انسحاب رئيس فريق الدفاع عن صدام حسين واثنين من المحامين اثر جدل مع القاضي

> بغداد «الأيام» حسن جويني :

>
الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين
الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين
انسحب رئيس فريق الدفاع عن صدام حسين المحامي خليل الدليمي ومحاميان اخران من جلسة المحاكمة المخصصة للاستماع الى شهادات المدعين في قضية الانفال أمس الإثنين بعد جدل مع القاضي محمد العريبي فيما استمعت المحكمة الى شهود اكثر في القضية.

وقرر القاضي تعيين محاميين منتدبين من مكتب الدفاع مرة اخرى للدفاع عن صدام حسين وعن اثنين اخرين المتهمين، الامر الذي رفضه الرئيس العراقي المخلوع معتبرا انه "مخالف للقانون".

وتلا الدليمي عند بعد افتتاح الجلسة 12 طلبا لتنهي هيئة الدفاع مقاطعتها جلسات المحاكمة والاستمرار المرافعة، لكن القاضي رفضها معتبرا ان "هذه الامور محسومة من قبل القاضي هادي العامري" سلفه.

وقال الدليمي في التماسه "نطلب السماح للمحامين العرب والاجانب المشاركة في مرافعات المحكمة والقيام بهمامهم".

واشار الى "عدم استجابة المحكمة للتحقيق في قضية الضرب المبرح للمتهم حسين رشيد من قبل الحراس رغم مطالبة رشيد التحقيق بالقضية (...) ما يعني ان المحكمة لاتستطيع حماية موكلينا".

كما تحدث عن "اصرار المحكمة على انتداب محامين من مكتب الدفاع رغم ان هذا يخالف قانون المحامين وتعتبر كافة الجلسات التي تمت انتداب المحامين غير قانونية"واشار ايضا الى "تراكم جلسات المحكمة واعتبرها مرهقة للمحامين والمتهمين".

وبعد انتهاء الدليمي من تلاوة طلباته قال القاضي العربي ان "قضية حضور محامين عرب واجانب حسمت في وقت القاضي السابق عبد الله العامري وصدرت به قرار من رئاسة المحكمة التميزية وعلى المحكمة التقييد به".

وبعد جدل بين المحامي والقاضي حول تسمية صدام حسين بالسيد الرئيس، وقال العربي للمحامي "لا تشر الى المتهم صدام بالسيد الرئيس (...) لا يوجد رئيس في المحكمة غير رئيس المحكمة,نادي المتهم بموكلي فقط او المتهم".

ورد المحامي الدليمي بالقول "اذا لم تستجب المحكمة لهذه المطالب فانا مضطر لمغادرة القاعة وليس لدي استعداد لاعطاء شرعية للمحكمة"واستمعت المحكمة أمس الإثنين في جلستها التاسعة عشرة الى اربعة شهود ادعاء.

وقال الشاهد الاول ويدعى فاخر علي حسين وهو من اهالي قرية تدمى التابعة الى مدينة شقلاوة في السليمانية "كنت اعيش في هذه القرية مع والداي واربعة من اشقائي. شاهدنا طائرات مروحية قادمة من محافظة اربيل باتجاه قرى مجاورة لقريتنا وقامت بقصف عدد من القرى القريبة منا وعلى محيط قريتنا.

واضاف "في اليوم التالي لم ارى القرية المجاورة لنا لكني رأيت الشوارع المؤدية اليها ورأيت بعض السكان ودموعهم تسيل من عيونهم".

وبعد لحظات شممت راحة عفن تشبه رائحة التفاح المتعفن، مؤكدا انه "نتيجة هذه الرائحة بدات اعراض تظهر على السكان فاصبح من الصعوبة التنفس وبدأ الآخرون التقيؤ وظهر طفح على جلد البعض الاخر".

وقال ان "احد الاشخاص كان من اقاربي وبعدها غادرنا مع عائلتي القرية الى قرية اخرى".

وتابع "امضينا خمسة الى ستة اشهر وكانت الحكومة اعطتنا منزلا رديئا في مجمع شكاتا. ولم يكن هناك مياه للشرب. بعد ذلك بفترة قامت طائرات حربية بقصف المجمع. لقد اغمي علي بعد ان شممت راحة التفاح المتعفن".

واكد ان "عددا كبيرا من المدنيين قتلوا بينهم شقيقتي فاطمة وعدد من اقاربي وعمي وشخص اخر اعرفه".

اما الشاهد الثاني جمال سليمان قادر (50 عاما) الذي يعمل خطيبا في احد المساجد "شاهدت طائرات حربية اربعة تقصف بالقرى بالاسلحة الكيماوية بتاريخ 18 ايار/مايو 1988 في فترة المساء وارتفع الدخان في سماء القرية".

وقال انه "توجه الى القرية وشاهد جثث شخصين من السكان فقط وعربة جرار زراعي تحمل 15 جثة,لقد جرحوا اولا وكانوا في طريقهم الى مستشفى يديرها الاتحاد الوطني الكردستاني عندما توفوا".

وتابع "بعدها دخلت القرية ورأيت حيوانات نافقة وكانه يوم القيامة وسمعت صراخ اطفال ونسوة تبكين ازواجهن (...) شاهدت جثثا كثيرة عدد كبير منها لاطفال".

واشار الى ان "بعض الجثث كانت تحمل احمرار وآثار اختناق وقام بنقل عددا منهم الى خارج القرية".

وكانت هيئة الدفاع قاطعت الشهر الماضي بدعوى تدخل الحكومة في شؤون المحكمة وتعيين قاض جديد.

ويحاكم صدام حسين وستة من اعوانه في قضية حملات الانفال التي اسفرت في 1988 عن مقتل حوالى مئة الف كردي وتدمير ثلاثة الاف قرية وتهجير الالاف,وجلسة أمس هي التاسعة عشرة في محاكمة صدام حسين في قضية الانفال.

وقد استمعت المحكمة حتى الان الى اكثر من 49 شاهدا من الاكراد بينهم عدد من النساء اللاتي اشرن الى حالات اغتصاب واجهاض وولادة وسط ظروف صعبة للغاية.

وكانت حملات الانفال اسفرت في 1988 عن مقتل حوالى مئة الف كردي وتدمير ثلاثة الاف قرية وتهجير الالاف.

ويحاكم في القضية ايضا قائد المنطقة العسكرية الشمالية سابقا علي حسن المجيد الذي اوكلت اليه مهمة تنفيذ الاوامر ومدير الاستخبارات العسكرية السابق صابر عبد العزيز الدوري وهو متهم بانه احد ابرز المحرضين على حملة الانفال واحد منفذيها الرئيسيين.

كما يحاكم طاهر توفيق العاني محافظ الموصل خلال حملة الانفال وسلطان هاشم احمد الطائي وزير الدفاع السابق وقائد الحملة ميدانيا وكان يتلقى الاوامر مباشرة من علي حسن المجيد.

اما حسين رشيد التكريتي عضو القيادة العامة للقوات المسلحة والمقرب من صدام حسين وفرحان مطلك الجبوري مدير الاستخبارات العسكرية في المناطق الشرقية، فهما متهمان بالمشاركة في الحملة. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى