محاكمة صدام: القاضي يستمع الى شاهد حول القتل الجماعي والمقابر الجماعية

> بغداد «الأيام» صباح جرجيس :

>
محاكمة صدام حسين
محاكمة صدام حسين
اكد احد شهود الاثبات أمس الثلاثاء للمحكمة الجنائية العراقية العليا التي تحاكم الرئيس المخلوع صدام حسين بتهمة ارتكاب "ابادة جماعية" بحق الاكراد خلال "حملة الانفال"، انه نجا من قتل جماعي نفذته قوات الجيش العراقي السابق في صحراء محافظة الانبار غرب العراق.

وقد ارجأ القاضي محمد العريبي رئيس المحكمة أمس الثلاثاء محاكمة صدام حسين وستة من مسؤولي النظام السابق المتهمين في قضية "حملة الانفال" ضد المدنيين الاكراد في ثمانينات القرن الماضي، الى السابع من تشرين الثاني/نوفبمر المقبل.

وادلى خمسة شهود اكراد بشهادتهم اليوم في الجلسة العشرين للقضية التي بدأت في الحادي والعشرين من اب/اغسطس الماضي.

وقال شاهد تحدث من خلف الستار انه كان احد 35 معتقلا كرديا تم نقلهم الى صحراء في محافظة الانبار في نيسان/ابريل 1988 خلال حملة الانفال.

وتحدث الشاهد الذي رفض الكشف عن اسمه عن كيفية قيام الجيش العراقي باحتجازه قبل ان يتم عصب عينيه وتقييده مع عدد اخر من رفاقه ونقلهم بواسطة باصات الى صحراء غرب العراق خلال فترة الغروب.

ووصف الشاهد كيف تم نقله ورفاقه بشاحنات من معتقل في مدينة كركوك (260 كلم شمال بغداد) الى ساحات في صحراء في محافظة الانبار غرب العراق.

وروى كيف قيام الجيش باعدام اثنين من المعتقلين في كل مرة ورميهما في مقبرة جماعية اعدت مسبقا.

وقال "كنت مع ابن عمي خلال هذه العملية وقام الجنود بشد وثاقي واعصبوا عيني واخذوا هوياتنا ونقودنا ورأيت اكداسا من الهويات والنقود في هذا المكان".

واضاف "اخذني احد الجنود مع ابن عمي الى مسافة في الصحراء لم اعرف كم تبعد عن الاخرى، وقال لنا +انبطحوا وتمددوا سويا جنبا الى جنب+ وقام باطلاق العيارات النارية علينا,لا ادري كم مرة اطلق النار (...) لكني اتذكر ان الغبار لفني ولم اشعر باي الم وتظاهرت بالموت ولم اتحرك، وسمعت صوت ابن عمي وهو يصرخ وبعدها سكت".

واضاف "سمعت اطلاق نار في امكنة متفرقة في المنطقة (..) وتكررت الحالة (..)، وكان الحارس يذهب كل مرة ويرجع مع اثنين من المعتقلين (....)، وفي هذه الاثناء .. استطعت ان احرر نفسي وافك وثاقي مستغلا غيابه".

وتابع انه بعد ان فك العصبة عن عينيه "شاهدت حفرة كبيرة كانوا يعدمون الناس ويرمونهم فيها وقد استغليت غيابهم وزحفت باتجاه الحفرة وشاهدت انها مليئة بالجثث وقسم منهم لا يزالون على قيد الحياة".

واضاف ان "الحارس كان غاضبا من هؤلاء الاحياء واستدعى سائق الية ليقوم بدفن الجثث حتى الاحياء".

وقال انه هرب ليلا وهو ينزف في الصحراء دون ان يعرف اين يتوجه، واضاف "الكلاب هاجمتني عدة مرات وكنت اقلد مشيها على اربعة اطراف للتخلص منها".

وروى انه وصل بعد ذلك الى قرية حيث "وجدت راعيا كرديا عرفت لاحقا انه من الاكراد الذين تم تهجيرهم من كردستان من قبل صدام وسألته اين نحن فقال +انت في محافظة الانبار+".

وقدم الشاهد قائمة باسماء عدد من اقاربه وعائلته الذين قتلوا خلال هذه العمليات.

وروى شاهد ثان كيفية اعتقاله وكيف قضى ثلاثة ايام في سجن جمجمال قبل ان يتم نقله الى معسكر طوب زواه في كركوك بعد تعذيبه هناك.

ووصف الشاهد المعتقل "بالقذر" وكان الاطفال وكبار السن يوضعون سوية وقال انهم "قضوا يومين بدون نوم".

وبعد ذلك نقل المعتقلون بواسطة عشر حافلات الى مكان مجهول. وقال "ان السائق قال لنا انكم ذاهبون الى الموصل (360 كلم شمال بغداد) ولم يكن لدينا اي امل بالحياة".

وقال الشاهد "هربت من نافذة الحافلة على الرغم من الحراسة المشددة في داخل الباص وتمكنت من الاختباء وراء الاعشاب والاشجار".

واضاف ان "الجنود اطلقوا النار باتجاهي لكني تمكنت من الهروب".

واستؤنفت محاكمة صدام حسين وستة من مساعديه في قضية حملة الانفال ضد الاكراد أمس الثلاثاء بحضور جميع المتهمين وغياب فريق الدفاع عنه، حسبما ذكر مراسل فرانس برس.

وانسحب رئيس فريق الدفاع عن صدام حسين المحامي خليل الدليمي ومحاميان اخران من جلسة المحاكمة المخصصة للاستماع الى شهادات المدعين أمس الأول الإثنين بعدما رفض القاضي محمد العريبي الاستجابة لطلبات الدفاع ومنها عودة المحامين العرب والاجانب.

وقرر القاضي تعيين محاميين منتدبين من مكتب الدفاع مرة اخرى للدفاع عن صدام حسين وعن اثنين اخرين من المتهمين، الامر الذي رفضه الرئيس العراقي المخلوع معتبرا انه "مخالف للقانون".

ويحضر الجلسة جميع المتهمين في القضية الذين يحاكمون فيها منذ 21 اب/اغسطس الماضي امام المحكمة في المنطقة الخضراء المحصنة وسط العاصمة العراقية,وهم يواجهون عقوبة الاعدام.

واستمعت المحكمة حتى الان الى اكثر من 50 شاهدا من الاكراد بينهم عدد من النساء اللواتي اشرن الى حالات اغتصاب واجهاض وولادة وسط ظروف صعبة للغاية.

ويحاكم صدام واعوانه في قضية حملات الانفال التي اسفرت العام 1988 عن مقتل حوالى مئة الف كردي وتدمير ثلاثة الاف قرية وتهجير الالاف. (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى