> كينيا «الأيام» ماري لويز جوموتشيان :
لاجئون صوماليون في كينيا
وبعد أن قرروا الرحيل خاض علي وأصدقاؤه رحلة شاقة لأكثر من أسبوع من ميناء كيسمايو بجنوب البلاد ليصلوا الى بلدة ليبوي الحدودية في شمال شرق كينيا المجاورة.
وأضاف "طلبوا منا حمل السلاح في صفوفهم وأن نكون جزءا من قواتهم... لكن كل ما نريده هو السلام والأمن."
وقضى علي ليلتين في مخيم مؤقت في ليبوي التي تدفق عليها آلاف الصوماليين الفارين خوفا من القتال في الأسبوع الماضي.
وبعد أن تركوا دولة غرقت في حالة من الفوضى منذ عام 1991 يأملون في أن يبدأوا بداية جديدة في مخيمات داداب للاجئين على بعد نحو 100 كليومتر.
وتتدفق شاحنات محملة بالأسر التي اصطحبت معها أعز ممتلكاتها يوميا ليتم تفتيشها,اما من لا يملكون ثمن الرحلة الى كينيا فعليهم تحمل الجوع والعطش والتعب في رحلاتهم الشاقة.
ومتى يصلون الى ليبوي ينامون تحت خيام او اشجار في انتظار أن تنقلهم مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الى داداب حيث يعيش نحو 162 الف لاجيء في أكواخ مهلهلة على أرض رملية قاحلة.
ويقول محمد قاريي حاجر النحيل الذي بدا عليه الإرهاق بعد فراره من بلدة افجويي قرب العاصمة مقديشو التي يسيطر عليها الإسلاميون إن عليه الاعتماد على الآخرين في ليبوي لتوفير طعام لابنائه الستة فيما ينتظر للذهاب الى داداب.
وقال الراعي البالغ من العمر 56 عاما الذي فقد جميع ماشيته بسبب الجفاف "كان علي اقتراض القليل من العصيدة من بعض الأشخاص الطيبين."وأضاف "كانت كلها للابناء لا شيء للأبوين."وأحضرت مجموعة من الشبان من السكان المحليين ماء وارزا للاجئين.
وقال علي كلاي الذي يسكن في ليبوي فيما كان أصدقاؤه يفرغون حمولة من السلع "هؤلاء الناس يائسون."
وسعى نحو 35 الف صومالي للجوء الى كينيا منذ بداية هذا العام ويقول عمال إغاثة إن استمرار توافدهم هربا من الجفاف وحكم الإسلاميين الصارم والخوف من الحرب قد يغمر مخيمات اللاجئين بما يفوق طاقتها.
وارتفعت أعداد اللاجئين بشدة في الأسابيع القليلة الماضية وسط تقارير عن مزيد من التقدم للإسلاميين الذين استولوا على مقديشو في يونيو حزيران ثم انتقوا الى المناطق الساحلية فضلا عن هجمات مضادة من قبل الحكومة وقادة الفصائل الذين تمت الإطاحة بهم.
وتزامن تدفق اللاجئين مع مكاسب للإسلاميين على الأرض أبرزها السيطرة على كيسمايو الشهر الماضي.
وقال جيف ووردلي مسؤول الطواري الكبير الذي يتولى الإشراف على مخيمات داداب "انتقلنا من 200 شحص يوم بعد يوم الى 500 شخص يوميا ثم 800 الى أن أصبح العدد الحالي الفا يوميا,ويقول حاجر إنه سئم العنف في الصومال.
وأضاف "على مدار السنوات الخمسة عشرة الماضية كل ما سمعته كان دوي إطلاق نيران... لم أستطع تحمل صوتها اكثر من هذا."
وقال حاجر الذي يتكيء على عصا لتساعده في المشي إن خوفه الاكبر هو نشوب حرب بين الإسلاميين واثيوبيا التي يقول شهود إنها أرسلت قوات لدعم الحكومة التي يساندها الغرب وهي المحاولة الرابعة عشرة لإقامة حكم مركزي منذ عام 1991.
وأعلن الإسلاميون الجهاد ضد اثيوبيا. وتقول اديس ابابا إن الحركة يقودها إرهابيون.
وقالت كاملة محمد حسن (55 عاما) إنها تنتظر الحصول على مكان في شاحنة متجهة الى داداب منذ يومين. وبمجرد أن ترى عمال إغاثة يصلون الى ليبوي فضلا عن مئات النساء والرجال والأطفال تهرع الى السيارات لترى ما اذا كان باستطاعتها أن تغادر,لكن آمالها تبددت فلن تأتي شاحنة لهم اليوم.
وقالت كاملة وهي أم لثلاثة ابناء "أريد الانضمام للاجئين الآخرين. أريد الذهاب الى أي مكان الا العودة للصومال." رويترز