مع الأيــام..تحية كاظم في ذكريات نجلها د. خالد عبدالناصر.. ملأ حياتها بعد قرنين من رحيله

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
الزمان: اكتوبر 2004م، أما المكان فقد كان إحدى مكتبات الفيحاء دمشق التي اشتريت منها نسختي من مجلة «الرجل اليوم»، ولذلك صارت تلك النسخة اثيرة في قلبي.

من المواد البارزة التي ضمها العدد بين دفتيه ملف خاص بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وتصدرت الملف ذكريات د. خالد عبدالناصر عن والديه جمال وتحية كاظم رحمهما الله.

حفلت الذكريات بتواريخ وبيانات بالغة القيمة وعظيمة الأثر في الوجدان وفيها من الدروس النافعة للزعماء وزوجاتهم وأبنائهم وتجد فيها تأثير الرجل على زوجته في حياته وبعد موته.

رحل الزعيم الكبير جمال عبدالناصر مساء الاثنين 28 سبتمبر 1970 ولبست أرملته تحية كاظم السواد وعاشت في ذكرى زوجها حتى لقيت ربها في 25 مارس 1990م أي انها عاشت بعد رحيله 20 عاماً ملتزمة ببيتها وقانعة بسواد ثيابها وتركت التزامات الأسرة الاجتماعية لبناتها.

قال د. خالد عبدالناصر إن الاسرة وأصدقاء الأسرة من كبار رجال الدولة يتقدمهم الرئيس الراحل أنور السادات ومن كل شرائح المجتمع شاركته إخراج عقد قرانه من الآنسة داليا فهمي، وكان الرئيس السادات الشاهد الرئيس على عقد القران.

قال د. خالد: «نزلت أمي من الدور الثاني، سلمت على الضيوف وبدا أنها قد تقبلت التهاني كما هو معتاد في الأفراح غير أنها كانت في دنيا أخرى مع رجل آخر. فجاة أخذت تنظر حولها كمن تبحث عن شخص بعينه وتتوقع أن يكون على رأس الحفل السعيد، ثم أخذت تسأل: جمال فين؟ الريِّس فين؟» وجهت رحمها الله سؤاليها وهي المؤمنة الصابرة الصوامة القوامة الطاهرة النقية.

أما المشهد الدرامي الحزين الذي رواه د. خالد عبدالناصر فقد كان في قاعة السينما في الدور الأرضي من بيت منشية البكري (بيت جمال عبدالناصر) بعد عشر سنوات من رحيله وكانت قاعة السينما صالة طعام رئيسية في الدور الأرضي وفيها كان عبدالناصر يستضيف ضيوفه الكبار على موائد العشاء. قال د. خالد: «جلست أمي تحية كاظم وحدها على كرسي في الصف الاول وجلست في الخلف مع زوجتي داليا فهمي وكان معنا شقيقاي عبدالحميد وعبدالحكيم بصحبة زوجتيهما إيمان ونجلاء، أخذ عامل السينما عبدالعظيم يستعد لعرض شريط سينمائي حديث ولكنه أخطأ في الشريط وفوجئنا بالعرض يبدأ وصورة أبي على غير انتظار تطل على الشاشة ومشاهد الملايين الملتاعة تزحف خلف نعشه بأنشودة وداع صاغتها بعفوية (الوداع ياجمال.. يا حبيب الملايين).. الشريط السينمائي عنوانه: (أنشودة الوداع) للمخرج علي عبدالخالق».

يختتم د. خالد عبدالناصر ذلك المشهد الدرامي الحزين بالقول: «شيء أقرب الى الصاعقة ضربنا.. أمي غرقت في بكاء مرير بصوت مرتفع ومع بكاء أمي أخذتنا الدموع الى مدى بعيد لم نتصور منذ لحظات وبعد عشر سنوات تقريباً من وفاة أبي، اننا سوف نذهب إليه كأنه مات الآن.. كأننا فقدناه الآن. شعرنا بحسرة الفراق وكما لم يحدث من قبل لم أستطع متابعة الشريط السينمائي وغادرت القاعة مسرعاً».

لقد عبرت تحية كاظم عن فراق زوجها، عندما نقل جثمانه بعد وفاته الى قصر القبة وقالت: «وهو عايش خذوه مني وهو ميت خذوه مني».

رحم الله الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ورحم الله تحية كاظم الزوجة والأرملة المثالية التي ندر أن جاد الزمان بمثلها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى