والدي عبدالله أحمد الفضلي في ذكرى رحيله العاشرة .. وهب نفسه لوطنه ولم يهب عمره لنفسه

> «الأيام» متابعات:

> غدا الجمعة الموافق 13/10/2006م تحل علينا ذكرى حزينة ومؤلمة عشر سنوات مضت دون ان يلتفت اليها احد ذكرى وفاة الوالد عبدالله احمد الفضلي رحمه الله.

رجل وهب نفسه لوطنه ولم يهب عمره لنفسه، رجل عانى وكابد وتعب اضاء ليل أبين الدامس نشر النور في كل قرى أبين أسس للتعليم فكان رائده، أنشأ المدارس فكان اول مدير للمعارف، قوي الشخصية عطوف، لا تفارق الابتسامة شفتيه، لم يتقوقع خلف مكتبه بل كان حريصا أن يقوم بجولات تفتيشية للمدارس ليس هذا فحسب بل كان يدخل الصفوف ويسأل التلاميذ لمعرفة مدى استيعابهم للدروس فكان اذا تخلف احدهم عن الحضور ارسل في طلبه من يعيده الى مقاعد الدراسة بالقوة وهكذا تعلم الجميع وتخرج الكثير وتبوأ البعض المناصب العالية. هذا الرجل الذي سجنه الضابط السياسي الانجليزي في أبين ينج بتهمة اتصاله بقادة ثورة 23 يوليو المصرية والعمل على نشر الوعي السياسي واذكاء الروح الوطنية لدى الطلبة مما يسبب ازعاجا للسلطات البريطانية، هذا الرجل الذي اقعده مرض الشلل اللعين عام 1964م وهو يمثل وطنه في احد المؤتمرات بالقاهرة عندما كان وكيلا لوزارة الزراعة آنذاك، لم تهن عزيمته ولم يجد اليأس والقنوط الى نفسه سبيلاً تراه هاشا باشا كعادته يقابلك بابتسامته. استقر به المطاف في ليبيا في اكتوبر عام 1967م نتيجة للظروف السياسية التي سبقت الاستقلال في الشطر الجنوبي سابقاً، زاره المرحوم الاستاذ محمد علي هيثم رئيس الوزراء آنذاك وكان احد تلاميذه وعرض عليه وظيفة ملحق ثقافي بالسفارة، لبى نداء الوطن وقام بالمهمة خير قيام.

هذا الرجل كرمه فخامة الرئيس القائد علي عبدالله صالح رمز اليمن وصانع وحدته بعد وفاته بمنحه وسام نوفمبر وبما اننا حتى الآن لم نتسلمه ولا نعرف المميزات المترتبة على منحه فإننا نأمل من الاخوة المسئولين في أبين متابعة الامر مع الجهات المختصة في صنعاء لاستلامه وتسليمه لنا.

عشر سنوات مضت ولم نقرأ كلمة وفاء في ذكرى رحيله هل نساه ابناؤه أم تناسوه؟ حتى القرار الذي صدر بعد وفاته بإطلاق اسمه على شارع المدارس في زنجبار تم تجاهله وظل حبيس الادراج حتى يومنا هذا.

أليس من الواجب انصاف هذا الرجل الذي جعل التعليم اجباريا لإدراكه أهميته وضرورته في حياة الشعوب؟ ألم يكن استقطاع دقائق معدودة من وقت حصة او محاضرة تخصص لتعريف الناشئة بهذا الرجل واسهاماته في ارساء اسس التعليم في أبين او الاشارة اليه في المناسبات الثقافية كلما حلت ذكرى وفاته نوعاًَ من الوفاء ؟ وبالرغم من ان والدي أسدى خدمات جليلة للوطن لا احد يذكرها فإن من المخجل والمحزن ان يقوم البعض باغتصاب بعض أراضيه والتصرف فيها! ألم يعلم هؤلاء بالحديث الشريف انه من اخذ شبراً من الارض بغير حق طوقه الله بها في سابع أرضين. وفي الختام نتوجه بالشكر الجزيل الى صحيفة «الأيام» والقائمين عليها التي عودتنا دائماً على تذكر الرجال الذين كانت لهم اسهامات وطنية ومنهم الوالد رحمه الله فلهم منا التقدير والاحترام.رحمك الله يا أبا أحمد رحمة واسعة.

فوزية عبدالله أحمد الفضلي/ الشارقة دولة الامارات العربية المتحدة

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى