نصائح نبوية (3)

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> قال النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان ليجري في ابن آدم مجرى الدم، فضيقوا مجاريه بالجوع». وقال: «ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه» رواه الترمذي وأحمد وابن ماجه والحاكم. في هذا الإطار التهذيبي الهادف إلى بناء وتكوين عادات غذائية صحية سليمة ينصحنا معلمنا الأكرم صلى الله عليه وسلم بعبادة (الصوم) لأن لها آثاراً صحية جسمية نفسية وعقلية، وحتى اقتصادية واجتماعية!!

فللصوم آثار ونتائج باهرة ظاهرة على الجسم الذي يتخلص من الوزن الزائد، والدهون المترهلة، والسموم المترسبة التي ربما تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية وتصلب الشرايين، والترسبات الضارة، والالتهابات المزمنة.. ولست هنا أريد أن أتطفل على الأطباء وتخصصاتهم فأترك ذلك لأهل العلم والمعرفة والخبرة إذا {لا ينبئك مثل خبير} (فاطر 14).

وللقضاء على نزغات الشيطان الذي يجري في ابن آدم مجرى الدم - بحسب الحديث النبوي - فإن الصوم هو أهم وسيلة لتضييق مجاريه، وتعويق مسالكه، وكذلك يغدو الصوم عاملاً هاما للقضاء على نزعات الشر، وغواية الهوى، وتسويل النفس.. حتى يكون المرء - أو المرأة - على صلابة إيمان، ورباطة جأش، وعلو همة، وصدق عزيمة، وقوة إرادة وصفاء قلب، وطهارة نفس، ويقظة عقل، وصدق يقين ليرتفع بكل ذلك إلى مصاف مدارج السالكين، ومنازل السائرين، وليكتسب بعبادته عدة الصابرين، وذخيرة الشاكرين، وبركة الذاكرين، وحركة السابقين المسارعين المبادرين، وليقف في مقام تتحقق به معاني ومدلولات {إياك نعبد وإياك نستعين}.

إن شر وعاء يمتلئ ليكون - بعد امتلائه - وبالاً، ويسبب وباء هو (البطن)، وقد قال الحكماء القدماء (البطنة تذهب الفطنة).. وياليت الناس يعلمون بما في الصوم من قناعة وصبر وتحمل ورضا وثبات، وتلك غايات دعت إليها آيات {كُتب عليكم الصيام كما كُتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} (البقرة 183).

ولعل هذه النصائح النبوية تحمل في ثناياها وحناياها توجيهات مانعة وتنبيهات رادعة لنا - معاشر المسلمين الصائمين - عن شراهة التبذير الشيطاني، وسوء الإسراف الأناني، وحالة الجشع والطمع والتشهي لصنوف الأطعمة والأغذية، وأنواع الأشربة والحلويات.

ولست هنا متناسياً قول الله ولا متجافياً عنه إذ قال {قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق} (الأعراف 32).. ولكني أود أن أؤكد ما دل عليه الشرع المقدس من حكمة فرض الصيام ليكون مانعاً ورادعاً لنا عن الشره والبطر والأثرة والأنانية والبطنة والتخمة والبشم، لأن الصوم يعلمنا أن نشعر بجوع الجائعين وحالة المعوزين، وحاجة المحتاجين لترق القلوب، وتشف المشاعر، وتتحرر النفوس من الشح والبخل والطمع والهلع لأن الانسان {خلق هلوعاً. إذا مسه الشر جزوعاً. وإذا مسه الخير منوعاً إلا المصلين. الذين هم على صلاتهم دائمون. والذين في أموالهم حق معلوم. للسائل والمحروم} (المعارج 21 -25).

اللهم أجعلنا لك ذاكرين، ولآلائك شاكرين، وعلى بلائك صابرين ... آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

مدرس بكلية التربية- جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى