غالي يا محبوب كلبي غالي!

> سعيد عولقي:

>
سعيد عولقي
سعيد عولقي
أقام الرئيس علي عبدالله صالح، مأدبة إفطار وعشاء مساء يوم الإثنين الماضي.. وألقى بالمناسبة كلمة ترحيب وتهنئة في الحاضرين الذين قدموا من محافظات أبين ولحج والضالع بالإضافة إلى من هم موجودون من محافظة عدن، رحب بهم وهنأهم بمناسبة خواتم شهر رمضان المبارك والعيد القادم على الأبواب وكذا أعياد الثورة اليمنية وقد ركز الأخ الرئيس في كلمته على ضرورة الوقوف بحزم أمام ظاهرة الغلاء المتفاقم التي تجتاح السوق اليمنية وبالذات أسواق المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية.. وأكد بحزم ضرورة وقوف الجهات ذات العلاقة لحل مشكلة ارتفاع الأسعار غير المبررة إلا بجشع التجار ونهمهم إلى تحقيق المزيد من الأرباح وجني ومضاعفة الفوائد التي يكسبونها على حساب قوت الناس واحتياجاتهم الضرورية.. ووجه فخامته بأن تجتمع الغرف التجارية والتجار خلال الأربع والعشرين ساعة القادمة لإيجاد المخارج والحلول لهذه الأزمة.

لقد ضرب الأخ الرئيس فعلاً على الوتر الحساس، وطرق الحديد وهو مازال ساخناً كما يقولون.. أي أنه لمس الوجع الذي يعاني منه غالبية الناس وهو وجع يشتد ألمه بمرور الأيام ويحتاج فعلاً إلى علاج سريع أو حتى عملية جراحية.. ونحن بدورنا كل المستهلكين الذين يكتوون بنار الغلاء ووطأته المتزايدة نأخذ طبعاً، أو نحمل كلمة الأخ الرئيس محمل الجد.. فهل يفعل الإخوة في الغرف التجارية والتجار مثلنا؟ إني أسأل هل فعلاً أخذت كلمة فخامة الأخ رئيس الجمهورية مأخذ الجد وسوف يتعاملون معها في سياقها بكل الجدية، وبالتالي سيتمخض عن تناولهم للأمر الوصول إلى حلول جدية ينفذون بها التوجيهات الرئاسية وبذلك يخرجون إلى الناس ويقولون إن الأسباب في الغلاء هي واحد واثنين وثلاثة وتوصلنا إلى معالجة نسبة عالية جداً من الأسباب وبالتالي فإن الأسعار ستعود إلى الانخفاض إلى المستوى الفلاني بالنسبة للمواد واحد واثنين وثلاثة وإلخ.. أو مثلاً إن الانخفاض يمكن أن يشمل كذا وكذا من المواد والسلع أما كذا وكذا وكذا من السلع فمش ممكن.. ليش مش ممكن يا حبيبي ليش مش ممكن؟ بعدين واحد من التجار بين أصحاب الغرف أو غيرهم يوضح لنا أيش هو الممكن وأيش هو اللي مش ممكن وليش؟ وبعدين ليش نروح بعيد.. كلام الأخ الرئيس واضح وصريح وما يحتاجش إلى لائحة تفسيرية خلال أربع وعشرين ساعة نشتي جواب .. تمام؟ أظن تمام؟

في بعض الناس من أصحاب اللوك في الكلام يتمسكون بنظرية أنه الشغل في التجارة ما يتحملش الخسارة ..طيبة هذي النظرية والله طيبة لكن ذا كلام بالي ونحنا فاهمين القصد منه من أول يوم ارتضينا العمل بآلية السوق وتحت قانون العرض والطلب.. بس يا جماعة حتى هذا زيه زي كل شيء بحاجة إلى ضبط وفي حدود لكل شيء لأنه مش كل الناس تقدر تتحمل كل شيء هكذا وكأنه ولا في أي شي؟! ومادام الشيء بالشيء يذكر فقد قالت الفنانة قوت القلوب زمان عشيني ولا تغني لي، ليش.. لأننا لما با أكون شبعانة با أقدر أسمع بحسي. كلام صحيح مش كده؟

وذلحين قريب.. ذلحين ذلحين بهذي الأيام مندري فين قريت.. ذلحين مالوش ذا الكلام حتى أسبوع واحد من الأساتذة الأفاضل كتب مذكراً إيانا بالمثل الصيني اللي يقول «بدلاً من أن تعطي للرجل الجائع وصلة صيد.. هب له شبكة يصطاد بها؟» شفتوا كيف الحكمة.. إذا طبقنا ذا الكلام في مجتمعنا بانحل مشاكل كثيرة.. صحيح أنه في ناس بايسبوا لك من شق ومن طرف لأنه الناس مستعجلين يشتوا يمرطوا فيسع.. ها مو يقول لك كيف عادنا أشل شبك وأنزل بحر وأفك الخيوط و.. لا لا لا أبه، الله لا عاد جعله لقمة .. هكذا الناس هنا بايسيب اللي بايعطيه الشبك وبايمسك اللي بايحصل عنده الصيد جاهز ومطبوخ.. ونحنا بالحقيقة ماخرجناش من موضوع الغلاء والأربع والعشرين ساعة في الغرفة التجارية بس يعني الواحد برضه حرام أنه يشوف شخص يربي كلبه ويصرف عليه في الشهر ما يعادل مصروف أسرة فقيرة .. وواحد كلب ثاني جيعان مايلاقيش اللقمة ولا اللي يربيه وليش تروح بعيد مش الكلب بس الإنسان برضه.. في ناس تتفرج على الأكل وهي جيعانة وما تقدرش تشتري وتأكل ولا حتى تربي كلاب!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى