مع الأيــام .. متى ستخرجون من مقراتكم؟

> حسن بن حسينون:

>
حسن بن حسينون
حسن بن حسينون
المعارضة اليمنية بكل أنواعها وتشكيلاتها لم تدرك بعد مهامها وواجباتها تجاه الوطن والشعب اليمني بالرغم من مرور أكثر من ستة عشر عاماً على مشروعية وقانونية وعلنية نشاطها في الساحة اليمنية كلها دون استثناء فهي وكما أكد الرئيس علي عبدالله صالح، بأنها معارضة بلا قواعد جماهيرية، معارضة لا تستطيع العيش والاستمرار إلا داخل مقراتها المغلقة الأبواب والنوافذ، وينتهي نشاطها الحزبي عند ذلك لا غير في الثرثرة والنقاش الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

بل إن كل ما قامت به أحزاب المعارضة، بالإضافة إلى الرديف الآخر من المعارضة المفرخة طيلة هذه السنوات، لم يكن باستطاعته أن يملئ بطن دجاجة واحدة.. وإن المقرات الحزبية بالنسبة لقيادات وكوادر أحزاب المعارضة كالبحر بالنسبة للأسماك سرعان ما تموت لحظة خروجها منه.

إن أحزاب المعارضة وكما أكدت عليه السنوات الماضية هي أحزاب غير مرتبطة بالشعب وبالجماهير.. وأكثر ما تكرهه هو النزول إلى الشارع حتى لا تتقدم الصفوف في تبني قضايا المواطنين المشروعة.

لقد جرب هذا المواطن المعارضة اليمنية وتعرف عليها عن قرب، وذلك عندما خرجت المظاهرات العفوية المنددة بارتفاع أسعار الطاقة وغلاء أسعار المواد الغذائية في ضوء ما أطلق عليه «جرعة الموت» فما كان من تلك المعارضة إلا أن أدانت تلك المظاهرات والمسيرات التي سقط بسببها العشرات من الأبرياء وأطلقت عليها جملة من النعوت والاتهامات.

وهذا يحدث لأول مرة في التاريخ أن تقوم معارضة حزبية بذلك، وكأن قيادات المشترك لم يشاهدوا ما حدث في شوارع مدن فرنسا قبل مدة قصيرة.

المعارضة في اليمن تريد الشعب هو الذي يأتي إلى مقراتها لا أن تنزل هي إليه إلى الشارع.

وتذكرني المعارضة اليمنية بذلك الشاب اليافع الذي دائماً ما يلح عليه أصدقاؤه بالزواج، فيرد عليهم: ولماذا أتزوج وأمي تقوم بإعداد الأكل وغسل ملابسي. المسكين كان يعتقد أن الزواج هو أكل وغسل ثياب.. وعندما ماتت أمه قام أصدقاؤه بزيارته وتقديم العزاء بوفاتها وذكروه بالزواج بعد وفاتها، فقال لهم: الآن با أتزوج. ولم يفهم أن الزواج مسؤولية وله مهام وواجبات.

تزوج صاحبنا وظل يعيش في غرفة، وفي الغرفة المقابلة تسكن زوجته واستمر على هذا الحال لأكثر من شهر في انتظار الأكل وتغسيل الملابس.

إن لسان حال الرئيس علي عبدالله صالح يقول للمعارضة: متى ستخرجون من مقراتكم وتشكلون معارضة حقيقية بدلاً من الاحتجاب في المقرات وحديث الثرثرة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى