كهرباء.. يافطات انتخابية.. ملامح عيدية ومضات ونبضات من وادي حضرموت

> «الأيام» علوي بن سميط:

>
صورة للزينة وانطلاقها يوم العيد الإثنين الماضي
صورة للزينة وانطلاقها يوم العيد الإثنين الماضي
خلال شهر رمضان الكريم الذي ودعناه قبل أيام شهدت العديد من مناطق وادي حضرموت مظاهر خيرية اجتماعية، إذ عمل عدد من الجمعيات الخيرية على توزيع (سلة غذاء) وقدمت للصائمين بالمساجد والطرقات والتجمعات السكانية والقرى مشاريع إفطار الصائم، وكذا توزيع كسوة العيد ولحم العيد.. ففي غرب الوادي وبمدينة سيئون أقامت مؤسسة الصالح الخيرية مآدب الإفطار والعشاء خلال أيام الشهر الفضيل، كما نظمت مؤسسة الشافعي الخيرية مآدب إفطار للشباب والكبار وللمؤسسات المدنية وتوزيع التمور على المساجد، وقامت مؤسسة البادية الخيرية بتنفيذ مشاريعها الدعوية والزكوية وإيصال مشاريع إفطار الصائم إلى القرى والأرياف البعيدة وعلى الطرقات وفي دور العبادة، ونشطت جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية في توزيع كسوة ولحم العيد من شرق الوادي إلى أعلاه غرباً مروراً بالمدن الرئيسية.

كما نشطت جمعيات ومؤسسات وشخصيات ومنتديات علمية وثقافية بتكريم حفظة كتاب الله من الفتيان والفتيات وأوئل الطلاب في كل من سحيل سيئون وشبام، وأقامت جمعية الحزم الخيرية طيلة ليالي الشهر المنصرم عيادة رمضانية مجانية شارك فيها أطباء واختصاصيون من مختلف مناطق وادي حضرموت عملوا بعيادة مركز تنمية المجتمع التابع للجمعية الخيرية بالحزم. وكما هو كل عام فإن منطقة العقاد بمديرية القطن احتضنت العيادة الطبية المجانية .. تلك أمثلة وليست حصراً للأعمال الخيرية المتنوعة.

ولكل من حاول تجيير وحرف مسار الخير باتجاه تنظيم أو حزب أو جماعة أو لغرض المزايدة نقول: هذا الأسلوب لن يستمر، فالتسييس لأعمال الخير والرياء ليسا من معايير سباق الخير أو حصد الحسنات.

للأخ عبدالقادر علي هلال، محافظ حضرموت التحية كأنموذج للقيادة والمسئولية بتجواله في المناطق النائية بمحافظة حضرموت ساحلها وواديها خلال ليالي رمضان ومشاركة المواطنين بمن فيهم سكان الصحراء بهجة وروحانية الشهر وتلمس همومهم والوقوف على قضاياهم ومعاناتهم مباشرة، وأقول للأخوة المسئولين ومديري المؤسسات خصوصاً الذين فاحت روائح فسادهم وكثرت تجاوزاتهم سواء في هذه المديرية أو تلك: لقد صمتم الشهر الكريم وجاء شوال الفطر فهل تصومون عن أفعالكم؟ وهل تدركون أن مرحلة جديدة بدأت عنوانها المكاشفة والعلنية، مرحلة لا ينفع فيها التمترس خلف الحزبية أو حماية المتنفذين الكبار؟

انتهت الانتخابات وضجيجها وربحها وخسارتها ففاز من فاز وخسر من خسر وتركت انطباعات ونتائج ودروساً لعل من أهمها ازدياد وعي المواطن، الذي وجه رسائل ذات مغزى تجاه عدد من المرشحين، ولكن المهم بعد كل ذلك وبعد كل هذا الإنفاق المادي على الدعاية أثناء الانتخابات التي جعل منها الكثير مجرد دعابة مازالت تداعياتها ملحوظة فصور مرشحي الأحزاب والمستقلين والشعارات والملصقات تشوه الملامح الجمالية لهذه المدينة وذاك الحي وتلك المؤسسة وللأسف بصورة عشوائية حتى اليوم.. مر رمضان وجاء شوال ولم ينزع أحد صوره على الرغم من أن كل مرشح دفع مبلغا من المال (خمسة آلاف ريال) للجان الانتخابية أو بالأصح للبلديات، ولكن لم تزل هذه الصور بل أضحت علامة تشويه على الرغم من أنها من أساليب اللعبة الديمقراطية الجميلة، فاتسخت بها معالم تاريخية بارزة ومواقع متميزة ومداخل مدن قديمة .. أزيلوا الصور قبل أن تزالوا أنتم من مواقعكم.

قليلة هي مظاهر العيد الفرائحية التي بقيت رغم حدوث التغييرات حتى في الأفراح، وأقصد أن عادات اندثرت بطغيان العصر وما بقي هو الأصل في هذه الأفراح، سيما تلك التي ارتبطت بعمق الإنسان وأضحت جزءاً من تراثه وهويته المجتمعية المحلية، ولعل مدينة شبام مازال أهلها وسكانها جميعهم دون استثناء يجتمعون عموماً في الساحة العامة (سرحة الحصن)، فبعد صلاة العيد يخرج الموكب المسمى بالطيالة من أمام مسجد الجامع ويتوقف أمام القصرين، وهناك تمتد الأيادي، ويبارك الناس بعضهم بعضاً ثم يتوجهون فرادى أو جماعات لزيارة الأقارب والأهل والأصدقاء في عادة تسمى (العواد) .. فما أجمل هذا اليوم المميز وتلك (الزينة) العادة الجميلة كعنوان للفرح وتأصيل للتوادّ والرحمة.

ملاحظة علاجها واجب، ففي عطلة العيد يتوافد الناس من مختلف المناطق للترويح عن أنفسهم وزيارة مناطق أخرى في البلاد الواسعة، إلا أن الخدمات العامة يفترض ألا تعطل، فوجودها في الأصل لخدمة الناس، لكن من المؤسف ألا تجد مطعماً أو ما شابه مفتوحاً لتلبية حاجة الوافدين، فالعطلة لا تعني توقف الحياة، فلا مطاعم عاملة بسيئون أو شبام أو القطن.. وحدثني أب لأسرة كبيرة وصلوا بسيارتين من العاصمة صنعاء رابع أيام العيد وقال: جئنا من العاصمة نحن والعيال لقضاء باقي أيام العيد بالوادي، ولكن للأسف تبدو المنطقة شبه خالية. فأشار له بعض ممن كان واقفاً معي بأن يتجه للمكلا.. وهذا صحيح فمئات الأسر من مختلف مدن وادي حضرموت اتجهت ثاني أيام العيد إلى مدينة البحر المكلا التي تبتسم للقادمين .. رجائي أن تعمل الجهات المسئولة بمدن الوادي على تنظيم الخدمات العامة خلال الأعياد.

الكهرباء لطمت عدة مرات في الشهر الكريم وأيام العيد فرحة الصائمين بإفطارهم وفي عيدهم، إذ إن الانقطاعات المفاجئة ولمدة دقيقة ثم عودة التيار أو لمدة عشر دقائق ثم إعادته - وتتكرر هذه الحالة وتتجاوز الخمس مرات في بعض الأيام - سببت إزعاجاً وأتلفت أدوات كهربائية، وبحسب بلاغات تلقيناها في مكتب «الأيام» من مختلف مناطق الوادي فإن 14 جهاز تلفزيون و9 ثلاجات عطبت جراء ذلك، وهذه إحصائية ليست دقيقة بل وصلتنا متفرقة وعبر هاتف الصحيفة ولعل الواقع أعظم، مع أن مؤسسة الكهرباء زادت من طاقتها المنتجة بأوامر من فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، الذي وجه سريعاً بإدخال أكثر من 25 ميجاوات لكهرباء وادي حضرموت، ووصلت فعليا أواخر شهر سبتمبر الماضي. وعن الانقطاعات وزيادة الطاقة الكهربائية بالوادي قال م. فؤاد عبيد واكد، مدير عام كهرباء وادي حضرموت والصحراء لـ «الأيام»: «تنفيذا لتوجيهات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بحل مشكلة انقطاعات التيار الكهربائي عن المواطنين بمنطقة وادي حضرموت وبموافقة مجلس الوزراء، قامت وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة للكهرباء بالتعاقد مع شركة (اجريكو) البريطانية لتزويد منطقة الوادي بمقدار 25 ميجاوات بنظام الشراء أسوة بما تم عمله في منطقة الحديدة، على أن تركب 25 ميجاوات أخرى في منطقة الساحل، وقد قضى العقد بإقامة محطتي توليد الأولى بقوة 15 ميجاوات في منطقة الغرف بمديرية تريم والأخرى في منطقة بدرة بمديرية حريضة بقدرة 10 ميجاوات، وقد تضافرت جهود السلطة المحلية والمؤسسة المحلية للكهرباء والشركة صاحبة الامتياز وبدعم من وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة والرعاية الخاصة لدولة رئيس الوزراء للبدء بإدخال خمسة ميجاوات كمرحلة أولى، وقد تم ذلك بالفعل حيث وصلت قدرة المحطة كمرحلة أولية إلى ثمانية ميجاوات وإدخال بقية المولدات في موقعي بدرة والغرف، ومن جهة أخرى تم إدخال المولد الرابع في الخدمة بقدرة ستة ميجاوات، الأمر الذي سيؤدي إلى استقرار محـسـوس فـي تموينات الكهرباء بالوادي».

وعن الانقطاعات أضاف م. واكد: «لا يفوتنا أن نشير إلى أن حدوث بعض الإطفاءات المحدودة في بعض المواقع ليس ناتجاً عن عجز في الطاقة الكهربائية بل بسبب أعطاب كهربائية أخرى، كما أن دخول المولدات الجديدة قد يؤدي إلى بعض الانقطاعات عند ظهور بعض الأعطاب أثناء تشغيلها، وتبذل المؤسسة مع الشركة الجهود للتغلب على هذه الأعطاب بما يؤدي إلى الاستقرار التام».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى