حُمــــاة فلسطــــين !

> سحر بعاصيري:

>
سحر بعاصيري
سحر بعاصيري
ألا يزال في امكان الفلسطينيين انقاذ أنفسهم من أنفسهم أم ان تجاوز الخط الاحمر لاقتتال داخلي طالما كان من المحرمات سيدخلهم في نفق لا عودة منظورة منه؟

نقول "من أنفسهم" لانه لا يبدو ان أحدا سيهب لانقاذهم. فكل الرهانات على مواقفهم، دوليا او اقليميا، لم تخل من احتمال سقوطهم او اسقاطهم في حفرة دموية، سواء أكان العنوان ارغام "حماس" على الرضوخ للشروط الدولية أم دعم "حماس" لمواصلة التصدي للضغوط الدولية. وكل المراهنين يعتقدون اليوم ان رهانهم ينجح.

ولكن فليعترف الجميع بأن ما حصل لم يكن مفاجئا. "حماس" تعرف كما تعرف "فتح" ان الوضع كان يسير الى هذه الحفرة والجميع واصلوا السير نحوها.

وحده الحصار الدولي (وامتداده العربي) الاقتصادي والسياسي يكفي للتفجير. سبعة اشهر تقريبا من الخنق المتواصل جعلت الحياة في الضفة الغربية وقطاع غزة لا تطاق كما جعلت حكمها مستحيلا. منذ تولت "حماس" السلطة والفلسطينيون يخضعون عمليا لعقاب جماعي هدفه تأليبهم على "حماس" فإما أن تقبل بشروط اللجنة الرباعية للتعامل معها اي تعترف باسرائيل وتنبذ العنف وتلتزم الاتفاقات السابقة واما أن يطيحها الاستياء الشعبي. وطبعا جعلت اسرائيل من اعتداءاتها اليومية عامل ضغط على الوضع الفلسطيني لانجاح هذا الرهان.

وفي موازاة ذلك لم ترحم "حماس" و"فتح" الفلسطينيين. فالصراع على السلطة بينهما انتج فوضى امنية تحولت الهاجس الاول للفلسطينيين.

والنتيجة اليوم ان لا سلطة فعلية في الضفة وغزة. هناك سلطتان تتناحران ولا واحدة منهما قادرة على الحكم. وهناك شعب، حسب استطلاعات الرأي لمراكز فلسطينية مستقلة، يعاني بغالبيته الاحباط والاكتئاب ولا يشعر بالامان وغير قادر على ضمان لقمة عيشه ولا يجد كوة امل.

هذا وضع يجعل المجتمع الفلسطيني كله على شفير الانفجار ما لم يتجاوز قادة "حماس" و"فتح" أنفسهم لانقاذ شعبهم وقضيتهم. فهل هذا مستحيل؟

كل الظروف تعمل ضد الفلسطينيين. ولكن لا شيء يعود مستحيلا اذا اعترفت "حماس" و"فتح" بأن الشعب الفلسطيني اهم من صراعهما على السلطة وان القضية الفلسطينية أهم من صراعهما على السلطة. والاهم ادراكهما ان النتيجة الوحيدة للسقوط في حفرة الدم هي توجيه الضربة القاضية الى القضية. بل هذا واجبهما بمعزل عن الرهانات او الضغوط او الارتباطات الخارجية.

صار واضحا انه لم يعد امام "فتح" و"حماس" الا معادلة واحدة. الاسراع في التوصل الى صيغة لتقاسم السلطة، وقد كان البحث في تشكيل حكومة وحدة وطنية قائما الى ان اوقفته "حماس"، او المواجهة بالنار. وكل تأخير في التوافق يعني مزيدا من الاستسلام لاحتمال الاقتتال الداخلي.

عن الزميلة «النهار» اللبنانية 3 /10/2006

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى