نظرية سباق الحمير عند برنارد شو

> محمد سالم قطن:

>
محمد سالم قطن
محمد سالم قطن
الكاتب الايرلندي الشهير (برنارد شو) اشتهر على مدى النصف الأول من القرن العشرين، بكتاباته ومواقفه الساخرة. فقد كان يسخر من الرأسمالية على الدوام، إذ أنه تعلق بحب العدالة الاجتماعية وهاجم استغلال الإنسان لأخيه الإنسان، وعندما سألوه مرة عن رأيه في الرأسمالية، أجاب: ما بين رأسي ولحيتي، غزارة في الإنتاج وسوء في التوزيع. فقد كان شو أصلع الرأس كث اللحية.

وفي حوار إذاعي أجري معه طرح شو نظرية عن رأيه في العلاقات الاقتصادية بين الطبقات الاجتماعية، أسماها نظرية سباق الحمير. وهي نظرية ساخرة إلا أنها صادقة في كثير من معالمها، خاصة في الفترة التي عاشها هذا الكاتب العالمي الكبير. يقول شو: إن كنت نقابياً مخلصاً فسوف تقول لي إنه لا يجوز أن يحاول المرء الارتفاع بمستوى حياته عن مستوى غيره من العمال، بل عليه أن يحرص على رفع مستوى الجميع. ولكن هذه أخلاقية لا يستطيع أفراد الطبقة الوسطى تقبلها. فهم تعلموا في مدارسهم وفي الجامعات أيضاً أن الحياة هي سباق من أجل التميز والظهور والويل لمن يتخلف.

يواصل برنارد شو: إن هؤلاء الحمقى ربما لا يعلمون أن ذلك السباق هو سباق حمير، فالإنسان الطيب البسيط هو الحمار وهو يحمل على ظهره المالك والرأسمالي، كما يحمل أيضاً الفارس الذي استأجره هذان. والفارس يمد الجزرة بعصا أمام عيني الحمار لكي يلهث مسرعاً ولا ينالها أبداً. وتركض الحمير ولا أحد منها يربح. الراكبون ينالون كل شيء المتعة والربح، والحمير تقوم بكل العمل.

هذه هي حالة تسعة أعشار حمير السباق، أما الحمار العاشر فهو إنسان عادي، ينال الامتيازات ويمثل وضعه نموذجاً يقنع التسعة الآخرين بأن في إمكانهم تحسين أوضاعهم. إنه يقفز بقائمتيه الأماميتين على ظهر الحمار الذي قبله، ويصل إلى خط النهاية بوصفه راكباً لا بوصفه حماراً. لكن الملاك والرأسماليين ليسوا فرساناً جيدين. فهم يحتاجون اتخاذ مساعدين لخدمتهم كالأطباء والخدم، ويحتاجون لمن يسليهم كالممثلين والمغنين. كما يحتاجون من يدفع عنهم التبعة الأخلاقية كالقساوسة ورجال الدين..!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى