في انتظار ان يلقي خطابه على وقع تصفيق وهتافات لمئات آلاف اللبنانيين الذين احتشدوا من مختلف المناطق ليشاركوا في "مهرجان النصر".

ظهر نصرالله ليحسم الجدل الذي شغل بال كل الحاضرين من دون استثناء حتى اللحظة الاخيرة. هل سيحضر السيد؟ اين سيقف؟ من اين سيدخل؟ اي منصة هي التي سيلقي منها خطابه؟ سؤال كان يتداوله الصحافيون في ما بينهم ليعرفوا في اي اتجاه يثبتون آلات التصوير.

هناك على يسار المكان المخصص لاستقبال الرسميين، تدلى ستار ابيض، رفع قبل ربع ساعة من الموعد المحدد لبدء المهرجان. عندها ايقن الصحافيون ان نصرالله، في حال حضوره، سيقف في هذه الزاوية التي صوبوا في اتجاهها العدسات.

لا تشبه هذه المنصة، المنصات الاخرى التي كان يلقي منها السيد خطاباته. اذ غاب الزجاج الذي كان يعزله عن جمهور الحاضرين، فجاء الكلام وجها لوجه ومن دون اي حواجز. ولم يختلف مضمون الكلام عن شكله.

"على مد عينك والنظر"، قد يكون افضل تقدير لأعداد المحتشدين في ساحة الإحتفال. والنظر يطول الأبنية المجاورة التي احتشد المواطنون على شرفاتها وفوق اسطحها، والطرق الفرعية والرئيسية المجاورة لمكان الحدث. كلها امكنة فاضت بالوافدين اليها، ومنهم من لم ينجح في الوصول بسبب زحمة الناس الخانقة، فاكتفى بالمكوث في اقرب نقطة وصل اليها. ولا خوف ان تفوته كلمة السيد، فمكبرات الصوت موزعة في كل مكان. والصوت يصل من داخل البيوت والسيارات حيث ضبطت الاذاعات والتلفزيونات على المحطات التي تولت نقل الحدث مباشرة على الهواء.

نساء ورجال، شبان وشابات، مسنين واطفال. كلهم كانوا هناك. معظمهم وصل باكرا قبل الموعد بساعات، واذا بالساحة تمتلئ بشكل شبه كامل مع حلول الثانية من بعد الظهر. ورغم ذلك فإن الوضعين الامني والتنظيمي كانا تحت السيطرة التامة لعناصر "حزب الله ". غريب فعلا امر هذه القدرة التنظيمية، الى حد يشعر معه المرء ان هناك عنصر مراقبة مخصصا لكل مواطن.

ولم يكن تنظيم الحشود التي دخلت عبر مدخلين رئيسيين احدهما مخصص للنساء وآخر للرجال، اقل تعقيدا من تنظيم وصول الصحافيين الذين فاق عددهم الخمسمئة شخص ربطا بأرقام البطاقات التي كانوا يعلقونها على صدورهم. صحافيون من كل العالم جاؤوا ليغطوا الحدث الذي اعتبروا ان اهميته توازي اهمية الحرب عينها. فظهور نصرالله في مكان عام ليس تفصيلا، وخصوصا انه جاء وسط حشد فاق كل التوقعات. والصحافيون كانوا اكثر حماسة لمشاهدة نصرالله بالعين المجردة هذه المرة، وكانوا اكثر قلقا وتوترا وخوفا من الا يأتيهم بالصورة ويقتصر حضوره على الصوت.

حضر السيد اذاً. لم تره الحشود لكنها عرفت بوصوله بواسطة مكبرات الصوت الموزعة في الملعب، فاشتعل الصراخ والتصفيق والزغاريد. ثوان قليلة، محت كل ساعات الانتظار الطويل في شمس حارقة، وتنفس الناس الصعداء، وبدأوا طقوس الاحتفال على طريقتهم: اناشيد، وهتافات وشعارات وسواعد مرتفعة تحية للنصر الذي وصفه نصرالله بانه نصر الهي، لكنه ايضا نصر من صنع البشر.

لم يخذلهم السيد، جاء ليكون بينهم ويشاركهم في فرحة النصر. وجاءت العبارة التي شرح من خلالها اسباب حضوره لتلغي المسافة الجغرافية الفاصلة بينه وبينهم: "ان اقف امامكم وبينكم فيه مخاطرة عليكم وعلي، ونحن كنا نتناقش في الموضوع حتى نصف الساعة الاخير. ولكن لم يسمح لي قلبي وعقلي وروحي ان اخاطبكم من بعيد ومن على الشاشات". هنا كان الفرق كل الفرق، بين ان يأتي صوت السيد مسجلا من مكان ما، وان تختلط انفاسه بأنفاس الجمهور العريض والمتنوع الذي تلاصقت اجساده في مساحة تزيد على مئة الف متر مربع.

جمهور فيه من دفن ابنا او شقيقا او طفلة او قريبا او صديقا او حبيبا، فيه من خسر رزقه وماله وبيته وزرعه، وفيه ايضا من صمد وقاوم ودعم واحتضن كما تقول اللافتة التي رفعت فوق منصة الاحتفال. ضمدوا جروحهم وجاؤوا يحتفلون بالنصر. منهم من بات في عراء الملعب حيث الاحتفال المتوقع، ومنهم من جاء مشيا من المناطق الجنوبية الحدودية. فمن لم يخفه الطيران الحربي الاسرائيلي طوال 33 يوما من العدوان، لن تخيفه طائرات الـ"ام. ك" التي كانت تحلق في الاجواء ليلة الاستعداد لبدء الاحتفال. لم يكن في امكان السيد ان يسقط كل هذه الاعتبارات ويغيب عن النصر او يحتفي به من بعيد. فالوعد الصادق استكمل احد فصوله امس في مشهد احتفالي قل نظيره. كان عرسا بكل ما للكلمة من معنى. طغت عليه الوان الفرح وغابت عنه العصبات السوداء التي كانت تميز دائما المناسبات الخاصة بـ "حزب الله".

يخال المرء للوهلة الاولى ان مهرجان النصر لا يختلف عن سائر المهرجانات الأخرى التي اعتاد "حزب الله" ان ينظمها في غير مناسبة. ولكن الاختلاف كان جليا. فالمناسبة لا تعني "حزب الله" وحده، ولا تعني المقاومة وحدها، ولا تعني المقاومين وحدهم، ولا اهل الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع ممن خسروا ارواحهم وتعرضت بيوتهم للقصف والدمار وحدهم. انها تعني كل لبنان وكل اللبنانيين. والحضور المتنوع من مختلف الطوائف والمناطق والفئات اللبنانية كان خير دليل على ذلك. موقف كان يحتاج الى تأكيد بالفعل لا بالقول. وهذا ما سعى "حزب الله" الى ابرازه في المهرجان. فالشعارات التي رفعت تحدثت عن انتصار لبنان وليس "حزب الله" او المقاومة حصرا. ولعل اكثر الصور تجسيدا للبنانية النصر كانت تلك التي صورت جنودا اسرائيليين يجهشون بالبكاء، وذيلت بعبارة "انه لبنان ايها الاغبياء". انه لبنان الذي طرد الاسرائيليين من بيروت عام 1982 وخاض اشرس العمليات ضد جنود الاحتلال الى ان حرر الجنوب عام 2000.رفعت اعلام لـ "حزب الله" وحركة "امل" و"التيار الوطني الحر" و"تيار المردة" والحزب الشيوعي والحزب السوري القومي الاجتماعي. لكن "حزب الله" كان يوزع الاعلام اللبنانية على جمهور المحتشدين. اذ وضعت الاعلام في محاذاة قبعات حمراء وصفراء لا تحمل اي شعار على الكراسي التي كانت معدة سلفا لاستقبال المحتشدين. ولا يكتمل المشهد اللبناني من دون افتتاح الاحتفال بالنشيد الوطني. وهكذا كان. لكن اللافت ان عناصر التنظيم التابعة لـ"حزب الله" تولت توزيع اوراق طبع عليها النشيد الوطني ونشيد الحزب على آلاف الحاضرين. انه نصر لبناني اذاً، وان اقتصر فيه التمثيل الرسمي على ممثلي رئيس الجمهورية ومجلس النواب في غياب ممثل لرئيس الحكومة فؤاد السنيورة، الذي وان يكن مبررا على المستوى السياسي في ظل الخلافات الداخلية، فإنه لم يكن كذلك على المستوى الشعبي على الاقل، اذ رفعت الهتافات المعادية للسنيورة ما ان رحب عريف الحفل بالحضور السياسي حيث بدا جليا غياب اي تمثيل حكومي.

خرج السيد كما دخل تماما. لا احد يدري كيف ومن اين.

سؤال لا يشغل بال اللبنانيين بقدر ما يشغل بال الاسرائيليين الذين كانوا من دون شك يتابعون نقل المهرجان مباشرة على الهواء.

شاهدوه من خلف الشاشة، لكنه كان حاضرا هناك في الضاحية الجنوبية بين أهله وناسه، وخارج المربع الامني.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى