حالات القلق

> «الأيام» ياسر عبدالله العامري / عدن

> القلق حالة تعتري القلب فيصبح صاحبه في حالة توتر لا يستطيع معها ان يستجمع قواه أو أن يركز تفكيره، وهذه حالة مفيدة الى حد ما لأنها تدفع صاحبها الى عمل يزيل حالة القلق لتحل السكينة محلها، وليس القلق كله هكذا، لأن بعض حالاته إذا قهرت ما عند الانسان من قوى واستسلم لها تحول ذلك القلق الى اكتئاب، وهذا القلق مرض مرشح ليحتل المرتبة الأولى من حيث حصاد أرواح الناس منافساً بذلك مرض السرطان والجلطة بنوعيها الدماغية والقلبية.

وحين يقلق أحد أفراد الأسرة فغالباً ما ينبري سائر الافراد لمساعدته وإنارة درب الخير له والتخفيف من أثر الضغط على نفسه، ولكن المشكلة تكون حين يتسلل القلق إلى أفراد الاسرة جميعهم، ويكون مصدره ليس واحدا، فكلٌّ قلق بسبب وكلٌّ مشغول بقلقه ولا أحد ممن حوله يستطيع ان يساعده.

وقد حصل هذا في كثير من الأسر من كثرة الفتن ومن سهولة الوصول إليها.

فإذا كانت نسبة الأسر القلقة كبيرة في مجتمع ما أصبح المجتمع برمته يعاني من القلق وبالتالي يقل نشاطه وإنتاجه وتنعدم سعادته.

والقلق الذي يصيب المجتمعات نسبي، والمقبول منه والمعقول هو الذي يكون تأثيرة الايجابي كبيرا، فكم من أم اصبحت قارئة جيدة وباحثة عن مناهل العلم الذي يبحث في شئون البيت والزوج والتربية حين حركها القلق على زوجها وأولادها.

وكم من أب غيّر من أسلوبه ونوع من طرائق تربيته حين دفعه القلق على سلامة بيته فأصبحت تربيته فعالة مع عصر معطياته مختلفة عما عهده.

الجدير بالذكر أن قلق الشعوب ومعاناتها قد يتجاوز حد التعلم والثقافة الى بذل الغالي والنفيس من المال والروح لإزالةحالة القلق التي تعتريها كما هو حال شعبي فلسطين والعراق.. فهذان الشعبان قد ذاقا من المعتدين على أراضيهما وشعبيها ما جعل معظم الأفراد في قلق دائم سواء المسافر منهم او المقيم، والصغير قبل الكبير، ويبقى قلق هذين الشعبين خيرا ما دافعوا عن حقوقهم وما بذلوا من أرواحهم ودمائهم.

ويبقى قلقنا على شعبنا خيرا لنا ما قاومنا كل مظهر يعتبر نذير خطر وسببا لحلول عذاب الله كأن يتفشى المنكر، ولا ينبري لدفعه مؤمنون مخلصون يشفقون على أبناء وطنهم من الضياع والفساد والانحلال ومناصرون لكل مسلم في بقاع الأرض وجدانياً ومادياً وروحياً إن اقتضى الأمر.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى