إنها لغة الضاد أيها الخطاط

> «الأيام» زكريا بن محمد محسن - الحود/ الضالع

> أنا البحر في أحشائه الدر كامن ** فهل سألوا الغواص عن صدفاتي؟ هكذا وصف شاعر النيل حافظ إبراهيم لغتنا العربية لغة الضاد التي تتميز عن جميع لغات العالم بسحرها وجمالها فهي تزخر بالالفاظ الكثيرة والمعاني الوفيرة فكم من كلمة لها معان متعددة لا يفهم معناها المقصود الا من سياق الجملة كما في الابيات الآتية التي نجد فيها كلمة (الخال) قد تكررت اربع مرات ولكل منها معنى خاص بها:

أمن خدك الوردي افشل الخال

فسح من الأجفان مدمعك الخال

وأومض برق من محيا جمالها

لعينيك ام من ثغرها أومض الخال

رعى الله ذياك القوام وان يكن

تلاعب في اعطافه التيه والخال

فالخال الاولى: الشامة، والثانية: السحاب، والثالثة: البرق، والرابعة: الخيلاء أو الكبر. ولهذا يجدر بكل خطاط يتفنن برسم الحروف بشكل أنيق جذاب أن يتفنن ايضا بالكتابة الصحيحة الخالية من العيوب والأخطاء الاملائية والنحوية كونها هي الأهم.. وعلينا جميعا ان ندرك ان لغتنا هي لغة القرآن الكريم قبل كل شيء مما يحتم علينا احترامها وتقديريها وذلك بإعطائها حقها ومستحقها سواء من حيث القواعد الاملائية او النحوية.. فالناظر اليوم الى اليافطات واللوحات الاعلانية المدونة باللغة الانجليزية تكاد تكون خالية من اي خطأ.

أخيرا أقترح على الاخوان في البلديات أن يشترطوا على الخطاطين قبل صرف التراخيص لهم ان يكونوا من الملمين بأصول اللغة او ان يكون لديهم من هو ضليع بالعربية فهذا أقل ما نعمله اذا كانت لدينا غيرةحقيقة على لغتنا!! فهل أنتم مجيبون!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى