الشيبة الطبيب .. مثال افتقدناه

> عبدالقادر باراس:

> صادف يوم الخميس الماضي الموافق 26 اكتوبر ذكرى مرور ثلاثة أعوام على رحيل الطبيب الاختصاصي د. أحمد الشيبة، طيب الله ثراه، وبفقدانه خسر قطاع الصحة أهم أعلامه ورموزه كطبيب واجتماعي لعقود من الزمن.

عرف الجميع عطفه وحنانه الشديد على الأطفال وبمتابعته المستمرة لأحوال المرضى.

أعطى الكثير مما لديه من التوجيه والتوعية بين أوساط مجتمعه، فقد كانت رحلة حياته ثرية بأعماله الجليلة، قدم خلالها العديد من البرامج الصحية والإرشادية عبر مختلف الوسائل الإعلامية.

رحيله كان صعبا علينا، ولكن لا اعتراض على قضاء الله وقدره.. كان رمزا للطبيب الإنسان، ووهب نفسه لعمله وكان أنموذجا في حياته يحتذى به، كون شخصيته ارتبطت بالجوانب الإنسانية، حمل همومها وعاش لأجلها في ظل الواقع الذي افتقد فيه غالبية أصحاب الرداء الابيض - ولا أقول الكل - معاني قسم المهنة وأخلاقيات التعامل مع المرضى.

عطاءات الدكتور الشيبة في مجال الصحة والوقاية العلاجية لم تقتصر على عنابر المستشفيات، بل امتدت إلى ساحات وصفوف المدارس وإلى منابر المساجد والجمعيات الخيرية وكل الملتقيات العامة التي كان يقف فيها مرتجلاً كلماته لإيصال رسالته الاجتماعية داعيا إلى الوقاية من هذا المرض أو ذاك الوباء أو من خلال سرده طرق التعامل مع الإصابة بصورة سلسة.

حقيقة لم يركن الفقيد مثل البعض ممن ارتقوا سلم الشهرة ويستسلم للغرور أو تصبح غايته وهدفه شفط الأموال وتعبئة الجيوب من كد المعوزين والفقراء، كلا .. إنما بقي إنسانا زاهدا ومتواضعا ودافئا في حرارة مقابلته مع مرضاه.

إن وفاته كانت مصاباً جللاً بحجم وزنه، ولم ينل نصيبه من التكريم أو حتى بذكر إسهاماته بالقدر الكافي لا حياً ولا بعد وفاته، ولم ينشر له كتاب تُروى فيه صفحات مما قدمه خلال مشوار عمله المضني.

رحم الله د. أحمد الشيبة.. الطبيب الإنسان.. وأسكنه فسيح جناته.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى