محاولة جادة تستحق الإشادة والثناء

> حسن بن حسينون:

>
حسن بن حسينون
حسن بن حسينون
تابعت باهتمام كبير ما كتبه الأخ العزيز والزميل ناصر محمد سالمين المنهالي على صفحات صحيفة «الأيام» وعلى حلقات ثلاث بعنوان: محطات من تاريخ ثمود.. ثمود المنطقة الصحراوية التي تبعد عن وادي حضرموت ما يقارب الاربعمائة كيلومتر شمالاً والمحاذية للربع الخالي، تسكنها بيوت وأفخاذ قبيلة المناهيل الصحراوية الشهيرة بالشجاعة والشهامة وكرم الضيافة. وكونها تقع على الحدود الصحراوية مع الجارة المملكة العربية السعودية بالإضافة إلى بقية المناطق والقبائل الصحراوية الحدودية مثل الصيعر والكرب والمهرة من الشرق والغرب، فقد أعطت السلطات البريطانية ودار المستشارية في مدينة المكلا اهتماماً كبيراً لها.

ولأول مرة في تاريخ هذه المناطق وساكنيها تقام فيها المراكز العسكرية وتفتح المدارس والمصحات والجمارك، خاصة في منطقة العبر بين حضرموت والمملكة العربية السعودية في الفترة التي تحدث عنها ناصر محمد المنهالي.

وبكل صدق وأمانة فقد وفق المذكور في ما كتبه في تلك الحلقات التي لم تقتصر على تاريخ ثمود فقط وإنما شملت العديد من المحطات ومنها العلاقات الاجتماعية والعادات والتقاليد الحميدة السائدة في تلك المناطق النائية، وكذا تاريخ القوة العسكرية المسماة بجيش البادية الحضرمي الذي كونته الإدارة البريطانية بعد إبرام معاهدة الاستشارة مع سلطنات حضرموت والمهرة في منتصف ثلاثينات القرن الماضي والذي تحددت مهامه في حماية حدود تلك السلطنات الصحراوية، فانضم العديد من أبنائها إلى صفوفه، تلازم ذلك مع فتح مدارس خاصة لأبناء وبنات البادية في مدينة المكلا تابعة لجيش البادية ودار المستشارية تخضع لنظم وقوانين صارمة من حيث التدريب والتربية والانضباط اليومي وعلى مدار العام ينضم خريجوها إلى صفوف جيش البادية في المجالات الفنية والتدريس.

ولا يفوتني هنا أن أشير إلى أن والد الأخ ناصر كان ضمن الدفعة الأولى عند تأسيس جيش البادية في منطقة غيل بن يمين قبل انتقاله إلى مدينة المكلا وانتقال قيادته وإدارته ايضاً حتى يكون قريباً من موقع إدارة المستشار البريطاني وعاصمة السلطنة القعيطية. وكانت وسيلة الموصلات الوحيدة بداية تكوين تلك القوة هي الجمال في التنقل بين المركز الرئيسي والمراكز الحدودية، ومن خلالها تقطع مئات الأميال للوصول إلى هذه المواقع من المكلا على سبيل المثال إلى العبر، وثمود، وسناو، وحبروت وغيرها حتى بداية ستينات القرن الماضي لتحل محلها السيارات.

إن الجهد الذي بذله كاتب الحلقات التاريخية يستحق الإشادة والشكر والتقدير، وحبذا لو تفتح أمامه الأبواب والاطلاع على الوثائق التاريخية المتعلقة بتاريخ الوجود البريطاني في حضرموت وتاريخ جيش البادية الحضرمي وما قام به في مجال صيانة الأمن والاستقرار على طوال وعرض الحدود الطبيعية لحضرموت والصحراوية على وجه الخصوص وما قدمه من خدمات إنسانية للمواطنين في المناطق والمواقع التي تمركز فيها منذ ثلاثينات القرن العشرين وحتى الاستقلال الوطني عام 1967م.

وفي الأخير لا يفوتني أن أشير إلى بعض رواد هذه القوة من المناهيل وفي مقدمتهم محمد سالمين المنهالي والد كاتب المحطات التاريخية وأخواله سعيد محمد بن تسع وعيضة محمد بن تسع والقائد العسكري المثقف حسين مسلم المنهالي الذي كان أحد أعضاء الوفد المفاوض الذي سافر إلى لندن لنيل الاستقلال الوطني عن بريطانيا، وأخيراً مساعد المستشار للشؤون الصحراوية (الطماطم).

أتمنى للمجتهد العزيز ناصر محمد المنهالي الصحة والسعادة والتوفيق والنجاح.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى