أمريكا تراجعت عن دفع الديمقراطية في العالم الإسلامي

> واشنطن «الأيام» ديفيد مورجان:

> تراجعت الولايات المتحدة في هدوء عن ضغوطها التي لفتت الانتباه من أجل الديمقراطية في العالم الإسلامي منذ أن باغت فوز حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الانتخابات إدارة بوش وجاء بجماعة عنيفة ومتشددة للسلطة.

ورغم استمرار تركيز الرئيس الأمريكي جورج بوش على التحول الديمقراطي في العلن يقول محللون إن صانعي السياسة الأمريكية رأوا أن فوز حماس في الانتخابات التشريعية الفلسطينية جانب لاتجاه من الممكن أن يكون خطيرا وذلك في أعقاب المكاسب التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين في مصر وحزب الله في لبنان من الديمقراطية.

وفي كل حالة ينظر إلى الانتخابات على أنها تعزز وضع خصوم إسرائيل حليفة الولايات المتحدة وتعمل في صالح جماعتي حماس وحزب الله اللتين تعتبرهما واشنطن منظمتين إرهابيتين.

وتجربة العراق التي صورها المسؤولون الأمريكيون من قبل كمحفز للتغيير الديمقراطي في الدول العربية تبين انها رمز مزعج للاقتتال الطائفي.

وقال مايكل روبين الباحث المقيم في مركز ابحاث امريكي "بصراحة الإدارة تراجعت حتى عن الضغط السلبي من أجل الديمقراطية." وتلتزم واشنطن الصمت الآن وبدرجة كبيرة ازاء الإجراءات التي تتخذها أنظمة حكم في الشرق الأوسط لقمع المعارضة.ووزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس التي ألقت خطابا مشبوبا بالعواطف عن الديمقراطية في القاهرة في العام الماضي لم تنتقد أساليب مصر القمعية خلال زيارتها التي جرت مؤخرا.

وقال روبين "بدأ كثير من الأنظمة يرصد ضوءا أخضر للعودة إلى الماضي ويقوض ذلك أي نوع من المصداقية تتمتع به الولايات المتحدة ليس الآن فقط وإنما في المستقبل أيضا في أي دعوات للإصلاح." ويحذر محللو السياسة من أن تآكل مصداقية الولايات المتحدة في دعم الديمقراطية سيضر بالجهود الأمريكية لاستخدام الإصلاح كسلاح ضد التشدد الإسلامي المتنامي ودعاية تنظيم القاعدة.

ويقولون إن الولايات المتحدة تواجه صراعا بين الأجيال في العالم الإسلامي حيث تزيد الممارسات القمعية والفاسدة للحكومات المتحالفة مع واشنطن الشكوك الدفينة في الدوافع الأمريكية.

وجاء في تقرير للمخابرات الأمريكية عن اتجاهات الإرهاب العالمي رفعت عنه السرية مؤخرا "إن قيام نظم سياسية تتمتع بقدر أكبر من التعددية وأكثر تجاوبا في الدول الإسلامية سيخفف بعضا من المظالم التي يستغلها الجهاديون." وزاد استخدام بوش لقضية الديمقراطية في خطبه من مشكلة غياب المصداقية التي تعاني منها الولايات المتحدة تعقيدا.

وصور بوش الولايات المتحدة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كصديقة للحرية لكنه استشهد بنظم استبدادية من بينها السعودية كنظام إصلاحي.

وقال توماس كاروثرز رئيس مشروع الديمقراطية وحكم القانون في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي "الناس في المنطقة تعرف الحكومة السعودية.. إنهم ليسوا سذج." وأضاف "إن ادراك النفاق مرتفع للغاية." وأشارت ايلين ليبسون النائبة السابقة لرئيس مجلس المخابرات القومي وهو مركز أبحاث حكومي بارز إلى أن البيت الأبيض ربما يتبنى الآن نهجا أكثر براجماتية وأطول أمدا للإصلاح.

وقالت ليبسون التي تترأس الآن معهد هنري ال. ستيمسون للسياسة العامة "إنه (الإصلاح) شيء لن يستطيعوا أن يقولوا إنهم انجزوه في عهدهم أو أنهم حتى يعرفون إن كانوا سيشهدون تطبيقه." وتدعم إدارة بوش الديمقراطية من خلال برامج مثل مبادرة الشراكة مع الشرق الأوسط التي خصصت 300 مليون دولار تقريبا على مدى اربع سنوات للإصلاح والتعليم والتنمية الاقتصادية.

لكن روبين ومسؤولين سابقين في المخابرات يرون أن مسؤولي الحكومة الأمريكية بمن في ذلك الدبلوماسيين لم يتبنوا قط التحول الديمقراطي بشكل كامل ويرجع ذلك جزئيا إلى فشل مجلس الأمن القومي الأمريكي في تأكيده كأولوية.

وأصبحت الجماعات المؤيدة للديقراطية في العالم العربي متشائمة على نحو متزايد ازاء فرص تحقيق إصلاح ذي معنى.

وقال ليبراليون سعوديون هذا العام إنهم تخلوا عن الأمل في أن تضغط الولايات المتحدة على الحكومة ولو سرا لإصلاح نظام الحكم الملكي .وحتى في أفغانستان التي تباهي بها واشنطن باعتبارها قصة نجاح ديمقراطي يشير المراقبون إلى أوجه للقصور في الانتخابات البرلمانية ومجالس الأقاليم في العام الماضي.

وقالت جوانا ناثان وهي محللة لدى المجموعة الدولية لادارة الأزمات مقيمة في كابول "نحن قلقون بشكل خاص لأنه ليس هناك على ما يبدو جهود متواصلة لبناء أحزاب سياسية... وكذلك لأنه لا يوجد حديث حول انتخابات لمجالس المناطق والمجالس البلدية التي يفترض أن تجرى بموجب الدستور." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى