كـركـر جـمـل

> عبده حسين أحمد:

>
عبده حسين أحمد
عبده حسين أحمد
في بلادنا صحف كثيرة.. صحف تمدح الحاكم ورجال السلطة.. وصحف تنتقد وتهاجم.. وصحف تدعو لك.. وصحف تدعو عليك.. وصحف تجعلك تكره الصحافة والذين يشتغلون بالصحافة.. والصحافة في العالم أشكال وألوان وأحجام.. وكل صحيفة تنشر لك آخر الأخبار في العالم.. وفي كل صحيفة المئات من المحررين والمصورين والكتاب.. ولها الكثير من المراسلين الذين يرصدون الأخبار وينقلونها بأسرع وقت ممكن من كل أنحاء العالم.

< وبعض الصحفيين أصبحوا اليوم يشتغلون في القنوات الفضائية التي انتشرت في العالم.. وهم يتقاضون مرتبات أكثر من الصحافة بمئات المرات.. والسبب أن عمل المراسل في أية قناة فضائية يختلف عن عمل الصحفي القابع داخل مبنى الصحيفة.. مراسل الفضائيات عمله ميداني وهو محفوف بالمخاطر. وعرضة للضرب بالأيدي والأرجل.. وخطف الكاميرا من يده.. وسحبه إلى أقرب مركز شرطة.. وفي أكثر الأحيان يكون مصيره القتل.. أو إصابته بعاهة تقعده عن الحركة.. وتفسد عليه بهجة الحياة.. ومن أشهر المراسلين في العالم هي المراسلة الأمريكية من أصل إيراني (كريستين أماندبور) مراسلة القناة الفضائية الأمريكيةC.N.N التي غطت أخبار الحرب في البوسنة والهرسك.. وحرب الخليج الأولى التي قادتها أمريكا ضد قوات صدام حسين.. ثم حرب الخليج الثانية واحتلال أمريكا للعراق.

< ومن المفارقات العجيبة أن هذه المراسلة الحاذقة الذكية (كريستين أماندبور) التي كانت تنقل الأخبار أولاً بأول من وسط ميادين القتال.. والرصاص والقذائف والصواريخ تتساقط أمامها وحولها.. تتقاضى شهرياً حوالي مليون دولار وأكثر قليلاً.. بينما يتقاضى مدرب كرة قدم مثل مدرب فريق (تشيلسي) في بريطانيا نحو عشرين مليون دولار سنوياً.. أي ما يعادل مليوني دولار إلا قليلاً شهرياً.. مع الفارق في عمل الاثنين.. الأولى تتحرك في ميدان القتال والموت يلاحقها من خلفها ومن بين يديها وهي تتحدث في الميكرفون.. والثاني يرسم خطط اللعب ثم يتحرك مع اللاعبين في ميدان الكرة طولاً وعرضاً.. وينفخ في صفارته.. ويشخط في وجوه اللاعبين.

< والصحافة في العالم الحر - أوروبا وأمريكا - حرة بدون قيود.. ولا توجد صحافة في أي بلد عربي تفعل ما تفعله الصحافة في أوروبا وأمريكا.. في نشر فضائح الحكام والوزراء ورجال الدولة وعصابات تهريب المخدرات وغيرهم.. ولا بد أن نتذكر كيف فضح اثنان من الصحفيين في أمريكا قضية (واترجيت).. وهي أن حزب الرئيس الأمريكي الأسبق (نيكسون) استخدم نفوذه في التنصت على الحزب المنافس أثناء المعركة الانتخابية.. واعترف (نيكسون) بهذا الخطأ وسقط.. وقدم استقالته من رئاسة أكبر دولة في العالم.

< وفضيحة أخرى في بريطانيا.. كشفتها الصحافة البريطانية.. وهي أن بعض الوزراء اشترك في علاقات جنسية فيها خطورة على مركز الحكومة والأسرار التي لدى الوزراء.. ومن أشهر هذه الفضائح فضيحة وزير الدفاع البريطاني الأسبق (بروفومو) وعشيقته (كريستين كيلر) .. واهتزت بريطانيا بسبب هذه الفضيحة.. لأنها كانت - ربما - تؤدي إلى زعزعة حزب المحافظين وحكومة المحافظين حينذاك.. وليس سبب ذلك الجنس أو الفضيحة الجنسية.. ولكن بسبب الأسرار التي يكون الوزير قد أفشـاها إلى عشيقته في ساعات (ضعفه).

< هوان الصحافة في أي بلد دليل على هوان الشعب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى