مؤسسة الكهرباء نظرة موضوعية

> «الايام» سعيد عبدالولي:

>
تركيب احد الكبلات
تركيب احد الكبلات
الكهرباء شريان التنمية وتطوير هذا القطاع والاهتمام به مسؤولية الجميع بدون استثناء فما تقوم به مؤسسة الكهرباء في عدن من جهود جبارة وكبيرة سرعان ما يتنكر لها البعض ويصب جام غضبه على مؤسسة الكهرباء والعاملين فيها إذا ما حصل هناك حدث ما، وما يدور من جدل بين الناس اليوم أو على صفحات بعض الجرائد من تحليل أو استنتاج بعد الحرائق التي حصلت في عدن سواء أكان سببها الكهرباء أو أمور أخرى وكثرت الأقاويل والتحليلات هنا وهناك فمن يقول إن الحريق حصل بسبب تماس كهربائي ومنهم من يقول بسبب الألعاب النارية وبسبب الأطفال وأياً كان السبب فالنتيجة كانت مؤلمة جداً لنا جميعاً ولمؤسسة الكهرباء بشكل خاص لأنها تقع في مرأى الجميع وكل يصب غضبه عليها وتتناثر جهود العاملين فيها أدراج الرياح ورغم كل ما يحصل إلا أن المهندسين والفنيين وجميع العاملين في المؤسسة قيادة وقواعد لن يألوا جهداً في إصلاح ما يمكن إصلاحه وبذل الجهود على كافة المستويات لننعم نحن بالهدوء والاستقرار والنوم المريح، ولكي نكون منصفين حقاً لابد أن ننظر إلى الأمور بواقعية ونعطي هؤلاء الجنود المجهولين جزءاً من حقهم.

فمن يقترب من المؤسسة والعاملين فيها جيداً ويعرف ما يدور فيها وما يقوم به هؤلاء الجنود الذين يعملون ليلاً ونهاراً دون كلل أو ملل وبإمكانات بسيطة مقارنة بحجم المسؤولية التي تقع على كأهل المؤسسة وكوادرها يرى ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولا يستطيع إلا أن يقدم لهم الشكر والتقدير لا الشتم والتحقير. وهنا لا بد من الإشارة إلى عدة أمور قد تكون غائبة عن أعين البعض منا وهي كالتالي:

أولاً: الشبكة الكهربائية للضغط المنخفض شبكة قديمة ومتهالكة وتحتاج إلى تغيير شامل كامل في كل مدن محافظة عدن كما وأنها لم تعد تستوعب الأحمال المتزايدة يوماً بعد يوم بفعل التوسع العمراني وقدرتها الاستيعابية محدودة، وما تم إصلاحه في الفترة الماضية هو شبكة الضغط العالي أي كابلات نقل الطاقة، وبجهود وجسارة المهندسين والفنيين العاملين في مؤسسة الكهرباء في محافظة عدن هذه الأعمال الجبارة لا يقوم بها إلا من امتلك الخبرة الكافية والكفاءة العالية وصولاً إلى ربط محطات توزيع للطاقة بنفس الكفاءة حتى أن أحد المستثمرين من إحدى بلدان الجوار عندما شاهد العمل في المعلا بجانب مكتب النفط قبل ثلاث سنوات وكنت حاضراً في الموقع علق قائلاً: «هؤلاء العمال مذهلون» وقال: «تصوروا أننا نمد الخطوط عندنا بواسطة شركات عالمية وبملايين الدولارات وها أنتم تعتمدون على كوادركم، إنهم يستحقون الفخر».

ثانياً: قطاع التوليد أيضاً يعاني من مصاعب جمة رغم بناء بعض المحطات لتوليد الطاقة الاسعافية إلا أن التوسع العمراني الكبير الذي شهدته المحافظة ابتلع هذا الكم المحدود من الطاقة بل لم يستطع أن يغطي كافة الاحتياجات، ولكي يكون واضحاً للجميع أن ما ينتج من طاقة في محطات التوليد يضخ في الشبكة الوطنية للتوزيع وبالتالي يظل العجز قائماً وأصبحت الانقطاعات هي الوسيلة الوحيدة لتغطيته بحيث يتم برمجة الانقطاع على كافة المدن والمديريات من ساعة في اليوم على مستوى المحافظات ككل بحسب الظروف وبما تتناسب وحجم ارتفاع الأحمال وقت الذروة وفق ظروف الطقس وفي اعتقادنا أن أي حلول إسعافية يجب أن لا تفهم بأنها حلول سحرية للمشكلة فما هي إلا حلول مؤقتة ليس إلا.

أما الحل الجذري فيكمن في بناء محطات التوليد الغازية ذات القدرة العالية للتوليد وهو ما تقوم به الدولة حالياً.

ثالثاً: والأهم من هذا كله ما تعانيه مؤسسة الكهرباء من العشوائية سواء ما يتعلق بالبناء على الكابلات الأرضية، كما هو موضح في الصورة، أو البناء تحت خطوط الضغط العالي، أو فيما يتعلق بالتوصيل العشوائي واختلاس التيار، كلها أمور تصب في الجانب السيء الذي تعاني منه المؤسسة فعندما يتم البناء على الخطوط أو تحتها بدون معرفة المؤسسة ويصبح البناء أمرا واقعا، لا يتم الضغط إلا على المؤسسة إما لإزاحة الكابلات أو عمل مخارج جديدة، الأمر الذي يضر بالمؤسسة ويسبب مشاكل لا أول لها ولا آخر، ناهيكم عن البناء أمام مداخل المحطات، وهي من الكوارث التي تتحملها المؤسسة ولا يعرف البعض حجم هذه المعاناة، كل ما يهمنا جميعاً أن تكون الكهرباء والعة والسلام .

أمام هذه الحقائق بل المعضلات إن جاز التعبير يتوجب على الجميع معالجتها سواء داخل السلطة أو خارجها لأنها معضلة حقيقية وهي قضية وطنية تهم الجميع وهناك عدة محاذير لابد أن نشير إليها ونقف أمامها بموضوعية وهي كالتالي:

1- إن انتشار ظاهرة الربط العشوائي للتيار الكهربائي والتلاعب بمكونات الشبكة الكهربائية (سرقة التيار) هي أحد الأسباب لاندلاع الحرائق بالإضافة إلى الصعق الذي قد يؤدي إلى الوفاة وهو ما حصل بالفعل في كريتر وخور مكسر.

2- إن زيادة الأحمال الكهربائية من قبل المستهلكين دون الرجوع للمؤسسة يؤدي إلى ارتفاع الأحمال على المغذيات سواء المغذيات الرئيسية أو مغذيات المنازل وبالتالي تحترق هذه المغذيات نتيجة عدم قدرة الكابلات على تحمل الأحمال الإضافية وتصبح فوق طاقتها وقد تؤدي أيضاً إلى حصول حرائق.

3- إغلاق مداخل المحطات بالبناء سواء أكان عشوائياً أو رسمياً يؤدي إلى انعدام التهوية للمحطات ويتسبب بارتفاع درجة الحرارة داخل المحطات وتحصل الأعطاب نتيجة ذلك في المحطات أو يؤدي إلى احتراق مكونات الشبكة وانقطاع التيار وبالتالي تكون الخطورة مضاعفة بسبب عدم وجود إمكانية للفصل السريع أثناء حصول أي حادث أوحريق أو القيام بالصيانة بشكل صحيح وهذا أيضاً يشكل عائقاً كبيراً أمام تشغيل الشبكة بمرونة وكفاءة فنية سليمة تقلل من الانقطاعات.

4- هناك أجهزة ومعدات كهربائية دخلت السوق وتستخدم من قبل المواطنين لأنها رخيصة الثمن.

وهي ذات مواصفات رديئة لا تتطابق مع المعايير والمقاييس المتعارف عليها علمياً وعالمياً وتعتبر جزءا من المشاكل التي تؤدي إلى وقوع الحوادث.

إن حجم المعاناة التي يتحملها كادر المؤسسة كبير جداً وعلينا جميعاً الإسهام بتخفيف هذا العبء الثقيل الملقى على عاتق هؤلاء الجنود المجهولين الذين يسهرون على راحة الجميع وذلك من خلال النظر بموضوعية للأمور.

ونحاول جميعاً أن نتحمل المسؤولية ونصحح الاختلالات التي تم ذكرها والله يوفقنا جميعاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى