المحـطة الأخـيـرة .. تلفزيون المكلا .. متى بايزمرسعيد

> علي سالم اليزيدي:

>
علي سالم اليزيدي
علي سالم اليزيدي
أقبل العيد واليوم السعيد، ومتى يا إخوتي با يزمر سعيد، والحكاية أن بدوياً أراد لابنه مزماراً ينفخ فيه ويلهو به، وحتى يرضى ابنه في البادية، طلب من السائق الذي يذهب إلى المدينة جلب مزمار لسعيد البدوي الابن، ووعد السائق بجلب المزمار، ومرت أيام وأسابيع والسيارة تذهب وتعود من البندر كل يوم ولكن من دون المزمار حق سعيد، وكلما سال والد سعيد السائق أين مزمار سعيد أجابه بكرة ولا يهمك هذه المرة ما باننسى المزمار يابو الوليد!

ومرت أشهر وسنة وضاق حال والد سعيد، وأخرج بعصبية النقود من جيبه أو كما يقول البدو (من ثبانه) وسلمها السائق وقال له بعصبية وصوت مرفوع: خذ الفلوس إذا أنت خائف وهات المزمار حق سعيد، ورد عليه السائق رجب وهو يضحك: خلاص يابو سعيد كان هذا من الأول والآن اعتبر سعيد زمر، أي أنه طالما جاءت( البيس) فالمزمار واصل واصل من كل بد!

تلفزيون المكلا ومرة تلفزيون حضرموت، أيش من سائق بايجيبه لنا، الوعود تكاثرت والضرورة تحتم أن يظهر هذا التلفزيون! وقبل أيام قال دولة رئيس الوزراء الأستاذ عبدالقادر باجمال في مقابلة سياسية مع صحيفة «الأيام» الغراء: لا مانع من إنشاء محطات تلفزيونية وإذاعية مستقلة ، وبعنوان كبير ، وهذا يفتح الأبواب نحو الإجابة عن أسئلة للناس وبعض المؤسسات والمهتمين، لم تعد مسألة إطلاق محطة تلفزيون صعبة، نحن نتلقى مئات القنوات والمئات في الهواء الطلق! بل إن بعض بلدان، صغيرة أو كبيرة أو أقاليم أو أقليات وطوائف ومحافظات لها محطات ومنها نطلع على ثقافة هؤلاء الناس وحياتهم ، بل ونخلق علاقة معهم كنا نجهلها يوماً ما.

ومع أننا كتبنا وضغطنا حول موضوع تلفزيون المكلا وظهوره وكذا إنشاء محطات في عدن وبعض المناطق مستقلة إلا أن الأمر يتأجل ويتعرقل ويندحر إلى الخلف! كيف نحن الآن نفكر في إنشاء محطة نووية للأغراض السلمية، والحكومة الالكترونية وقضايا عصرية كبيرة مثل محطات تصدير الغاز والطاقة وغيرها ونعجز عن (الشخط) بفتح محطة هنا في المكلا، مع أن المعلومات أصبحت مفتوحة وطالما أننا نحكي عن قضايا ضخمة في موضوع البلاد بكاملها، ما الذي يمنع أن نرى أغانينا وتراثنا ومبارياتنا المحلية ومسابقات الأطفال والحفلات والمباني والشوارع والآثار والجبال في هينين أو تريم أو الشحر ونرى مذيعين ومواهب ونتاجاً جديداً، ونشاهد شارع الزعفران والسيلة ومساجد عدن ومنتديات تتحدث وفنانين لا نراهم ولا نسمع عنهم إلا فيما ندر!

هل والد سعيد لم يدفع الفلوس بعد لا ندري! لكننا نتحدث في المكلا عن أننا لا نشاهد تلفزيون عدن منذ 1994م نهائياً ،ولم تنشأ لنا محطة ولم يتجرأ أحد ويفتحها لنا ! فيما نشاهد هونولولو وعشتار ومحطة حليب الأبقار! أليس هذا من عجائب الزمن؟! ويا تلفزيون المكلا متى با تزمر، ويا عدن متى باتجين! والله المستعان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى