ساعات في حديقة هران بذمار .. زحام وفوضى وغبار .. ومتنفس فقير لوسائل الترفيه

> «الأيام» فؤاد النهاري:

>
مظاهر الازدحام كما بدت في الحديقة
مظاهر الازدحام كما بدت في الحديقة
أسفل جبل هران شمال مدينة ذمار تقع حديقة هران الوحيدة لأبناء مدينة ذمار والمتنفس الفقير إلى مختلف الألعاب الحديثة ووسائل الترفية والمتعة.. حوش كبير بداخله عدة أشكال حديدية تسمى ألعاباً، لا تفي بالغرض بسبب كثرة الأطفال.. وأشجار مثناثرة هنا وهناك الأكثر منها مازال في طور النماء.

«الايام» قامت بجولة استطلاعية ثالث أيام عيد الفطر المبارك لهذه الحديقة وخرجت بالحصيلة التالية:

آلاف البشر، رجال ونساء وأطفال يتزاحمون، وشباب يتسكعون داخل الحديقة، وعشرات السيارات التي سببت زحمة أكثر، ورجال المرور غير موجودين.. ينبرى أحد المواطنين، متطوعا، ويحل محل شرطي المرور، منظما حركة سير السيارات (اطلع.. انزل.. اوقف.. لحظة).

هناك الى جانب (المدرهة) أطفال كثر يتزاحمون فيما بينهم أيهم يحتل مكانا ليلهو مثل أقرانه الذين أخذوا نصيبهم، وطبعا في (مدرهة) أكل عليها الدهر وشرب.

وبالجانب الآخر عشرات الرجال والصبية يتحلقون المسبح الصغير الضيق من أجل الظفر بـ (غطسة) ماء بارد، متسخ، وبمائة ريال فقط.

وهناك الى الأمام من المسبح مبنى صغير، بني على نفقة مكتب تحسين مدينة ذمار حسبما تشير اللوحة التعريفية التي تفيد بأنه مخصص للحمامات (قسم رجال وآخر للنساء) الا ان أبوابه بدت مقفلة وموصدة في وجوه مرتادي الحديقة.

اقتربت من المبنى الصغير، وطلبت من الرجل الذي كان قاعدا على بوابته وبجانبه طفلته وزوجته الابتعاد قليلا حتى أتمكن من التقاط صورة. قال لي: حالك وأمرك الى الله، مابش مكان نظيف نجلس فيه الا هذا، ومع ذلك تقول لي لو تسمح، أشتي أصور، ما تصور هه حمامات مغلقة ولا أدري لماذا بنوها وما الجدوى منها اذا كانت تغلق في وجوه الناس خاصة في مثل هذه المناسبات.

وتساءل بمرارة: بالله عليك أين يسير الواحد اذا ما أراد قضاء حاجته؟

شكرته على تفاعله، وأتساءل معه، ما فائدة أن نبني المبنى ونغلقه، ثم ماذا عن حالة الفوضى وزحام السيارات التي تسود الحديقة، ولا ننسى كذلك (تفحيطات) وأصوات الدراجات النارية المزعجة، التي تضايق كل أسرة افترشت الأرض تحت شجرة صغيرة لتستظل قليلا من حرارة الشمس وتستمتع بهواء طلق تلوثه الأتربة والأدخنة المتطايرة من هنا وهناك دون أي خدمات أو حتى مقاعد استراحة تكفي لأقل عدد فما بالك بهذا الكم الهائل من البشر!

بيد أن هذا الجو الذي يدركه الكبار فقط، يبدده الأطفال الصغار بابتساماتهم العريضة وضحكاتهم الجميلة، وهم يكادون يطيرون فرحا بالحديقة والعيد والملابس الجديدة، يتدافعون جريا.. يتساقطون.. يواصلون ركضهم ومرحهم.. ثيابهم التي دخلوا بها وهي بيضاء نظيفة يتحول لونها إلى أسود داكن ، وعندما تنبهم بأنه حان وقت العودة إلى المنزل لا يجدون حرجا في أن يستعطفوك ويطلبوا منك البقاء «شوية» الله يخليك يا بابا «شوية».

وازدحام على أحواض السباحة
وازدحام على أحواض السباحة
حديقة هران هي المكان الوحيد الذي يقصده أبناء ذمار للتنزه والتفسح سواء في عيد أو غيره، لكنها تفتقر لكل المقومات الجمالية من مسابح وأشجار ونوافير ومجسمات وأعشاب ومقاعد استراحة، فضلا عن الألعاب الحديثة بالرغم من احتلالها موقعا متميزا ومطلا على المدينة.

ونظرا للأسباب سالفة الذكر ولحاجة المواطنين إلى متنفس حقيقي يجدون فيه مبتاغهم، فإنه يتوجب على قيادة محافظة ذمار بحث امكانية تطوير هذه الحديقة عن طريق تأجيرها لأحد المستثمرين الجادين يتولى تأهيلها بما يوازي أي حديقة أخرى سواء في صنعاء أو عدن، أو بأي طريقة أخرى مناسبة، خاصة وأنه قد تم اقتطاع جزء كبير من أرضية الحديقة من أجل تأجيره لمستثمر يوفر فيه جميع الخدمات ووسائل المتعة والترفيه.

خلاصة
سخط شديد واستياء كبير وإحساس بالأسى من وضع الحديقة المزري يجمع عليه كل من التقتهم «الأيام» الذين طالبوا بضرورة أن تكون حديقة بكل ما تعينه الكلمة (اسماً وجسماً) مكانا للمتعة والترويح وليس كما هي عليه الآن.

ومؤكدين ضرورة وجود أفراد الشرطة والمرور لتنظيم حركة الناس والسيارات وقطع الطريق على المراهقين من الشباب المتسكعين الذين يضايقون الأسر والعوائل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى