بدل الفوازير مشِّط لحيتك

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
مثلما فعلنا السنة الأوله في رمضان الماضي عليه سلام الله، بانحاول بالمثل هذي السنة بالعافية والسلامة نتكلم عن أهم المسلسلات التلفزيونية التي تصل إلينا من شاشات القنوات اللي نستلمها.. فكما هو معروف عن شهر رمضان وبركاته الكثيرة صياماً وقياماً اشتهر هذا الشهر في التلفزيون بتقديم المسلسلات المتنوعة بكثافة أكثر بكثير من غيره من الشهور.. كان في أول عندما كان التلفزيون العربي المصري.. يتصدر كل المحطات.. كان في مكان للفوازير واشتهر رمضان في رسومات كثير من رسامي الكاريكاتير المصري بأنه شهر الصيام والفوازير ولكن مع الزمن أفتى بعض المشائخ بأن تمشيط اللحية من أسفل إلى أعلى هو أفضل من الفوازير.. وقد قبل الناس الفتوى كما يبدو وتراجعت الفوازير إلى أن اختفت مع أنها كانت عبارة عن حلوى منوعة ولذيذة الطعم وأفضل ألف مليون مرة من برامج المسابقات الرمضانية التي يقدمها بعض خناشير التلفزيون من نامونة اكسب واربح واشطح وانطح وافشخ واشقح .. لكن ماذا نقول للخناشير وقد كتموا أنفاس الصائمين في هذا الشهر الفضيل؟

نرجع إلى المسلسلات فنرى أن القنوات بمجموعها لا تحمل ما هو جدير بالمشاهدة من الكم الهائل الذي تقدمه سوى قبضة يد واحدة بالمليان أو قل يدين بالكثير قوي وفي أحسن حالات التساهل هذه «الحزمة» من المسلسلات - لاحظوا باستعمال كلمة خدمة أننا دخلنا إلى سياسة العولمة، نتكلم في السياسة يعني بكل «شفافية» مع كامل «الاستحقاقات» التي ينبغي أن يوفرها التلفزيون - وسوف نبدأ الحديث هكذا عشوائياً فلا نحدد بأولوية الذكر مستوى المسلسل بل لماذا لا نعتمد أسلوب هوليوود فنقدر أهمية العمل بعدد النجوم التي نمنحها له.. كيه تعالوا نجرب وللعلم معانا خمسة نجوم والعمل الذي يكون أحسن يحصل على نجوم أكثر وهكذا .. معانا مسلسل «سكة الهلالي» المخرج محمد فاضل والبطل يحيى الفخراني وبرغم مكانة هذين النجمين ورصيدهما الفني الممتاز إلا أن هذا المسلسل الذي يقدمانه «سكة الهلالي» برغم ما فيه من جهد والتماعات قليلة إلا أنه مسلحاني من الطراز المتقدم يعني إجمالاً مسلحاني خالص ولا يستحق مننا غير نجمة واحدة.

نجي بعدين للمسلسل المش بطال «العندليب» فنجد أن مجموعة «العدل جروب» تتقدم خطوة أخرى لإبراز نفسها مع المخرج فهمي عبدالحميد فتحقق نجاحاً آخر بعد نجاحها في السنة الماضية في مسلسل «ريا وسكينة» وبرغم استغراق المسلسل في كثرة اختيار الأشباه.. أو بالأصح المشابهين- أنا أتكلم عن مسلسل «العندليب»- بمعنى البحث عن ممثلين يشبهون الشخصيات الحقيقية حيث نجحوا بنسبة مئة بالمئة مع شبيه عبدالحليم حافظ وخمسين في المائة مع شبيه عبدالوهب ثم نزولاً مهرولاً مع من يشبهون عبدالناصر وعبدالحكيم عامر وأم كلثوم والموجي والطويل واسماعيل ياسين وحسين الشافعي والخ. ومع ذلك فإن مسلسل العندليب يستحق ثلاث نجوم وأكثر.. نقول ثلاث نجوم للعندايب.

بعد ذلك نصل إلى «حدائق الشيطان» للمخرج البارز اسماعيل عبدالحافظ وهذا مسلسل جمع خليطاً من رؤوس الأقلام لمواضيع مثل الجريمة والغموض والرعب والمخدرات والسلطة والعصابة و.. تقريباً لكل ذوق ما يشتهي ومع ذلك لا يستحق أكثر من ثلاث نجوم.. ننتقل بعده إلى المسلسل التاريخي السوري الأردني المشترك «خالد بن الوليد» ونجد أن كثرة تناول شخصية خالد بن الوليد وسيرته في أكثر من عمل وبناء على أن المشاهد لن يجد جديداً ليراه في عمل سبق تقديمه مئات المرات إلا أن هذا المسلسل يظهر مصمماً على أن يكون له مذاقه الخاص.. وهو يستحق الأربع نجوم إلى حد كبير نظراً لصعوبة المرور في الطريق الذي مر فيه المسلسل ونجح حيث لن يستطع غيره المرور أو أنهم مروا ولم يصادفوا نفس النجاح.

ونختم المعشر بالعافية والسلامة بمسلسل «أبناء الرشيد الأمين والمأمون» - انتاج سوري أردني - والذي نجد أنه يستحق النجمات الخمس كلها فهذا المسلسل الذي يتناول عصر من أزهى عصور دولة الاسلام.. بل الأمبراطورية الاسلامية قد فعل ذلك باقتدار كبير يرفعه في نظري إلى أرقى مستويات الأعمال العالمية.. وبرغم أن اهتمام القنوات الفضائية بهذا النوع من الأعمال ضعيف.. وبرغم أن الوقت الذي خصص لعرض هذا المسلسل كان متأخراً جداً في آخر ليل رمضان.. إلا أنه استحق عناء الانتظار لمشاهدته.. وأرى أن كل حلقة من حلقات مسلسل «أبناء الرشيد الأمين والمأمون» تنور لنا ليلة من ليالي رمضان المبارك.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى