مرحباً أستاذ عبدالرحمن

> د.علي عبدالكريم:

> يعود الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجفري لأرض الوطن والعود أحمد، فمرحباً بعودة ستحمل الكثير وستعيش لحظات وبعثاً جديدين يولدان ضمن خطاب سياسي يتواصل ماضيه بحاضره ومستقبله حيث أصبح تاريخ السياسة الحديثة من عدة وجوه تاريخاً لإدماج الرموز في مواقفها وضمن مجتمعها لتصب في إطار مشروع نهضوي للتغيير السياسي الاقتصادي الاجتماعي الثقافي الشامل وضمن هيكلة عديدة ومستمرة لمكانة الفرد والدولة والمجتمع المدني بمعناه الواسع والشامل.

هنا تساؤل سيثور عن أية عودة وعن أي مشروع وعن أية قوى للتفاعل تتحدث وهل مشروعيتها ومكانة دورها ومكانتها تنتظر هذه العودة!!؟

الأمر ليس كذلك ولكن العودة بحد ذاتها في إطار تفاعل معطيات الواقع الحركي هذه الأيام بعد معركة انتخابية شرسة ستفضي إلى خلق أوضاع جديدة. تعيد صياغة حياة المجتمع وطبيعة التحالفات التي ستقود المرحلة المقبلة. إذن.. عودة الأستاذ عبدالرحمن وهي عودة نباركها وندرك حجم مغزاها ومدى تأثيرها السياسي والمعنوي ولن نذهب بعيداً في تحليل لما وراء العودة.. من تفاهمات واتفاقات تدخل في نطاق الحق السياسي لأي طرف يتحرك في واقع يقوم على قواعد التفاهم المفضي إلى فضاء وطني أرحب وأكثر تسامحاً وديمقراطية.

ونحن إذ نرحب بعودة الرجل بعيداً عن الإطراء والمديح فالرجل ومسيرة حياته تبحر بنا بعيداً عن هكذا أسلوب ولكن الأهم من الإطرء والمديح هو الدخول إلى عقل الرجل السياسي لقراءة مفردات العودة وهل تحمل مشروعاً يقوي عوامل التفاعل السياسي في الساحة السياسية اليمنية تلك القادرة فعلاً على تغيير المعادلات السياسية في الشارع السياسي في بلادنا والإسهام بالذخيرة الحية من التجربة والخبرة لإعادة تفكيك الكثير من حقول ألغام المرحلة السابقة في طريق البناء المستند على أرضية الحوار والقبول بمشاركة الآخرين من موقف الندية والتكافؤ وتلك قضية وسؤال سيظل الواقع يلح على طلب إجابات تخالف ما درجنا على صياغته من مسلمات يفرضها طرف أو أطراف وانتهى الأمر.

وذلك مما يدخل في باب الضرورة السياسية كي نخرج من عنق الزجاجة ونفق الاغتراب الشامل سياسياً واقتصادياً.

وبحكم معرفتنا المتواضعة بالأستاذ عبدالرحمن من خلال حميمية العلاقة التي كانت تربطه بشهيد الوطن والوحدة والديمقراطية عمر الجاوي، وكذلك بحكم معرفتي باتفاقهما على كثير من القضايا والأفكار المتعلقة بشؤون بناء دولة الوحدة الحقيقية وضمن منظور إطاراتهما الخاصة، حزب التجمع الوحدوي ورابطة أبناء اليمن وفي إطار تلك العلاقة كانت تجربة مجلس التنسيق نبعاً و ثراثاً تظل ماثلة تدعو للوقوف على أطلالها والاستفادة مما أنجزته في ظروف تغايرت وطرحت على السطح أسئلة جديدة في حاجة إلى قراءة تتسم بالحكمة وبعد النظر.

مرحباً بالأستاذ عبدالرحمن وهو الذي كان وسيظل ضمن ذلك الرعيل من جيل حمل ثقافة ذات أبعاد وطنية بمشارب متعددة. تستلهم الوطن في وحدته القائمة على ديموقراطية الفعل والمشاركة الحقيقية كما ترتكز على حرية منابع الثقافة في إطار من التلاقح والقدرة على التأثير والتأثر تستلهم أول ما تستلهم العقل في حقل العمل الوطني كقيمة قادرة على حق الاختيار والتمييز وتفسح مجالاً رحباً للعلم والمعرفة والإيمان بالإنسان الحر الذي يمتلك القدرة على صياغة الأسئلة ومعرفة أي الإجابات ذات طابع علمي أو خرافي تتسم بالهزل والضحك على الذقون.

مرحباً بالأستاذ عبدالرحمن في إطار الإجابات والقراءات المستقبلية لأسئلة ما تزال مطروحة على الساحة السياسية لم تجد إجاباتها الدقيقة والتي قد يكون أخطر ما فيها تماهيها مع ما تريده القوى التي تمسك بمفاصل الفعل السياسي والحكم.. وهنا تضيع الحقيقية في دواليب السلطة ويتضاءل دور العقل والمعرفة وتظل التناقضات تنخر في جسد الوطن وتتعمق مشاكله وبحيث يبدو للعيان عجز النخب السياسية عن فهم طبيعة التناقضات الماثلة.

وهو ما يدعو الجميع وفي إطار العودة الميمونة للأستاذ عبدالرحمن إلى تمثل المقولة الهيجلية التي تقول «بأن التناقض يعبد الطريق العام إلى الأمام».

والمهم في المرحلة المقبلة التمييز بين التناقضات الرئيسية والثانوية ومن ثم صياغة برنامج للعمل الوطني.. ومرحباً مرة أخرى بعودة الأستاذ عبدالرحمن بن علي الجفري.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى