الأسعار في التوجهات الجديدة

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
بعد ليلة من كلمة رئيس الجمهورية في حفل الإفطار الأخير في صنعاء، ذاك الذي أعلن فيه فخامته مفاجآت من حجم ثقيل كانتخاب المحافظين ومدراء المديريات وتدوير الوظيفة العامة، وبينما كنت أتجاذب أطراف الحديث مع سائق تاكسي في طريقي إلى مقر اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين إذا بذاك السائق لا يبدي اهتماماً أكبر بتلك المفاجأة كما بدا ذلك واضحاً في حديثي معه، وركز بنبرة صادقة على قضية الأسعار التي قصمت ظهور المواطنين بارتفاعها غير المبرر وبخاصة في هذا الشهر الفضيل، وجعل (السائق) من هذه القضية مؤشراً على مصداقية التغيير المرتقب بعد الانتخابات الأخيرة وتجديد الثقة بفخامة الأخ الرئيس بالأغلبية المطلقة من أصوات الناخبين.

وكل ما قاله ذلك السائق/ المواطن هو عين الحقيقة لأن الأسعار ترتبط مباشرة بحياة ومعيشة المواطن، وهي قضية مقلقة للسواد الأعظم من أبناء شعبنا بسبب الجشع الذي لا يحده حدود من قبل تجار لا يخافون الله وقد عماهم الطمع ومتاع الدنيا الرخيص عن الالتفات إلى وضع المواطنين البؤساء الذي يكتوون بنار أسعارهم التي ترتفع بمتوالية هندسية، ويهددون أسرا بكاملها بالانهيار بعد أن اختلت الموازنة بين دخلهم المحدود ومتطلبات معيشتهم كما يفرضها هؤلاء التجار.

وكانت مفاجأة المواطنين حين استمعوا إلى كلمة فخامة الأخ الرئيس في المدعوين لحفل الإفطار في محافظة عدن يوم أمس الإثنين تحمل إجابات لتساؤلات المواطنين وخشيتهم من الغد الذي يحدد مساره بشكل كارثي التجار الذين يتلاعبون بالأسعار لجني أرباح طائلة غير مشروعة على حساب العناء والشقاء الذي يضرب أطنابه في كل بيت يمني ، وحمّل فخامته مسئولية ما يحدث للجهات المختصة وبالتحديد وزارة التجارة والصناعة والغرفة التجارية وذوي الاختصاص في السلطات المحلية بالمحافظات.

وهذا توجيه صريح لا يقبل التأويل لجميع الجهات ذات العلاقة للعمل بجدية على ضبط الأسعار ووضعها في السياق القانوني المعقول، وتقديم المتلاعبين إلى جهات الضبط القضائي دون مواربة، واعتبار أن التستر والتهاون في هذه القضية الخطيرة من هذه الجهات هو مشاركة في هذا الجرم الذي يعاقب عليه القانون، واعتبار أن المتسببين في ذلك هم شركاء في جريمة أعظم، من معالمها اختلال نسق الحياة والعلاقات الاجتماعية وانهيار السكينة العامة ودفع المواطنين إلى الخروج مجبرين إلى الشوارع في مظاهرات جوع لا سمح الله.

إن المرء ليستغرب من بعض المسئولين وبالتحديد في الوزارة المعنية وأجهزة الرقابة والمحاسبة والمجالس المحلية التي انتخبها الشعب بمحض إرادته إزاء ما يحدث وكأنهم شهداء على الجرم إن لم نقل شركاء فيه. أما الآن وقد استمع كل من به صمم من المسئولين إلى خطاب الأخ الرئيس وتوجيهاته الصريحة والواضحة في هذه القضية، فإن أعين وأفئدة وعقول المواطنين سوف تنتظر من هؤلاء وهؤلاء الاتعاظ مما ورده في خطاب فخامته، والانتقال من مرحلة السكوت والتغاضي وما كان أعظم إلى مرحلة ترجمة توجيهات فخامته إلى خطوات عملية واضحة تعيد الثقة للمواطن بالتوجهات العظيمة التي يرعاها ويتخذها الأخ الرئيس مباشرة منذ ما بعد الانتخابات رغم قرب الفترة الزمنية، والارتقاء بمسئولياتهم الوطنية إلى روح ومضامين التوجه السياسي الجديد، وأن ينحازوا إلى الجماهير بكل ما يتيحه لهم القانون بدلاً من أن يصبحوا وبالاً إضافياً على كاهل المواطن الذي تثقله أعباء وأعباء.

انتظروا فإنا معكم منتظرون.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى