مع الأيــام .. كم أنت عظيمة يا عدن!

> نجيب محمد يابلي:

>
نجيب محمد يابلي
نجيب محمد يابلي
في ليلة رمضانية مباركة استضافني الأستاذ وهبي عقبة في منزله لنتجاذب أطراف الحديث الشائق عن مشوار حياته في سياق اهتماماتي بحلقات «رجال في ذاكرة التاريخ» التي تنشرها «الأيام» كل يوم أحد.

قال لي الأستاذ وهبي: من يتخيل أن هذه المدينة الصغيرة كانت حافلة بمطابع عدد كبير من الصحف منها «فتاة الجزيرة» و«الأخبار» و«اليقظة» و«الأيام» و«الكفاح» و«الشعب» و«الزمان» و«المستقبل» و«الفكر» و«الحقيقة» والقائمة طويلة. كنت أهرب من هدير المطابع إلى مدينة التواهي الجميلة لأقضي سويعات أمام حركة البواخر في حلها وترحالها وحركة صعود الركاب ونزولهم منها إلى المدينة التي كانت لا تنام.. والحديث طويل.

صاحب الحديث رجل مبدع حصر اهتمامه في الليل والبحر وأنوار البواخر المتناثرة التي حولت الليل إلى نهار ومياه البحر العاكسة للأنوار وازدحام رصيف السياح (رصيف أمير ويلز) وهنا الحديث عن الميناء العطر الذكر، الذي شمل خيره قطاع التجارة والخدمات المالية والملاحية وغيرها، فوقفت عند تلك النقطة وذكرت التجارة والتجار.

ذكرت التجار من آل بازرعة وباشنفر وباعبيد وباحميش وبامطرف وذيبان والشقاع والمقطري وذكرت الحاج هائل سعيد أنعم، الذي بدأ ملحمته الكفاحية في عدن عام 1938 ونزول ابن أخيه الشيخ علي محمد سعيد من القرية للوقوف إلى جانب عمه. ذكرت الحاج أحمد هائل سعيد، الذي كان رئيس لجنة مساعدة الطالب الفقير بموجب قرار أصدره سعيد حسن صحبي، وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة عبدالقوي مكاوي، رئيس وزراء ولاية عدن عام 1965م.

أعادني أرشيف عدن إلى ثلاثينات القرن الماضي عندما بدأ المرحوم عبده ثابت نشاطه التجاري في خدمة السفن وحمل الراية من بعده نجله الأكبر عبدالواحد الذي قاد سفينة أخوان ثابت وأفادني أرشيف عدن أن السيد عقيل عمر شهاب من مواليد مدينة التواهي عام 1947م وتلقى تعليمه في مدارس عدن وتخرج في إحدى الجامعات البريطانية وعمل مع والده الطيب الذكر السيد عمر عبدالعزيز شهاب، رجل الأعمال المعروف.

شق السيد عقيل طريقه في قطاع الأعمال وأصبح أحد أرقامه.

كما يفيدنا أرشيف عدن أن محمد مبارك عذبان ومحمد أحمد جمعان طرقا باب العمل التجاري وأسساً مؤسستيهما التجاريتين الكبيرتين في رحلة الألف ميل وكانت عدن هي الميل الأول.

أمتعنا أرشيف عدن بأن فاتحة مشوار أحمد سالم شماخ الكفاحي كان مسرحها عدن واتجه بعد ذلك إلى الحديدة، حيث التحق بأخويه الفاضلين أبوبكر ومحفوظ سالم شماخ للعمل في مجال التجارة. ويشير أرشيف عدن إلى مشوار الكفاحي لآل درهم بالقول بأن رجلهم الأول علي درهم كانت عدن هي مفتاحه إلى النجاح والتوسع في أعمال شركتهم التجارية.

هذا توفيق الخامري يرد ذكره في أرشيف عدن، الذي أفاد بأنه توسع في أعماله التجارية فيها قبل أن ينتقل إلى صنعاء. وذاك الرجل الصابر أمين أحمد قاسم، رئيس مجلس إدارة الشركة اليمنية للتجارة والإنشاءات المحدودة بدأ تكوين ذاته في عدن ولا يزال يذكر فضلها. ولا ننسى زغلول بازرعة، صاحب وكالة بازرعة للسفريات والسياحة الذي يفيد أرشيف عدن بأنه من مواليدها ورضع من ثديها. ويفيد الأرشيف أن الحاج علي محمد سعيد الغنامي، رجل الأعمال المعروف ومن بيت الغنامي التجاري تلقى مراحل دراسته في عدن وفيها نشأت وترعرعت تجارتهم. من أوراق أرشيف عدن، هناك ورقة رجل دور السينما، رجل الأعمال المعروف طه محمد حمود (طه مستر حمود) وابنه محمد طه حمود، المرتبط بالأعمال المحاسبية هو من مواليد عدن، عام 1951م، وهي مرحلة تزامن وامتداد لانتعاش أعمال رجل الأعمال البارز الحاج محمد عثمان ثابت، طيب الله ثراه. لا يتسع المجال للإفاضة وما أريد قوله أن بعضاً من رجال الأعمال بدلوا مواطن ميلادهم، بديلاً عن عدن، هذه المدينة العظيمة التي أرضعتهم حليباً لا يقل في جودته عن در أمهاتهم، فلا نامت عين للجاحدين!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى