نصائح نبوية (16)

> «الأيام» علي بن عبدالله الضنبري:

> نظافة البيئة والعناية بتنظيمها من المسائل الحضارية التي اعتنى بها النبي المعلم صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك نجده دائماً ما يحث أصحابه وأتباعه على اتباع قيم حضارية تقوم على الاعتناء بالنظافة والنظام، ولأهمية هذا العمل يبشر من فعله بدخول الجنة، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هرير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤدي المسلمين» وفي رواية له «مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق فقال: والله لأنحينّ هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة».

في هذين الحديثين نصيحة نبوية ذات مدلول بيئي عظيم يؤكد مسألة العناية بنظافة الشوارع والمتنزهات والمتنتفسات ويدعو إلى المحافظة على نظافتها من خلال عدم رمي المخلفات أو وضع العوائق أو إهمال القمامات في الأماكن العامة أو إقامة الأبنية العشوائية.

والبشارة بالجنة مقابل عمل سهل بسيط صغير - مثل إزالة شجرة مقطوعة أو غصن يابس - تدل على عظمة هذا العمل عند الله ، وعلى رجاجته في ميزان الحسنات نظراً لما سوف يترتب عليه من فوائد ومنافع.

ولقد أدرك أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أهمية تكوين القدوة في تكريس بعض الأعمال.

فقد روى البخاري في الأدب المفرد عن المستنير بن الأخضر بن معاوية بن قرة عن أبيه عن جده قال: «كنا مع الصحابي معقل بن يسار في بعض الطرقات، فمررنا بأذى فأماطه عن الطريق فرأيت مثله فنحيته، فأخذ بيدي وقال:يا ابن أخي ما حملك على ما صنعت؟ قلت: ياعم رأيتك صنعت شيئاً فصنعت مثله فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: من أماط أذى من طريق المسلمين كتبت له حسنة، ومن تُقبّلت منه حسنة دخل الجنة».

إن أجر إزالة الأذى وإماطة الضرر عن طريق الناس عظيم جزيل، إنه الجنة، وإن للقدوة أثراً طيباً في ممارسة الأعمال، فلو أن المدرسين والمدرسات والموجهين التربويين اهتموا بغرس مثل هذه القيم في نفوس التلاميذ لما رأينا مدارس متسخة، ولا شوارع قذرة، ولا بيوتاً عشوائية، ولا قمامات متراكمة، ولا مخلفات ضارة في واقعنا.

إنا نفتقر إلى المدرس أو المدرسة القدوة التي يمكن لطلابنا أن يفتدوا بعمله الصالح، وأن يهتدوا بأسلوبه الجيد في التعامل مع الأخطاء البيئية من خلال رمي الأوساخ في أماكنها المخصصة، وعدم إلقاء أغصان القات وأوراق المناديل وأعقاب السجائر، والقوارير الفارغة أمام طلابنا بشكل مقزز منفر، وبشكل بعيد عن المنهج النبوي السديد الرشيد.

اللهم أصلحنا وأصلح بنا واهدنا واهد بنا واجعلنا هداة مهتدين.. أمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

مدرس بكلية التربية-جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى