الحي الميت

> «الأيام» عمر سالم باسلوم -المكلا/ حضرموت

> هو شخص ليس غريباً عليك، ربما عشت معه، أو قابلته وقد تكون تعرفه أكثر مما تعرف أي شخص في العالم، إنه الحي الميت ، وجوده وعدمه سواء، إن حضر فهو مفقود وإن غاب فلا أحد يشعر بغيابه، موجود غير موجود، وغائب غير مفقود، من تدخل فيما لا يعنيه وجد ما لا يرضيه، هذا مبدأه في الحياة.. لا يعينه شيء سوى نفسه. صديقنا هذا مثقف بعض الشيء فهو في علم الفيزياء يعشق قانون القصور الذاتي ويعتبره قانونا يجب تطبيقه على الحياة:

إذا ألقيت بجسم إلى الأمام في خط مستقيم سيظل يندفع في نفس الاتجاه وبنفس القوة الدافعة الأولى، أي أن الجسم قاصر أن يوقف نفسه أو يغير من اتجاهه، وهذا ما يعشقه صديقنا الحي الميت يكره التغيير، عفوا هو لا يكره التغيير ولكنه قاصر ذاتيا عن التغيير أو التغير، أو هو هكذا يحب. أما في علم الكيمياء فقدوته المواد الخاملة التي لا تقبل التفاعل مع الغير.

اسأل نفسك هل أنت الحي الميت؟ هل حقا تريد أن تعرف الحقيقة؟ إذن إليك الطريقة: هل قدمت لمجتمعك أي شيء سيذكرك به بعد موتك؟ هل سيفقدك مجتمعك بعد موتك؟ أم أنك سترحل عنه دون أن يشعر برحيلك؟ هل فكرت يوما أن تعيش لغيرك؟ قالها سيد قطب من قبل (إننا نعيش حياة مضاعفة عندما نعيش لغيرنا)، ومعنى أن تعيش لغيرك هو أن تخدم غيرك، أن تغير ما يجب تغييره، أن تعيش لفكرة، لهدف أو مبدأ، وما أعظمها من عيشة عندما تعيش لله، هل أنت شخص فاعل في مجتمعك؟ هل يعنيك الناس من حولك؟ وبماذا تحب أن تلقى الله؟ يروى أن ملكا ركب في موكب عظيم فهرع الناس أفواجا لينظروه فمر بصانع فرآه مكبا على شغله ولم يلتفت إليه، ولم يرفع رأسه للسلام عليه فوقف الملك عنده وقال: كل الناس ينظرون إليّ إلا أنت فما السبب؟ فقال الرجل: أيها الملك، أدام الله ملكك، إني رأيت الأيام تمر مر السحاب وتسير سير الشهاب ، وما رأيت أنفع ولا أبقى للمرء من عمل ينتفع به في حياته وينتفع به الناس فها أنا أبذل غاية جهدي في إتقان عملي والمحافظة على وقتي.

إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً

ندمت على التقصير في زمن البذر

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى