من أيمن نور .. إلى فيصل بن شملان

> أحمد عمر بن فريد:

>
أحمد عمر بن فريد
أحمد عمر بن فريد
يحق للديمقراطية في اليمن أن تتباهى أمام نظيرتها المصرية ، فيما يخص التنافس على كرسي رئاسة الجمهورية ، بغض النظر عن بعد أو قرب ديمقراطيتي البلدين من المعيار النموذجي المطلوب والمتعارف عليه دوليا، على اعتبار أن درجة التنافس على الكرسي الأول في الجمهورية اليمنية، شهد تنافسا حقيقيا في مرحلة الدعاية الانتخابية تحديدا ، ومثّل ذلك التنافس الحاد والحقيقي مظهرا مفاجئا وجديدا بالنسبة لعقلية المواطن اليمني (البسيط) ، التي لم تعتد مثل تلك الأجواء الانتخابية الساخنة، التي شهدت حملات إعلامية قاسية طالت أعلى منصب في الدولة وهو منصب رئيس الجمهورية ...إذ إن عقلية المواطن اليمني - على وجه التحديد- لم تألف ما يمكن اعتباره خرقا للعادة ، وهي الحالة التي يكون فيها رئيس الدولة هدفا مباشرا للنقد الذي وصل في بعض مراحله إلى حد (التجريح الشخصي) للرئيس ، وهي حالة تشكل ظاهرة غير مسبوقة في تاريخنا اليمني وحتى على مستوى رؤساء الدول العربية ككل .

ومن جانب آخر ... نجد أن المنافس الأول للرئيس المصري (السيد أيمن نور) قد تعرض عقب انتهاء المعركة الانتخابية التي أفرزت خسارته، إلى معركة أخرى أكثر ضراوة، ولكنها كانت قضائية هذه المرة، انتهت بالزج به في غياهب السجون فيما يشبه الانتقام ، الذي ربما يكون مصدره الغضب الشديد من صفة الجرأة التي قارع بها السيد أيمن ذلك المقام الرئاسي الرفيع، وهو الذي لم يتعود ولم يألف أن (يجرؤ) أحد ما على خوض معترك حقيقي ضده، يهدف إلى إقصائه ديمقراطيا عن طريق صناديق الاقتراع ... والسيد أيمن نور صاحب ومؤسس حركة كفاية المصرية الشهيرة كان الأجرأ على الساحة السياسية المصرية، إلا أن سقف الديمقراطية بمصر لم يشفع لجرأته تلك أن تعبر بسلام ، وذلك على الرغم من تاريخها العريق ، مقارنة مع حالة المرشح اليمني فيصل بن شملان الذي يبدو في حالة آمنة حتى الآن !! وفي هذه المسألة ما يمكن أن يدحض بقوة تلك الفكرة (الذرائعية - البائسة) التي تقول إن الديمقراطية عملية تراكمية تحتاج فيها الشعوب العربية إلى عشرات السنين حتى تصل إلى مستوى الديمقراطيات الغربية! لأننا في هذه الحالة لا نعلم كيف سيكون موقف أنصار هذا الرأي وهم يشاهدون بأم أعينهم كيف تمكنت (الديمقراطية اليمنية) من تجاوز (الديمقراطية المصرية) بمراحل كثيرة شهد بها المراقب المصري ذاته، وذلك بسبب توفر الإرادة السياسية العليا في اليمن، جهة جعل المعترك الديمقراطي اليمني أقرب ما يكون إلى صفة (الحقيقة) في هذه المرة .

أتمنى من أعماق قلبي أن تكون عملية إظهار صورة الحارس الشخصي لمرشح المشترك، بصفته الإرهابية أمام عدسات الإعلام المتابع، مجرد (كرت أخير) تم طرحه على طاولة التنافس الانتخابي في اللحظات الأخيرة، وألا تكون لها ذيول أخرى تتجاوز البعد التنافسي ، لأن أحداً في هذه البلاد أو حتى في خارجها لن يصدق أن للسيد (الوطني - النزيه) بن شملان أي علاقة مع قضية (الإرهاب) .... وكان الأجدر - بحسب ظني - للذين أرادوا لهذه اللعبة أن تخرج علينا بتلك الصورة الباهتة، البحث عن حكاية أخرى أكثر قيمة سياسيا ، في ذلك المعترك الساخن .

إن أسوأ ما يمكن أن يعقب هذا المعترك الديمقراطي ، هو مسألة (تصفية الحسابات) مع الخصوم السياسيين على أي مستوى ومن أي نوع كان، سواء على مستوى أحزاب اللقاء المشترك، ككيان سياسي أو حتى كقيادات بصفتهم الشخصية، وربما أن الأسوأ من كل ذلك هو أن تجري عملية الانتقام من المناطق والكيانات الاجتماعية في مختلف المحافظات ، خاصة تلك التي أوضحت عمليات الفرز فيها أنها صوتت في الاتجاه المعاكس لرئيس الجمهورية أو للحزب الحاكم، لأننا في هذه الحالة سنؤسس لظاهرة يمكن أن تكون سيئة النتائج على مستوى الوحدة الوطنية... ومن المؤسف حقا أن نرى بوادر مثل هذه الظاهرة قد بدأت في البروز في محافظة شبوة ، وذلك بالإصرار على عودة محافظها المرفوض شعبيا من قبل قطاعات واسعة وعريضة لا يجب الاستهانة بها ولا بإرادتها أو بخيارها الحر المتماشي مع رغبتها وطموحها ، وذلك بغض النظر عن مستوى التصويت في الانتخابات الرئاسية أو المحلية ونتائجها في شبوة ومديرياتها المختلفة.

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى