يوم من الأيــام .. الصيام وصحتنا الجسدية والنفسية

> د. معن عبدالباري قاسم:

> صادف يوم العاشر من أكتوبر اليوم العالمي للصحة العقلية ولقد خصص الاتحاد العالمي للصحة العقلية WFMH ومقره واشنطن حملة هذا العام 2006م للعلاقة بين الصحة العقلية والاضطرابات الايضية (التمثيل الغذائي) وركزت تحديدا على امراض مثل السكري، امراض القلب، الكلى.. الخ ولتزامن حملة هذا اليوم مع الشهر الفضيل ، شهر الصوم- ما نعتبره أكثر البرامج ملاءمة لحمية صحية- فإننا سنحاول بقدر من الإيجاز هنا تسليط الضوء على العلاقة بين صحة العقل والبدن وأثر الصيام فيهما، قال تعالى {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون}.

الصوم تحد حقيقي للإرادة والسيطرة وضبط النفس للابتعاد عن الرغبات الحسية والتسامي بالروح عن كل الصغائر في الأمور ومساوئ السلوك ومن ثم تجلب للمؤمن الاستشعار بالسكينة للنفس وانشراح الصدر، لأنها تخرجه من ضيق كرب وشدائد الحياة اليومية المعتادة وتمده بسعة نفسه وهدوء أعصابه فيقبل على الحياة بروح فياضة لحب الخير والقول الحسن وهو يخلق الألفة والتعاون بين الناس لما فيه زيادة أعمال البر والإحسان.

إن المدلول الكبير لفعل الصيام على الجسم لوثيق الصلة بين الصحة الجسدية والعقلية حيث يكون شهر رمضان الكريم فرصة لامتحان القدرة على صنع التوازن الحيوي، امتحان لتلك العلاقة في صحة النفس والبدن.

فقد أثبت العديد من الدراسات العلمية الحديثة عن تأثير الغذاء ونظام التغذية ليس فقط على صحتنا الجسدية (كتفادي أكل مواد غذائية دهنية حيوانية المنشأ لتخفيف الكلسترول في الدم لخطورة تأثيرها على الشرايين والقلب) وكذلك الحمية للمساعدة في إحراق السعرات الحرارية والتخلص من الوزن الزائد المضر بالجسم وإنما ايضا يمتد ذلك التأثير إلى صحتنا النفسية حيث يتفاعل الدماغ والجهاز العصبي بشكل وثيق الصلة مع تلك التغيرات سواء في الغذاء أو نظامه ليظهر في شكل ردود أفعال سلوكية وانفعالية ملحوظة (يكون واضح المعالم عند مرضى السكري من زيادة نوبات الانفعال والنرفزة وضيق الصدر وكثرة الانتقادات.. الخ) كذلك عند مرضى القلب فقد وجد أن لإفراز هرمون يسمى الكورتيزول علاقة بحدوث التوتر أو الكرب الذي يصيب الإنسان وبسببه تحدث تأثيرات وتغيرات تسبب الخلل في النشاط لبعض وظائف الغدد والموصلات العصبية تكون وراء زيادة نسبة الكلسترول في الدم مما يسبب تضيقاً بالشرايين واضطراب وظائف القلب.

ولهذا فإن شهر رمضان هو فرصة لتحقيق هذه المراجعة والموازنة البيولوجية للجسد التي وبصورة آلية تمتد فوائدها من خلال حالة الاسترخاء الروحية التي يتزود بها الصائم إلى تحقيق التوازن والتكيف في صحتنا النفسية مع بيئتنا المحيطة.

رئيس الجمعية اليمنية للصحة النفسية

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى