عن الكتابة والكتّاب

> «الأيام» زكريا محمد محسن/الحود - الضالع

> إذا أراد أحد أن يكتب فعليه - كما جاء في كتاب الصناعتين - أن يخطر معانيه بباله وينتقي له كرائم اللفظ ومن أراد معنى كريما فليلتمس له لفظا كريما فإن من حق المعنى الشريف اللفظ الشريف.

ومن أفضل الأوقات إذا قصد الإنسان تأليف شيء أو حتى حفظه -حسب ما جاء في كتاب زهر الآداب- وقت السحر وذلك أن النفس تكون قد أخذت حظها من الراحة وقسطها من النوم وخف عليها ثقل الغداء، أما فيما يخص الكتاب، ققد قرأت ذات مرة في مجلة «المثقف العربي» أن كثيرا من مشاهير أدبنا العربي الحديث كان لهم طقوسهم الخاصة في الكتابة، فهناك من لا يستطيع أن يزهر ويثمر إلا في سريره وبملاس النوم وهناك- والكلام ما يزال للمجل ة- من لا يقدر على إمساك القلم إلا وهو في ابهى صورة جالسا إلى مكتبه ومضيئا مصباح المكتب (الأباجورة) حتى لو كانت تسطع فوق رأسه شمس النهار.. فمثلا عرف عن علي أحمد باكثير الروائي والمسرحي اليمني أنه كان لا يكتب حرفا إلا في مقهى شعبي في حي السيدة زينب بمصر، ويطلب من صاحب المقهى تشغيل الراديو وبصوت عال ووسط هذا الضجيج كان يبدع.

أما عباس العقاد فكتب ثلاثة أرباع مقالاته من فوق السرير ولم يكن يكتب إلا بقلم رصاص ولا يتركه إلا إذا صار كعقب السيجارة.

والغريب أن إحسان عبدالقدوس كان لا يكتب إلا بعد أن يدخل مكتبه وهو في كامل تأنقه، فكان يرتدي ملابسه وكأنه ذاهب إلى لقاء أغلى من عنده!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى