> هل تعلم أن (المضمضة) تنمي بعض عضلات الوجه، وتجعله مستديراً؟! هذا بالإضافة إلى أهميتها لنظافة الفم والأسنان، كذلك فإن للاستنشاق، وغسل بقية الأعضاء في الوضوء فوائد صحية عديدة.

وإن للمضمضة أهمية كبيرة، وخاصة بعد الاستيقاظ من النوم، إذ أنها تزيل الجراثيم الضارة، التي قد تنمو أثناء النوم، وتفرز سموماً مؤذية، تسبب عسر الهضم والتسمم الذاتي، ولا شك أن المضمضة في الوضوء للصلوات الخمس طوال اليوم، واستعمال السواك قدر الإمكان، يعمل على نظافة الأسنان على الوجه الأكمل، ويعمل أيضاً على وقاية الفم والبلعوم من الالتهابات وتقيح اللثة.

فقد ذكر أحد الأطباء، أن تسعين بالمائة من الذين يفقدون أسنانهم قبل الأوان، كانوا فريسة لعدم نظافة أفواههم، وقال أيضاً: إن المادة الصديدية، والعفونة التي تتكون في الفم لا يقتصر ضررها على تقيح اللثة، بما أنها تدخل المعدة مع اللعاب والطعام، فتمتصها المعدة، وتسرى إلى الدم، ومنه إلى جميع الأعضاء وتسبب أمراضاً كثيرة. من هنا تأتي أهمية المضمضة واستعمال السواك وخاصة أن المسلم لا يكتفي بتنظيف أسنانه بعد الأكل فقط بل إنه يقوم بالمضمضة عدة مرات في الوضوء، استعداداً للصلاة أما الاستنشاق فإنه ينظف الأنف من الجراثيم حيث إن الأنف هو طريق الجهاز التنفسي، أي التهاب يحدث فيه قد يمتد إلى القصبات الهوائية والرئتين ويسبب أضراراً لها.

فإذا ترك الإنسان الاستنشاق بالماء، وأهمل نظافة الأنف والعناية به، واضطر بسبب ذلك للتنفس من فمه بدلاً من أنفه، فإنه يكون معرضاً لأضرار بالغة، أما غسل الوجه، فإنه يزيل الغبار والجراثيم، وينظف البشرة من المواد الدهنية، وخاصة عن شعر الحاجبين والأهداب وعن العينين.

فإذا كان الماء بارداً، فإنه يسبب نشاطاً في الوجه ويزيل الاحتقان من العينين، ويساعدهما على القيام بوظائفهما الطبيعية، لهذا فإن غسل الوجه خمس مرات في اليوم، أثناء الوضوء لأداء الصلوات الخمس يسبب نظارته، كذلك فإن لغسل اليدين والرجلين، ومسح الرأس والأذنين فوائد كثيرة لا يتسع المجال لذكرها.

أخيراً.. فإن المسلم يتوضأ امتثالاً لأمر ربه، أملاً في ثوابه، وخوفاً من عقابه، لكنه يجني أيضاً تلك الفوائد الصحية، لأن الله تعالى لا يأمرنا إلا بما فيه الخير في الدنيا والآخرة، أما كلمة (وضوء) فإنها مشتقة من الوضاءة، أي الحسن والنظافة، والحمد لله رب العالمين.