يوم من الأيــام .. التضامن كل التضامن مع الشاطر

> د. هشام محسن السقاف:

>
د. هشام محسن السقاف
د. هشام محسن السقاف
نجترح ضريبة لتأصيل قيم الحرية، وحرية الكلمة في المقدمة، في يمن تتنازعه إرادتان: واحدة تمضي لمستقر لها على طريق دموقرطة الحياة العامة في البلاد، وأخرى تنزع لتغليب لغة القوة والإفراط في الممارسة المخلة بعيداً عن المؤسسات القانونية. ولئن كانت الانتخابات الأخيرة انتصاراً تحرزه الإرادة الشعبية بناشئة تكوينية ليمن آخر يتخلق في رحم التحول الخلاق لدولة عصرية ديمقراطية هي ضمانة الحاضر والمستقبل، فإن البنى الاجتماعية التقليدية، والمنتفعين من وضع الدولة الرخوة، سوف يقفون عائقا إلى حين، وسوف يكشر كلّ عن أنيابه دفاعا عن مصالحه، لكن العبرة بالخواتم حيث لا خيار إلا خيار التغيير من أجل الوطن والمواطن.

ولقد تمنيت من كل قلبي أن ينأى الأخ الشيخ حميد الأحمر بنفسه عن لغة التهديد والوعيد التي تناقض الخطاب الآخر الذي استمعه الناس في يمننا الحبيب منه أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية، وأن يلجأ لحل أي إشكال ناشئ مع الزميلة «26سبتمبر» والشخصية الإعلامية والعسكرية المعروفة الأستاذ علي حسن الشاطر، عبر القنوات القانونية، أو حتى الأعراف اليمنية المتبعة في حال عدم استذاقته للأولى مع أنها هي الأساس الذي يجب أن نؤصله في حياتنا لتأكيد شرعية الدولة ومؤسساتها، ولكي يكون الإجراء متسقا مع خطاب سياسي رفع على رؤوس الأشهاد في الحملة الانتخابية لمرشح أحزاب اللقاء المشترك المدعوم بقوة من الشيخ حميد.

والأستاذ علي حسن الشاطر، رئيس تحرير صحيفة «26 سبتمبر» هو شخصية سياسية واجتماعية معروفة وتحتل موقعاً مرموقاً في مؤسسة القوات المسلحة وقد تعرض للتهديد بالتصفية الجسدية في قضية رأي مهما كانت تداعياتها، فإن موقع حلها هو القضاء اليمني، تضع تساؤلات أيضاً عن حصانة الصحفي في بلادنا من مثل هذه الممارسات.

وإذ نعرب عن التضامن الكامل مع الأستاذ علي حسن الشاطر في هذه القضية فإن نقابة الصحفيين معنية بأكثر مما ورد في بيانها التضامني الذي أصدرته في أعقاب هذه القضية، لتكون مسألة التضامن مع الأستاذ الشاطر وغيره من الصحفيين الذين تعرضوا للأذى النفسي والجسدي على خلفية قضايا نشر ورأي مدخلا لاستصدار قوانين أكثر جدية في حماية الصحفيين وأرباب الكلمة بما يتلاءم والتوجه الجديد في بلادنا، ذاك الذي نطمع ونطمح أن يكون ليبرالياً ديمقراطياً تحظى الكلمة الشريفة والمسؤولة فيه بكل الحصانة والحرية. لقد عرفت الأستاذ علي حسن الشاطر في قمة التواضع والإنسانية أثناء مشاركاتي في الندوات التي نظمتها إدارة التوجيه المعنوي بالقوات المسلحة والخاصة بتوثيق تاريخ الثورة اليمنية، وهو في قمة المسؤولية على هذه الإدارة حيث كان يرعى الندوة والمشاركين من دون أن يحس أحد بموقعه وأهميته على رأس هذا الصرح الكبير الذي أضحى أحد الإنجازات المهمة لقواتنا المسلحة، ناهيك عن إسهاماته في مجالات النشر والثقافة ورعاية الإبداع في الوطن.

التضامن كل التضامن مع الأستاذ علي حسن الشاطر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى