سورة القدر..آيات ومعناها

> «الأيام» السيدة عائشة بنت عبدالقادر الحوت

> بسم الله الرحمن الرحيم {إنا أنزلناه في ليلة القدر، وما أدراك ما ليلة القدر، ليلة القدر خير من ألف شهر، تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ٍ، سلام هي حتى مطلع الفجر}.

صدق الله العظيم

تتحدث هذه السورة عن ليلة مباركة، ليلة موعودة مشهودة، ليلة بدء نزول القرآن الكريم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إنه حدث عظيم، لم تشهد الأرض مثله، كان ذا أثر عظيم في حياة البشرية، قال تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر} يخبر الله تعالى أنه أنزل القرآن ليلة القدر، وهي الليلة المباركة التي جاء ذكرها في سورة الدخان قال الله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة مباركة} وهي ليلة القدر ليلة من ليالي شهر رمضان، وسميت ليلة القدر لعظيم قدرها وشرفها، وقد نزل القرآن الكريم مفصلاً بحسب الوقائع في ثلاث وعشرين سنة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وأول ما نزل من الآيات: {اقرأ باسم ربك الذي خلق} ثم قال الله تعالى معظماً لشأن ليلة القدر.. تلك الليلة التي اختصها بإنزال القرآن العظيم فيها: {وما أدراك ما ليلة القدر} إنها ليلة عظيمة لا نستطيع أن ندرك حقيقتها، فنحن بشر، إدراكنا محدود، وهي ليلة عظيمة، تفوق حقيقتها الإدراك البشري، ليلة اختارها الله لبدء نزول القرآن، وإفاضة النور على الوجود كله، {ليلة القدر خير من ألف شهر} أي العبادة فيها أكثر ثواباً من أشهر كثيرة ليلة فيها ليلة القدر.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد جاءكم شهر رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم» وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه».

أما قول تعالى: {تنزّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} أي ومن فضل تلك الليلة وخيرها، أن الملائكة ينزلون فيها أفواجاً إلى الأرض بأمر الله تعالى، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحلقات الذكر، ويضعون أجنحتهم لطلب العلم تعظيماً له، أما (الروح) فالمراد به: جبريل عليه السلام، أي أن الملائكة ومنهم جبريل عليه السلام يتنزلون أفواجاً إلى الأرض {سلام هي} هي سالمة لا يستطيع الشيطان أن يعمل فيها سوءاً أو يعمل فيها أذى حتى طلوع الفجر {سلام هي حتى مطلع الفجر}.

وصلى الله وسلم على نبي الرحمة وشفيع الأمة سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى