الاوضاع الاقتصادية الخانقة تعكر فرحة حلول شهر رمضان في قطاع غزة

> غزة «الأيام» عادل الزعنون:

> بدأ أمس السبت اول ايام شهر رمضان في الاراضي الفلسطينية في ظل ظروف قاسية جدا مع استمرار الحصار الاسرائيلي ومواصلة الاضراب في المؤسسات الحكومية للمطالبة بتوفير الرواتب التي انقطعت منذ مارس الماضي.

وبدت الاسواق والمحلات التجارية في قطاع غزة شبه خاوية الا من بعض المشترين القلائل بسبب "تفشي الفقر وانقطاع الرواتب وعدم قدرة المواطنين على شراء الحاجيات ومستلزمات هذا الشهر الكريم"، وفقا لما قال صاحب محل تجاري في غزة.

واضاف ان الاسواق تفتقر الى الكثير من البضائع بسبب الاغلاقات المتكررة خصوصا لمعبر المنطار (كارني) الخاص بالحركة التجارية بين اسرائيل وقطاع غزة.

وقالت عبلة وهي موظفة في احدى محاكم مدينة غزة لوكالة فرانس برس "لم نشعر بحلول شهر رمضان ولا ببهجة رمضان، فقد حل علينا هذا الشهر الكريم ولم نشعر به بسبب انقطاع الرواتب وبالتالي عدم القدرة على التسوق لشراء حاجيات رمضان كما تعودنا دائما". وتساءلت "كيف سنوفر طعام الافطار والسحور ونحن لا نملك شيكلا واحد في منزلنا؟ انها مأساة حقيقية".

وبدا الطفل يونس السودة البالغ من العمر عشرة اعوام حزينا لانه لا يستطيع شراء المفرقعات والعاب رمضان حيث ان والده عاطل عن العمل. وقد حظرت وزارة الداخلية الفلسطينية استيراد المفرقعات والالعاب النارية اخيرا "لانها ترعب المواطنين" بحسب بيان الوزارة.

الطبيب منذر الموظف في الامن الفلسطيني قال لفرانس برس "استقبلنا رمضان والثلاجة فارغة ولولا وجود ايمان بالله في قلوبنا لما صمدنا ولا يوجد اي معلم من معالم شهر رمضان غير جمع شمل الاهل". واضاف الطبيب الذي بدا غاضبا من تردي الوضع الاقتصادي الحالي في الاراضي الفلسطينية انه "من اجل ان اتمكن من استقبال شهر رمضان قمت باستلاف اموال من احد الاقارب، كما قام كثيرون من الاصدقاء ببيع ذهب زوجاتهم من اجل الخروج من هذه الازمة الاقتصادية وشراء الضروري لهذا الشهر".

ويعاني سكان قطاع غزة ايضا من عدم توفر التيار الكهربائي بانتظام للشهر الثالث على التوالي بعدما كانت الطائرات الاسرائيلية دمرت بالصواريخ محطة توليد الكهرباء الرئيسية في قطاع غزة. وقال اسماعيل ابو شمالة رئيس شركة الكهرباء الفلسطينية في غزة لفرانس برس "ان الشركة تقوم بمحاولات حثيثة لحل ازمة الكهرباء، ومع بدء شهر رمضان تحاول الشركة تأمين مولدات كبيرة للكهرباء لمدينة غزة لتفادي الازمة مؤقتا".

واشار ابو شمالة الى ان الشركة تمكنت من ادخال ثلاثة مولدات "باشرت استخدامها لتغذية بعض المناطق بالتيار الكهربائي ولا نزال نحاول ادخال سبعة مولدات اضافية على امل التمكن من تغطية العجز بواسطتها".

واوضح انه سيتم تزويد مدينة رفح بالكهرباء خلال الايام القليلة المقبلة من مصر.

وشارك قرابة الف فلسطيني غالبيتهم من موظفي القطاع العام المضربين عن العمل في تظاهرة أمس السبت في غزة انطلقت من امام خيمة الاعتصام المفتوح في ساحة الجندي المجهول باتجاه مقر الرئيس محمود عباس في غزة مطالبين بتوفير رواتبهم.

وردد المتظاهرون الغاضبون هتافات تطالب الحكومة بدفع رواتبهم المتأخرة منذ ستة اشهر. كما رفعوا لافتات كتب عليها "كيف سنشتري حاجيات رمضان وجيوبنا خاوية" وكتب على اخرى "ياللعار يا للعار جعنا من بعدك يا (الرئيس الراحل ياسر عرفات) بو عمار".

ولم يتلق 160 الف موظف يعملون في المؤسسات الحكومية والوزارات الفلسطينية منذ مارس الماضي رواتبهم الشهرية بانتظام بسبب الحصار المفروض على الحكومة التي تقودها حركة حماس.

وقال مسؤول امني فضل عدم ذكر اسمه لفرانس برس "ان استمرار الحصار والاغلاق على قطاع غزة وعمليات التوغل في بعد مناطق القطاع واحتلال الضفة الغربية يلقي بظلاله السلبية والمدمرة على اجواء رمضان المبارك". واضاف "لم نذق طعما لهذا الشهر" مطالبا العالم بالتدخل "لانهاء الحصار والعدوان الاسرائيليين". ا.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى