بعد مرور 50 عاماً .. بورسعيد ما زالت تذكر «العدوان الثلاثي»

> بورسعيد «الأيام» الان نافارو:

>
صورة التقطت في 11 نوفمبر 1956 لباخرة أغرقها المصريون لاغلاق قناة السويس أمام مدينة بورسعيد
صورة التقطت في 11 نوفمبر 1956 لباخرة أغرقها المصريون لاغلاق قناة السويس أمام مدينة بورسعيد
في نادي الرياضات المائية في بورسعيد عند مدخل قناة السويس، يتذكر سامي خضير عملية الانزال التي قامت بها قبل خمسين عاما قوات المظلات الحليفة عند بدء "العدوان الثلاثي الغاشم" على مصر.

ويقول خضير وهو محافظ سابق لبورسعيد "لم نكن نتوقع الهجوم ولم يكونوا يتوقعون المقاومة".

وكان خضير في السادسة والعشرين من عمره عندما وقع الهجوم وكان احد قادة المقاومة المصرية ضد الحملة البريطانية الفرنسية.

وفي التاسع والعشرين من اكتوبر 1956 توغلت اسرائيل في سيناء في اتجاه قناة السويس، الممر المائي الذي ادعت فرنسا وبريطانيا انهما ترغبان في حمايته.

وكان الرئيس المصري جمال عبدالناصر اعلن قبل ثلاثة اشهر تأميم قناة السويس وهو الذي اطلق اسم "العدوان الثلاثي" على هذه الحرب التي لم تدم اكثر من عشرة ايام.

وبدات القوات الحليفة عمليتها البرية في الخامس من نوفمبر بعملية انزال مزدوجة للمظليين الفرنسيين عند جسر الرسوة والبريطانيين في مطار الجميل.

ويقول خضير الذي كان آنذاك ضابطا في الشرطة وتولى على الفور مهمة ضابط الاتصال مع القيادة العامة في القاهرة ان "القوات البريطانية والفرنسية نزلت دون ان تواجه عقبات" في بورسعيد وبورفؤاد اذ لم تكن الشواطئ ملغمة.

ويضيف "بدأنا في تنظيم المقاومة في حدود امكانياتنا".

ويقول احمد هلال الذي كان حدادا في الخامسة والعشرين من عمره عندما شارك في المقاومة "لم يكن لدينا اسلحة توازي اسلحتهم وكنا نقاتل جنود الدورية بالمسدسات".

ويؤكد هلال انه قتل خمسة من جنود العدو.

وفي مواجهة الدبابات من طراز "اي ام اكس" و"سنتريون"، كان تكتيك حرب العصابات هو الوسيلة الوحيدة للمقاومة.

ويضيف هلال انه شارك في اسر مورهاوس وهو لفتنانت بريطاني مات في الاسر.

وشارك كذلك في هذا المد الوطني جورج اسحق (67 سنة) منسق حركة "كفاية" الاحتجاجية. ويقول اسحق "كنت يائسا وفكرت في مغادرة بورسعيد ولكن استاذي في المدرسة قال لي لابد ان تقاوم وغير ذلك مجرى حياتي".

اما على الجانب الفرنسي البريطاني، فالذين شاركوا في هذه الحملة يتحدثون عن معارك محدودة وعن نصر عسكري كامل تحقق قبل وقف اطلاق النار عند منتصف ليل السادس من نوفمبر اي بعد 48 ساعة فقط من بدء المعارك البرية.

ويقول بيتر هينشكليف وهو ضابط بريطاني سابق شارك في حملة السويس "كانت هناك تظاهرات ومن حين لآخر كان هناك اطلاق نار".

ويؤكد انغوس جونز من ضباط البحرية البريطانية السابقين انه تعرض لاطلاق نار من قبل القناصة في شوارع بورسعيد لكنه فوجئ بان المقاومة "كانت اقل تنظيما من المتوقع".

وانتهت حملة السويس اثر ضغط اميركي وانذار روسي وقرار للجمعية العامة للامم المتحدة ولكنها اوقعت 1250 قتيلا في صفوف المصريين بينهم اكثر من الف مدني، و231 قتيلا اسرائيليا و22 بريطانيا و11 فرنسيا.

ويؤكد خضير وهلال واسحق ان صفحة العداء مع بريطانيا وفرنسا طويت ولكن الاسرائيليين يظلون اعداءهم الذين رأوهم مرة اخرى على ابواب بورسعيد ابان حرب 1967 . ويقول هلال "لم تنته المعركة مع اسرائيل بعد" على الرغم من معاهدة السلام التي وقعتها مصر عام 1979 ويؤيده في ذلك ابنه حسن (46 عاما) وهو مرشد في قناة السويس يؤكد انه "رضع الوطنية منذ الصغر".

ويعتبر خضير ان "الفرنسيين تغيروا واعترفوا بخطئهم".

وعندما غادر الفرنسيون والبريطانيون بورسعيد في 22 ديسمبر حلت محلهم قوة دولية هى الاولى التي قامت الامم المتحدة بنشرها في احدى مناطق النزاع. أ.ف.ب

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى