المعاهدات البريطانية عبر الحدود الجنوبية

> «الأيام» نجمي عبدالمجيد:

> بعد احتلال بريطانيا لعدن في عام 1839م ظلت الأحوال غير مستقرة للسلطات البريطانية فقد استمرت المواجهات بين عدن والقبائل المحيطة بها، وفي تاريخ 3 نوفمبر من عام 1839م حددت بعض القبائل الهجوم على عدن فقام الكابتن هينز (1839-1854) بتقديم معلومات للكولونيل كابون الذي وضع رجاله بشكل سريع ومدافعه على كل ممرات الجبال المحيطة بعدن. وحول هذه الحادثة يذكر الدكتور سلطان بن محمد القاسمي في كتابه (الاحتلال البريطاني لعدن) ما يلي: «كانت تلك الاحتياطات قد أخافت العرب وقتها الأمر الذي دعاهم إلى الانتظار من أجل زيادة أعدادهم. تمت حراسة الطريق المؤدية إلى عدن خلال أيام الأول والثاني والثالث من نوفمبر لمنع الاتصال مع الداخل، ولم يدخل عدن سوى عدد قليل من الرجال. ولكن في الرابع من الشهر ترك العرب الطريق مفتوحة حتى لا يثير الحصار انتباه البريطانيين فدخلت الجمال إلى المدينة ولم ترتكب أية حادثة أو سرقات. كانت قوة أهل فضل المسلحة بتاريخ 7 من الشهر عند بئر العسلة، وتصل إليهم إمدادات الطعام والبارود بانتظار وصول قوات العبادل عند الشيخ عثمان، كان السلطان محسن قد أمر كافة القبائل بالتجمع وأن تسير إلى الشيخ عثمان حيث سيقودهم من هناك بنفسه. كما أحضر العرب مجموعة من الإبل والثيران لدفعها أمامهم عندما يهجمون على الخطوط البريطانية كي يتلقى ذلك القطيع الرشقات الأولى من النيران. أما في عدن فقد قام كافة التجار والعمال خلال تلك الأيام بدفن أموالهم وممتلكاتهم كما قامت النساء بدفن مجوهراتهن، وقد بلغ بسكان عدن التوتر والقلق حداً لم يغمض معه جفن سوى للقليلين منهم، ولكن أكثرهم كانوا يغادرون منازلهم وينامون داخل أو بالقرب من ضريح العيدروس ثم يعودون في الصباح».

المعاهدات والحدود

نظراً لتطور الأحداث في هذا الجانب وتوسع المد البريطاني نحو المناطق الجنوبية، وضعت مسألة ترسيم الحدود عبر المعاهدات في إطار السياسة البريطانية الساعية لبسط الأمن حول عدن، وقد كتبت عدة تقارير حول الحدود.

وفي تاريخ 24 فبراير عام 1880م كتب هينس تقريرا حول مشكلة الحدود، ومما جاء فيه أن علي بن مقبل عندما استعاد أملاكه تبين له أنه فقد خمس قرى بسبب خضوع رؤسائها بشكل طوعي أو بالقوة للحكومة العثمانية.

وقد ذكر ذلك التقرير أن بلاد الأميري تمتد شرقاً حتى قرية خريبة وجبل حرير، ويحدها في الغرب جبل جحاف، أما الحد الشمالي فكان الخط الذي ضم قرى السرافي والشاعري، وكانت في يد الأتراك.

وقد تركت لنا تلك الحقبة من الأحداث العديد من الاتفاقيات نذكر منها:

1- معاهدة صداقة وسلام بين الإنجليز وقبيلة العزيبة بتاريخ 31 يناير 1839م.

2- معاهدة بين سيد محمد جعفر بن سيد العيدروس زعيم الوهط وجميع التابعين له والقائد هينس وكيل الحكومة بتاريخ 2 فبراير 1839م.

3- معاهدة أبرمت في 18 فبراير 1839م بين الشيخ جواس بن سلام العبادي وقبيلته مع القائد هينس من البحرية الهندية وكيلاً عن شركة الهند الشرقية.

4- معاهدة سلام وصداقة أبرمت في 18 فبراير 1839م من جانب الشيخ مهدي بن علي الزبيري مع القائد هينس من البحرية الهندية وكيلاً عن شركة الهند الشرقية.

5- معاهدة أبرمت في 18 فبراير 1839م من جانب شيخ منطقة الزيدية الشيخ صلاح الميدي مع القائد هينس من البحرية الهندية وكيلاً عن شركة الهند الشرقية.

6- معاهدة أبرمت في 19 فبراير 1839م من جانب الشيخ محمد سيد المسيعدي والشيخ جواس عبدالله والشيخ محمد بن أحمد والشيخ الكولي من منطقة المسيعدي من الصبيحة والقائد هينس من البحرية الهندية وكيلاً عن شركة الهند الشرقية.

7- معاهدة سلام وصداقة أبرمت في 20 فبراير 1839م من جانب الشيخ محمد بن علي البصيلي من الفخذ الجنوبي للصبيحة مع القائد هينس من البحرية الهندية وكيلاً عن شركة الهند الشرقية.

8- معاهدة صداقة وسلم أبرمت بتاريخ 21 فبراير 1839م من جانب الشيخ أرسل بن حدي بن أحمد المسعدي من اقليم يافع والوكيل المفوض من السلطان العريق علي غالب من يافع مع القائد هينس من البحرية الهندية وكيلاً عن شركة الهند الشرقية.

عدن - العولقي رقم (33) -1903م

العولقي رقم (33)

معاهدة مع الشيخ محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي العولقي

رغبة من الحكومة البريطانية والشيخ محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي، شيخ العوالق العليا، في أن يقيما علاقة صداقة وأمن، فقد سمت وعينت الحكومة البريطانية الميجور جنرال بلهام جيمس ميتلاند (سي.بي)، المقيم السياسي في عدن لإبرام هذه الاتفاقية ولقد اتفق الشيخ محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي والميجور جنرال بلهام جيسم ميتلاند (سي.بي) على ما يلي:

المادة (1) ستنشأ علاقة وصداقة بين البريطانيين وأهل العوالق العليا، وأن للرعايا البريطانيين وقبائل العوالق العليا الخاضعة لإمرة الشيخ المذكور مطلق الحرية أن ينتقلوا في أراضي كل منهم دون تعسف أو كراهية وفي ظل احترام دائم متى شاءوا وحينما حلوا.

إن الشيخ المذكور أعلاه وكل الأعيان سيزورون عدن متى شاءوا وسيلقون خلال زياراتهم كل احترام، كما سيسمح لهم بحمل أسلحتهم.

المادة (2) تنازلاً عند رغبة الشيخ محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي، شيخ العوالق العليا، فإن الحكومة البريطانية تبسط حماية صاحب الجلالة الملك على أراضي الشيخ المذكور وملحقاتها الخاضعة لسلطته واختصاصه.

المادة (3) يوافق الشيخ محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي ويعد عن نفسه وورثته وخلفائه، وكل قبائل العوالق العليا المنصوبة تحت إمرته، أن يمتنع عن الدخول في أية مراسلات أو عقد اتفاقات أو الدخول في معاهدات مع أية أمة أو دولة أجنبية، وأن يبلغ فوراً المقيم السياسي في عدن أو أي ضابط بريطاني آخر عن أية محاولة من أية دولة خارجية للتدخل في شؤون أراضي العوالق العليا وملحقاتها.

المادة (4) يلتزم الشيخ محسن بن فريد بن ناصر اليسلمي عن نفسه وورثته وخلفائه وإلى الأبد، بألا يتنازل أو يبيع أو يرهن أو يعهد أو يؤجر أو يعطي أو يتصرف بأي شكل في أي جزء من أراضي العوالق العليا التي تحت إمرته وفي أي وقت، إلا للحكومة البريطانية.

المادة (5) يعد الشيخ محسن بن فريد ناصر اليسلمي عن نفسه وورثته وخلفائه، أن يتركوا الطريق مفتوحاً في أراضي العوالق العليا وملحقاتها الخاضعة لسلطته واختصاصه. ويعد أيضاً أن يحمي كل الأشخاص المارين في اتجاه عدن لأغراض التجارة، وكذا العائدين منها. واعتباراً لذلك، فإن الحكومة البريطانية توافق على أن تدفع للشيخ المذكور ولخلفائه مخصصاً شهرياً قدره (60) ريالاً نصفه ثلاثون.

المادة (6) يسري مفعول هذه المعاهدة من تاريخه وبحضور الشهود تم التوقيع ووضع الأختام في عدن يوم الثامن من ديسمبر 1903م.

بي.جي. ميلاند، الميجور جنرال، المقيم السياسي - عدن.

إبهام الشيخ محسن بن فريد بن ناصر.

الشهود: إتش.أم ، ايود، ليفتنانت كولنيل، الوكيل السياسي والمساعد الأول للمقيم بعدن.

الشيخ بوبكر بن فريد بن ناصر.

جي. دبليو. بري، مساعد اضافي للمقيم.

السيد عبدالله عيدروس بن زين.

علي جعفر، كاتب أول ومترجم.

كرزون،

نائب الملك والحاكم العام لحكومة الهند .

تم التصديق على هذه المعاهدة من قبل نائب الملك والحاكم العام لحكومة الهند في المجلس، في فورت وليام، في الخامس من فبراير 1904م.

لويس - دبليو. دين،

سكرتير حكومة الهند - دائرة الشؤون الخارجية.

عدن - اليافعي - رقم (42) 1839م رقم (42)

ترجمة حرفية للمعاهدة التي أبرمت مع السلطان علي غالب وابنه أحمد بن علي غالب من قبيلة يافع العفيفي - 1839م

بسم الله الرحمن الرحيم

نحن الموقعين نوافق، وبكل إخلاص عن انفسنا وكل التابعين لنا وكل قبيلة يافع ومن يعتمد عليها وقبيلة المريدي وسعيدة، وكل من يرتبط بهم من الكمندار هينس، حاكم عدن وكذلك عن السلطان محسن فضل العبدلي.. نوافق جميعاً أن تسير الأمور كما هو عليه، وأن يعترف السلطان عبيد العبدلي على حاضراً ومستقبلاً وكل قبيلته السابقين واللاحقين بممتلكاتهم القائمة فقط، وأن كل ما خسره في لحج أو حواليها أو في محيطها أو في عدن أو على الطريق المؤدية إلى عدن فقد شملتها المعاهدة الحالية المتفق عليها معه، وفي حالة حدوث أية أضرار من قبيلة يافع أو توابعها فإن علي غالب هو المسؤول.

إضافة إلى ذلك إذا ما تعاون علي غالب وقدم مساعدة لأي سلطان آخر أو أحد أشخاص القبائل الأخرى في أي وقت من الأوقات فإن ذلك يعتبر خرقاً لهذه المعاهدة. إننا نضع أيدينا في أيدي السلطان محسن وإن أصدقاءنا وأصدقاء السلطان هم أصدقاء بعضنا بعضاً وإذا ما سلب أو نهب أحد على الطريق المؤدية إلى لحج فيعتبر ذلك خرقاًَ للمعاهدة وإذا ما نهب أحد أو سلب أو كسر شيئاً أو شن حرباً أو قتل شخصاً في لحج أو عدن أو على الطريق المؤدية ألى عدن، وثبت أنه من قبيلة يافع أو توابعها، سيكون السلطان علي غالب مسؤولاً عن ذلك.

هذا عهد الله ولن يبلي. ولكن ستجدد وباستمرار وسنتسلم حقنا من الاتفاق كل ستة شهور ابتداء من أول ذي القعدة 1254هـ الموافق 18 يناير 1839م. اما نحن شخصياً أو السلطان أو ابنه. هذا ما تم الاتفاق عليه وتمت تسويته بين السلطان علي غالب وابنه أحمد بن علي غالب، ووافق عليه ممثلاهما، حاصل بن أحمد بن هادي وحيدر بن أحمد اللذان بعثهما علي غالب.

تم الاتفاق على هذا في الخامس والعشرين من ربيع الأول 1255هـ الموافق الثامن من يونيو 1839م.

الشهود:

السيد محمد بن زين بن بوبكر.

القاضي عبدالرضي بن علي سعيد بن مسعود.

حاصل بن أحمد بن وادي - عن قبيلة المريدي، ووكيل علي غالب.

محمد علي يحيى.

جعفر منشي - عن حكومة الشركة.

حيدرة بن أحمد يافعي، وكيل علي غالب.

عدن -الحوشبي رقم (55) 1895م

رقم (55)

معاهدة حماية مع الحوشبي 1895م

سعياً وراء تمتين عرى الصداقة وتوطيد الاستقرار والأمن بين الحكومة البريطانية ومحسن بن علي مانع الحوشبي، سلطان المسيمير بن عبيد، والراحة، وبلاد الحوشبي، وتوابعها، فقد انتدبت الحكومة البريطانية البريجادير جنرال شارل الكسندر كننجهام، المقيم السياسي بعدن، لإبرام معاهدة بهذا الغرض. وقد اتفق البريجادير جنرال شارل الكسندر كننجهام والسلطان محسن بن علي مانع الحوشبي على ما يلي:

المادة (1)

استجابة لرغبة السلطان محسن بن علي مانع الحوشبي، فقد وافقت حكومة صاحبة الجلالة الملكة الامبراطورة على منح الحماية والرعاية الملكية الكريمة لأراضي المسيمير بن عبيد، والراحة، وأراضي الحوشبي وتوابعها الخاضعة لإمرة السلطان وحكمه.

المادة (2) يوافق السلطان محسن بن علي مانع الحوشبي، ويتعهد عن نفسه وأقاربه وورثته وخلفائه وكل القبيلة، أن يمتنع عن الدخول في أية اتصالات أو اتفاقات أو معاهدات مع أية أمة أو دولة أجنبية، إلا بمعرفة وموافقة الحكومة البريطانية، كما يتعهد أيضاً أن يبلغ فوراً المقيم السياسي بعدن أو أي ضابط بريطاني آخر عن أية محاولة من أية دولة أجنبية للتدخل في شؤون المسيمير بن عبيد والراحة وأراضي الحوشبي وتوابعها.

المادة (3) يلزم السلطان محسن بن علي مانع الحوشبي نفسه وأقاربه وورثته وخلفاءه وكل القبيلة، وإلى الابد، ألا يتنازل أو يبيع أو يرهن أو يعهد أو يؤجر أو يهدي أو يتصرف بأي شكل آخر في أي جزء من أراضي الحوشبي وتوابعها لأي شخص أو دولة أجنبية وفي أي وقت، إلا للحكومة البريطانية .

المادة (4) يسري مفعول هذه المعاهدة من تاريخه وبحضور الشهود تم التوقيع ووضعت الأختام في عدن في السادس من أغسطس من عام 1895م.

سي.أ.كننجهام، بريجادير جنرال، المقيم السياسي بعدن

الشهود:

دبليو .بي. فيرس، ميجور، مساعد أول للمقيم السياسي.

أنا فضل بن علي بن محسن فضل العبدلي سلطان لحج، أشهد أن محسن بن علي مانع، سلطان الحوشبي، قد وقع هذه المعاهدة تحت رعايتي التامة وموافقتي.

فضل بن علي محسن سلطان لحج.

الجن، نائب الملكة والحاكم العام لحكومة الهند.

تم التصديق على هذه المعاهدة من قبل نائب الملكة والحاكم العام لحكومة الهند في المجلس في سملا، في العشرين من شهر اكتوبر 1895م.

دبليو.جي.كننجهام

سكرتير حكومة الهند - دائرة الشؤون الخارجية

تاريخ المعاهدات البريطانية مع حكام الجنوب تعد من القراءات التاريخية لنوعية العقلية السياسية التي حكمت بها بريطانيا هذا الجزء من مستعمراتها وهي لا تقف عند مستوى تحديد الحدود الجغرافية لموقع عدن المستعمرة من مسافات غيرها من الأراضي. بل هي درجة من رسم لسياسة نفوذ ومعرفة الكيفية التي يتم بها احتواء هذا الجانب المضطرب من خطوط المواجهات وزرع حالة سكون في هذا الاتجاه حتى تمتد الرؤية البريطانية إلى أبعد حالات العمل السياسي وهذا هو البعد الإداري في الفكر السياسي عند بريطانيا التي تجعل من المعاهدات أسلحة دفاع بدلاً من فتح خنادق الحروب.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى