مع الأيــام .. المومياوات المحنطة

> حسن بن حسينون:

>
حسن بن حسينون
حسن بن حسينون
القيادات المحنطة في أحزاب السلطة والمعارضة في اليمن، وكذا بقية النقابات العمالية والاتحادات المهنية والتربوية والثقافية لم تقدم شيئاً لا لشعبها ولا للذين ينتسبون إليها مهنياً لا في العهد الشمولي ما قبل الوحدة ولا في ما بعدها، بعد أن ارتضت وحكمت على نفسها أن تكون مومياوات محنطة داخل غرف مقراتها التي تحولت إلى متاحف لا يرتادها إلا المحنطون أغلقت أبوابها والنوافذ بإحكام ووضعت مفاتيحها داخل خزائن نظم الفساد والاستبداد، ليس في اليمن فحسب وإنما في معظم البلاد العربية طيلة عقود القرن الماضي وبداية سنوات القرن الحالي حتى الوقت الراهن.

وقد ظلت كل هذه السنين مثلها مثل المياه الراكدة التي تنبعث عنها الروائح الكريهة ومستوطنة لتوالد وتكاثر مختلف أنواع الحشرات الطائرة والزواحف وتسبب عددا هائلا من الأمراض الفتاكة مثل البلهارسيا وديدان البطن والحمّيات التي تؤدي جميعها إلى فقر الدم مع تضخم الكبد والطحال والملاريا وحمى التيفوئيد وأمراض العيون التي تؤدي إلى فقدان البصر وانتهاءً بداء الكوليرا القاتل وغير ذلك من الأمراض الخبيثة.

نعم لقد ابتُليت هذه الأمة العظيمة بهؤلاء المحنطين المدعومين من قبل قوى إقليمية ودولية والقابضين على كراسيهم بالنواجذ والأسنان ولن يتخلوا عنها حتى يُهال عليهم التراب في اللحود. إن أغلب ضحايا هذه المستنقعات ومستوطنات المياه الراكدة هم أبناء الشعب وكل من ينتمي إلى منظمات المجتمع المدني صغاراً وكباراً، حتى أصبح جميع هؤلاء الضحايا وكأنهم قد أصيبوا بمرض ينتشر في بعض البلاد الافريقية ينقله الذباب ويطلق عليه مرض (النوم) SLEEPING SICKNESS والذي من علاماته قلة الحركة وزيادة ساعات النوم التي تأخذ أغلب أوقات المريض.

لقد آن الأوان لهذه الأحزاب والنقابات وقياداتها وعلى وجه الخصوص (المحنطة) أن تترك ساحة المعارضة لهذه الأغلبية التي تستطيع أن تحرك المياه الراكدة العفنة وتجعلها نقية وفي تدفق وجريان مستمر وتنهي كل الأمراض التي سبق ذكرها. كما أن على الحكومات العربية والحكومة اليمنية وحزبها أن تتحمل مسؤولياتها في الإصلاح والتغيير ما لم فسوف يبقى الجميع داخل الدائرة المغلقة ومستوطنات المياه العفنة والراكدة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى