هل مات أسامة بن لادن بمرض التيفوئيد؟

> باريس «الأيام» آنا ويلارد:

>
اسامة بن لادن
اسامة بن لادن
قالت فرنسا والولايات المتحدة أمس السبت انهما لا تستطيعان تأكيد تقرير عن وفاة أسامة بن لادن فيما بدأت فرنسا تحقيقا حول كيفية تسريب وثيقة سرية تحتوي على هذا الادعاء,ونقلت صحيفة لو ريبوبليكان الفرنسية الاقليمية اليومية التي تصدر في نانسي عن وثيقة لجهاز المخابرات الفرنسي تقول ان أجهزة المخابرات السعودية مقتنعة بأن زعيم القاعدة توفي الشهر الماضي في باكستان متأثرا بالتيفود. واعلنت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس أمس السبت في نيويورك ان "لا علم لها" بوفاة محتملة لزعيم القاعدة اسامة بن لادن.

وردا على سؤال صحافي قبيل بدء لقائها مع نظيرها السريلانكي مانغالا ساماويرا حول ما اذا كانت تعتبر هذه المعلومات عن وفاة بن لادن جدية قالت ان "لا تعليق ولا علم" لديها بهذه الوفاة المحتملة.

كما قال المتحدث باسم البيت الابيض بلير جونز "لا يوجد لدينا تأكيد لهذه المعلومة". وأكد الرئيس الفرنسي جاك شيراك وجود المذكرة التي نشرتها أمس صحيفة "لـٍيست ريببليكا" المحلية على موقعها على الانترنت وقال للصحفيين في مدينة كومبانيه: "أنا مندهش من نشر المذكرة السرية الخاصة بالاستخبارات الفرنسية". وقال شيراك أنه طلب من وزارة الدفاع التحقيق في النبأ الذي تنطوي عليه المذكرة، و ان وفاة ابن لادن "لم تتأكد بأي شكل من الاشكال ومن ثم فإنني لن أعلق عليها."

واضاف بعد اجتماع قمة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل "فوجئت الى حد ما بنشر وثيقة سرية لجهاز المخابرات الفرنسي."

ولم يتسن الحصول على تعليق من وزارة الداخلية السعودية كما لم يؤكد مسؤولون امريكيون الرواية. وكانت الولايات المتحدة جعلت القبض على ابن لادن على رأس اولوياتها في الحرب على الارهاب.

وقال شون مكورماك المتحدث باسم وزارة الخارجية "ليس لدينا أي تأكيد لهذه التقارير."

وقال مسؤول مخابرات امريكي طلب عدم الكشف عن اسمه "سمعنا هذه الاشياء من قبل وليس هناك ما يدعونا للاعتقاد بأن ثمة اي اختلاف." وتابع "لا يوجد شيء محدد نستطيع ان نشير اليه لنقول ان هذا التقرير يتمتع بمصداقية تفوق التقارير الاخرى التي سمعنا بها في السابق."

وفي باريس أمرت وزيرة الدفاع ميشيل اليو ماري بإجراء تحقيق في تسريب وثيقة سرية لجهاز المخابرات الفرنسي. واستنادا إلى معلومات حوتها وثيقة مصنفة على أنها "سرية" صدرت عن جهاز الاستخبارات الفرنسي إن الجهاز أبلغ الرئيس جاك شيراك الخميس الماضي بالتقديرات السعودية بشأن وفاة بن لادن.

وجاء في بعض أجزاء الوثيقة التي نشرتها الصحيفة الفرنسية مع الخبر: "وفقا لمصدر نثق به عادة.. يقال إن أجهزة الاستخبارات السعودية حصلت على معلومات تفيد بأن أسامة بن لادن فارق الحياة. وتشير هذه المعلومات إلى أن زعيم تنظيم القاعدة راح ضحية الاصابة بنوبة شديدة من التيفود..في 23 أغسطس في باكستان".

ومضت الوثيقة تقول إن المكان المعزول جغرافيا الذي كان يعيش فيه بن لادن جعل من وصول المساعدات الطبية إليه أمرا مستحيلا وإن المرض أدى لشلل جزئي في ساقيه.

وذكرت أيضا أن المسئولين السعوديين في انتظار الحصول على مزيد من المعلومات خاصة حول المكان الذي ووري فيه بن لادن الثرى حتى يتسنى لهم إعلان خبر وفاته رسميا.

وأشارت الصحيفة إلى أن الاستخبارات الفرنسية وجدت أن التقرير السعودي في هذا الشأن موثوق به للدرجة التي دفعتها لنقله أمس الاول الخميس إلى كبار المسئولين الفرنسيين ومن بينهم الرئيس جاك شيراك ورئيس وزرائه دومنيك دوفيلبان ووزير الداخلية نيكولا ساركوزي.

ونشرت الصحيفة ما قالت انها نسخة من تقرير يحمل تاريخ 21 سبتمبر وقالت انه عرض على الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء دومينيك دو فيلبان ووزيري الداخلية والدفاع في نفس اليوم.

وقالت الوثيقة "وفقا لمصدر يعتد به عادة فان اجهزة المخابرات السعودية مقتنعة الان بأن اسامة بن لادن توفي."

وقال التقرير الذي يحمل خاتم "عسكري سري" وعليه الاحرف الاولى لجهاز المخابرات الفرنسي ان السعودية تلقت المعلومات اول مرة في الرابع من سبتمبر وانها تنتظر مزيدا من التفاصيل قبل ان تصدر اعلانا رسميا.

وقال مسؤول كبير في باكستان انه لم تتبادل أي حكومة أجنبية معلومات مع باكستان تؤيد القرير عن وفاة ابن لادن.

وكان ابن لادن السعودي المولد يقيم في افغانستان الى ان اطاحت القوات التي تقودها الولايات المتحدة بحكومة طالبان في اواخر عام 2001 . ومنذ ذلك الحين قال مسؤولون امريكيون وباكستانيون انهم يعتقدون انه يختبئ في مكان ما على الحدود الوعرة بين افغانستان وباكستان.

وكانت قد سرت شائعات بأن ابن لادن يعاني من مرض في الكلى وتجرى له عمليات غسيل كلوى.

وكانت آخر رسالة مسجلة على شريط فيديو اصدره ابن لادن في اواخر عام 2004 لكن توجد عدة شرائط صوتية منخفضة النوعية صدرت هذا العام.

وحذرت شخصيات بارزة بالمخابرات الامريكية من افتراض ان وفاة ابن لادن او اعتقاله سيكون لها أثر تلقائي كبير في الحرب على الارهاب. وأشاروا الى ان مقتل زعيم القاعدة في العراق ابو مصعب الزرقاوي في يونيو لم يسفر عن اي تراجع في اعمال العنف هناك.

رويترز...شارك في التغطية جون بويل في مكتب اسلام اباد ومارك تريفليان في لندن واندرو هاموند في الرياض وديفيد مورجان في واشنطن.

تسريب مذكرة حول بن لادن هو "خطأ فادح"في التعامل بين اجهزة المخابرات

اعتبر مسؤول فرنسي أمس السبت ان تسريب مذكرة من قبل أجهزة المخابرات الفرنسية نقلا عن أجهزة المخابرات السعودية تعرب فيها عن اقتناعها بأن أسامة بن لادن قد توفي، هو «خطأ فادح» في التعامل الذي يحكم التعاون الثنائي بين أجهزة المخابرات.

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، قال هذا المسؤول الكبير في أجهزة المخابرات مفضلا عدم الكشف عن هويته ان «الثقة» هي القاعدة الأساسية للتعاون بين أجهزة المخابرات في بلدين. وأضاف انه حسب قاعدة ضمنية ولا تزال محترمة فان الجهاز الذي يتلقى معلومة من جهاز آخر في بلد أجنبي يتعهد بعدم كشف هذه المعلومة وبالتالي التأكد من حماية السر.

وأشار الى ان خرق هذه القاعدة هو بمثابة تعرض «لاجراءات انتقامية» تترجم بوقف تبادل المعلومات.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى