> قال المستشار الالماني السابق جيرهارد شرودر أمس السبت ان المشكلات التي يواجهها الائتلاف الموسع الذي يدعمه حزبه سببها "افتقار القيادة" عند خليفته المحافظة انجيلا ميركل.

ورغم انه ليس من المعتاد ان ينتقد الزعماء الالمان المتقاعدون من يأتون بعدهم الا ان شرودر (62 عاما) خالف هذه التقاليد وذهب الى حد ابعد من ذلك بالاستخفاف من السياسة الخارجية التي تنتهجها ميركل.

وفي أول اللقاءات التي تجرى معه منذ ان خروجه من السلطة قال شرودر انه يتوقع بقاء حكومة ميركل المؤلفة من اليمين واليسار ويشارك فيها حزبه الاشتراكي الديمقراطي حتى موعد الانتخابات القادمة المقررة في عام 2009 رغم ما تواجهه الحكومة من اضطرابات. وشرودر رجل أعمال ولا يتولى في الوقت الراهن أي منصب واستبعد اي عودة الى السياسية.

وقال شرودر عن ميركل قبل نشر مذكراته الاسبوع القادم "هناك ببساطة افتقار للقيادة" وجادل بأن هذا هو السبب في المشكلات التي يعانيها الائتلاف والتي اثارت الشكوك في امكانية استمرار الحكومة بعد عام فقط من تشكيلها.

وقال لمجلة دير شبيجل في تصريحات اثارت الاعتراضات لان حزبه الديمقراطي الاشتراكي جزء من حكومتها "وهذا أحدث قدرا كبير من خيبة الامل في جميع ارجاء الاتحاد الديمقراطي المسيحي." لكن الاتحاد الديمقراطي المسيحي رد على الفور على تصريحات شرودر.

وقال المسؤول عن شؤون الحزب في البرلمان "هجوم (شرودر) على خليفته وعلى حزبه بصورة غير مباشرة يوضح انه لم يستطع التأقلم على فقدانه لمنصبه."

وتشير استطلاعات الرأي الى تراجع الاتحاد الديمقراطي المسيحي وشقيقه الاتحاد الاجتماعي المسيحي الى أدنى مستوى لها منذ ست سنوات.

وقال شرودر لدير شبيجل "المشكلة التي يواجهها الاتحاد الديمقراطي المسيحي في الوقت الراهن لا تتمثل فحسب في حقيقة ان اتفاق الائتلاف الذي يتمسكون به ليس أكثر من نسخة مخففة من برنامج الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي يزعج بالفعل اطرافا في الاتحاد الديمقراطي المسيحي."

"ولكن اكثر ما يزعج انصار الاتحاد الديمقراطي المسيحي هو أن زعمائهم يقللون من شأنهم بالتعالي عليهم وبأنهم (اسياد حرفتهم),انهم يرون ان العكس هو الصحيح."
وانتقد شرودر ايضا السياسة الخارجية لميركل.

وعندما سألته المجلة عن علاقات ميركل الحميمة مع الرئيس الامريكي جورج بوش قال بسخرية "حسنا فعلت" واضاف عندما سئل عن انتقاد ميركل لسجل الصين في مجال حقوق الانسان "ياللروعة.. لقد أثر ذلك حقا في الصين."