نصائح نبوية (4)

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> قال النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم: «إن الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصوم: يا رب منعته الطعام والشراب فشفعني فيه ويقول القرآن: يا رب منعته النوم بالليل، فشفعني فيه، قال: فيشفعان».

إن مفهوم هذا الحديث يوجه نصيحة إلى كل مسلم ومسلمة بالمحافظة على جوهر الصوم والتلاوة الواعية للقرآن، ويؤطر هذه الشفاعة في تحويل هذا الصوم إلى مفاهيم وأعمال، ولن يكون الصيام نافعاً ولا شافعاً إلا إذا تجلت بركاته خضوعاً لله، وجوعاً في سبيل الله، ورجوعاً إلى الله، وركوعاً في أوقات الصلاة التي تنهى عن الفحشاء والمنكر.. يشفع الصوم لصاحبه ليكون «خلوف فم الصائم عند الله أطيب من ريح المسك» إذا كان فماً صادقاً لا يقول إلا حقاً، ويزدري الكذب، ويبرأ من الغيبة والنميمة والبهتان والزور لأن «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه».

ويكون القرآن شفيعاً لصاحبه إذا طبقه في سلوكه، وحققه في أخلاقه وحياته كلها عقيدة توحيدية لا يشوبها رياء ولا شرك ولا نفاق، ولا تجسيم ولا تعطيل، وسلوكاً حضارياً يتواضع للمسلمين بإفشاء السلام، ونشر الأمان، وتعميق الحب، وإشاعة المودة والرحمة، وخفض الجناح سعياً نحو تكوين عالم إنساني قرآني (خلقه القرآن) تتحول فيه الآيات القرآنية إلى غايات إنسانية تحقق العدالة الاجتماعية في الحكم {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} (النساء 58).. وتوزع الثروة بإنصاف {سخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه} (الجاثية 13) وتقاوم الفساد وتفضحه وتحاربه {لا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها} (الأعراف 56). وتناصر وتعين المظلومين والمستضعفين {ونريد أن نَمُنّ على الذين استُضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين. ونمكن لهم في الأرض} (القصص 5 و6).. وتعطي الفرصة للمرأة المسلمة كي تساهم بالعلم النافع والعمل الصالح في خدمة المجتمع {من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينّه حياة طيبة، ولنجزينّهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}(النحل 97). يقول النبي صلى الله عليه وسلم «أهل القرآن هم أهل الله وخاصته». و(أهل الله) لهم نسب باذخ، وعز شامخ، ومجد راسخ، إنهم (خير الناس) لقوال النبي «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» رواه البخاري والترمذي وهم في الآخرة «مع السفرة الكرام البررة» كما جاء في الحديث المتفق عليه.. وهم الذين يقال لكل فرد منهم ذكراً أو أنثى«اقرأ وارقَ كما كنت تقرأ في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها» رواه أبوداود والترمذي وأحمد.

وختاماً لنُصغِ أو لنستمع لنصيحة النبي الكريم لما قال «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه» رواه مسلم وأحمد. اللهم اجعل القرآن شاهداً لنا لا شاهداً علينا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار.. آمين وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطاهرين.

مدرس بكلية التربية- جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى